سكوير اينكس تقوم بعرض ديمو قابل للعب في أرض المعرض، لكن أيضا خلف الستار في قسم سكوير اينكس الخاص هناك استعراض آخر للعبة، لقد كنت سعيدا بموافقتهم على دخولي حيث رأيت استعراض جزء آخر من اللعب لم يكون متوفرا في الديمو الخاص بأرض المعرض. لكن كيف كانت لعبة فاينل فانتسي الجديدة؟ هل كان قرار إعادة هذا الجزء بالذات صائبا؟ ربما هناك الكثير من الأمور لنزورها و نكتشفها هنا، لكن الحقيقة أن الديمو في النهاية يبقى مجرد ديمو، و هناك كم محدود من المعلومات يمكن استنباطه منه، لكن دعوني أقول لكم أن ما اكتشفته أمر رائع و سيسعد المتابعين. الفقرات التالية ستكون استعراضا مطولا للعبة من خلال تجربتنا الخاصة في معرض E3 2011.
في البداية كل شيء يبدو مألوفا، فهنا من الواضح أن سكوير اينكس تريد استخدام معداتها من اللعبة الأولى لإختصار الطريق في تطوير هذا الجزء الجديد. لكن دعوني أقول لكم أن اللعبة حافظت على سمعتها التي اكتسبتها في الجزء الأول، فمظهر اللعبة يبدو رائعا و كالعادة التجول و رؤية ما حولك يعتبر متعة كبيرة للنظر. كنت فقط متضايقا في أحد المقاطع و هو داخل ما يشبه المدينة، هنا كانت اللعبة تتباطيء بشكل ما أثناء التجول، ربما ليس من العدل أن نحكم عليها بما أنها في مرحلة متقدمة من التطوير. لكن هل لاحظتم أني تحدثت عن تجول داخل “مدينة”؟! هنا وجدت أناسا كثيرين حولي، بعضهم يحمل فوق رأسه “فقاعة محادثة” و تستطيع التوجه اليه و ضغط زر “مربع” للحديث معاه، هناك أيضا من لا تستطيع الحديث معهم، لكن بمجر مرورك بقربهم ستسمعهم يتحدثون مع بعضهم أحيانا. الحديث مع الناس هنا سيكون مهما كما في ألعاب فاينل فانتسي السابقة، ففي بعض الأحيان سيعطونك تلميحات لوجهتك القادمة، أو ربما شيء آخر رائع لم يكن بالحسبان.
حسنا، بداية الديمو عبارة عن قتال مع يد عملاقة، التي لاحقا يبدو أنها جزء من عملاق كبير مختفي في الخلفية. القتال يبدو جدا مألوفا مقارنة بالجزء الماضي، فهناك اختيار الضربات المتتالية أو القتال التلقائي، و هناك أيضا البرادايم شفت حيث تقوم بتغيير استراتيجية القتال وسط المعركة. الشخصيات التي كنت أتحكم بها هي شخصية رجل جديد، بالإضافة لشخصية “سارة” من الجزء السابق و التي لم تكن قابلة للعب. هناك اكتشفت عنصر جديد في اللعب قامت بإضافته سكوير، و هو مقاطع أكشن و ضغط أزرار مؤقت. حسب كلام سكوير فهم يريدون إضافة بعض التنويع في رتم القتال، في هذه المقاطع ستجد شخصيتك تقوم بشيء ما، مثلا هنا قامت شخصية الرجل بالصعود على اليد العملاقة و ضربه بالسيف في كفه، كل ما علي فعله هو ضغط زر “إكس” في لحظة ما و تحريك عصا التحكم الي اليسار في مناسبة أخرى. لا أجد هذه الإضافة تأثر كثيرا في القتال، لكن ربما هذا ما بدا لي سابقا، حيث اكتشفت أن تأدية هذه المقاطع بشكل صحيح سيكافئك أثناء القتال. عند تنفيذ مجموعة من لقطات الأكشن السريع بشكل صحيح، سيحصل أعضاء فريقك على خصائص تقوي من أدائهم، مثل Attack+ أو Deffence+. لكن في حال فشلت في تنفيذها فاستعد للعقاب، ستحصل على خصائص تقلل من أدائك عكس الأولى.
بعد هذا القتال نعود للمشي و الإستكشاف، هنا نلاحظ عودة وجه مألوف لعشاق السلسلة، إنه الموجل Moogle الشهير. سأتحدث كثيرا عن هذه الشخصية التي تعود للسلسلة، فسيكون لها دور كبير في هذا الجزء بالذات. كبداية الموجل سيتبعك في كل مكان، فهو سلاح سارة في اللعبة، و يستطيع التحول إما الى سيف أو قوس و أسهم، حسب نوع العدو الذي ضدك. الأمر لا ينتهي هنا بالنسبة للموجل، فهو قادر على القيام بـScan للمنطقة التي حولك أثناء التجول، هذه الخاصية تساعدك على اكتشاف بعض الكنوز المخبأة. الموجل أيضا سياعدك في أمر آخر يدعى Mog Clock، هذا المؤقت سيعمل أثناء تجولك و في مناطق يتواجد فيها أعداء، و هنا يجب التنويه أن بعض أعداء اللعبة لن يكونوا ظاهرين على الشاشة، و لكن سيكونون مختلفين و يظهرون من الأرض فجأة عند اقترابك. على كل حال القتال ليس الزاميا حتى مع الوحوش المختفين، فتستطيع الهروب منهم و الخروج من القتال. لكن لنعود للموجل، فعند اقترابك من عدو ستجد دائرة كبيرة رسمت من حولك على الأرض، هذه الدائرة هي المنطقة التي تضمك أنت و الوحش الذي في المكان نفسه. عند ظهور الدائرة سيعمل الـMog Clock هنا، و هو مؤقت سيظهر في الزاوية و يبدأ بالعد. في البداية سيكون لونه أخضر، هنا تستطيع الإنقضاض على العدو و الحصول على تفوق خاص عليه بضربه أولا، أما إن كان اللون أصفرا أو برتقاليا فلن يحصل أي أحد على تفوق أثناء القتال، أما إن كان اللون أحمرا و بدأت القتال، فهنا يمكن توقع ما سيحدث، فستحصل على ضربة سريعة على رأسك من عدوك قد تجعلك في وضع حرج.
الإضافات الجديدة في اللعبة لا تنتهي هنا، فهناك الإستعانة بالوحوش أثناء القتال كجزء من الفريق. بالتأكيد لأي شخص صاحب خبرة بسيطة في ألعاب الـRPG سيعلم تماما أن هذه الإضافة ليست حديثة على هذا الصنف من الألعاب. على كل حال سكوير أرادت استخدامها هنا، ففي نهاية كل قتال ستحصل على كرستالات تقوم بإتاحة الإستعانة ببعض الوحوش أثناء القتال. في هذا الديمو كان هناك في فريقي ثلاث وحوش مختلفة، لكن واحد منهم فقط سيكون في المعركة معي، و الآخرين قد يظهرون في أي لحظة. ماذا يعني هذا؟ كل ما في الأمر هو التفاعل مع البرادايم شفت، في حالة طلبت من الوحش الدفاع أم الهجوم، سيقوم بالخروج و يدخل مكانه الوحش الأنسب للمهمة التي طلبتها. قبل أن أختم كلامي عن الوحوش هناك شيء يدعى Feral Meter، و هو ضربة خاصة للوحوش تقوم بإيذاء أعادئك بشكل كبير جدا، و حتى تنفذ الضربة يجب أن يمتليء عداد Feral Meter أثناء القتال الى اكتماله.
نعود مرة أخرى للمشي و الإستكشاف، سكوير أضافت هنا شيئا غريبا، فالشخصية التي تتحكم بها تستيطع القفز كما في ألعاب الأكشن، حسب حديث سكوير فهذا الشيء تم إضافته للسماح للاعب بالوصول الى أماكن أكثر أثناء الإستكشاف. حان الوقت الآن لدخول المتاهة، هنا أنا أبحث عن الوصول الى مكان معين لإنهاء مهمتي. الآن اقتربت من Atlas و هو الوحش العملاق الذي تحدثت عنه في بداية الإستعراض، هنا واجهت أحد مزايا اللعبة و إضافتها الجديدة و الذي يدعى Live Trigger. ما هذا الشيء؟ هو عبارة عن لحظة يجب عليك فيها اتخاذ قرار ما، هنا في هذه اللحظة ظهر أمامي في الخريطة مكان الوحش العملاق، و أيضا مكان item غير معروف. الخيار الخاص بـLive Trigger كان ما بين 4 أشياء، إما أن أستشير “سارة”، أو الموجل، أو أن أواجه الوحش مباشرة في حركة إنتحارية، أو أن أتوجه الى هذا الـitem الغير معروف و أحاول أن أرى ما يمكن أن يفعل لي. في المرة الأولى قمت بالذهاب مباشرة الى الوحش، لقد دمرني بكل اختصار، كانت ضرباته قوية جدا و الوصول الى نقطة stagger صعب جدا. حسنا لنعود مرة أخرى و نغير خطتنا، نتجه هذه المرة الى الـitem الذي تجنبناه المرة الماضية لنكتشف أنه جهاز تحكم بالوحش العملاق، الآن يبدو بعد استخدامه أن شيء ما تغير في الوحش. عند التوجه اليه مرة أخرى نجد أن عداد HP الخاص به انخفض الى النصف، أيضا أصبح من السهل الوصول الى نقطة stagger المطلوبة، و بالتالي استطعنا القضاء عليه بسرعة.
الآن سأتحدث عن إضافة جديدة في اللعبة، و قمت بتجربتها أثناء التوجه الى الـitem الذي تحدثت عنه في الفقرة السابقة. قبل حصولي على الـitem قمت بمواجهة ما يدعى Temporal Rift و هي مجموعة من الألغاز التي ستتواجد في اللعبة كما يبدو. هنا تم نقل شخصيتي لمكان غريب في منطقة أخرى، و كان علي إنهاء لغز معين، هذا اللغز عبارة عن بلاتفورمز صغيرة ستختفي عند مشيك فوقها، و على بعضها جواهر صغيرة يجب عليك جمعها كلها. هذا اللغز مشابه تماما لفكرة جمع القروش البنفسجية في لعبة ماريو جالكسي فوق البلاتفورم المتحرك. الهدف من وجود ألغاز مثل هذه هو كسر رتم اللعبة المتشابه و الذي اشتكى منه كثير من اللاعبين في الجزء الأول. لا أعرف إن كان هذا هو اللغز الوحيد في اللعبة، لكن سيكون من الرائع إضافة ألغاز صغيرة متفرقة في أماكن مختلفة من اللعبة في المنتج النهائية.
حسنا لننتقل للجزء الخفي، استعراض اللعبة خلف الستار في غرفة خاصة مع مطوري اللعبة. هنا تم عرض منطقة غير متواجدة في ديمو اللعبة. في هذا المقطع تقفز لايتننج من مكان عالي لتنادي Odin و تمتطيه لتركض على مسار طويل. لكن هنا يقوم بلحاقها وحش يبدو شرسا، إنه Chaos Bahamout، و المثير في الأمر أن القتال يأخذ مكانها بين طرفين و هما يجريان على ممر طويل و ليس في مكان ثابت. ليس الكثير لرؤيته هنا، لكن كان هناك مقطع أكشن آخر أيضا قامت لايتننج فيه بترك Odin و القفز على باهاموت لضربه في عنقه. المطور قال أن الهدف من عرض هذا المقطع هو شرح كيفية جعل اللعبة متنوعة هذه المرة بتقديم أشكال قتال و لعب مختلفة.
حسنا أعلم كثيرا أن هذا الإستعراض كان طويلا، لكن إن قرأته بالكامل فعلا فستعلم لماذا كان ذلك. بإختصار شديد Final Fantasy XIII-2 تحمل الكثير من الإضافات الجديدة، ليس جميعها بنفس الأهمية، لكن بعضها يبدو مؤثرا فعلا، و يضيف نكهة جديدة للعبة كما رأينا. من حديثي مع المطور و من تجربتي الخاصة لا أكاد أخفي أني متفائل كثيرا، فيبدو أن سكوير اينكس فعلا تعلم ما أزعج الناس في الجزء الأول، و تحاول هنا أن تقوم بالخطوات الصحيحة للنجاح. هذا يذكرني كثير بالفرق بين أساسن كريد في جزئها الأول و الثاني، فالأساسات كانت موجودة و رائعة، و الجزء الثاني هو من رسم المسار الصحيح باستخدام إنطباعات الجماهير الكثيرة. إن كان الحل هنا مشابها فعلا، فلربما نحن على موعد مع لعبة فاينل فانتسي رائعة أخيرا هذا الجيل.