قد يختلف القالب، إلا أن القلب واحد، والألعاب الجماعية التنافسية تحاول جاهدة أن تمتلك ولو فكرة واحدة تميزها عن الأخرَيات، في حين تستفيد مما قدمته ألعاب غيرها، فإما أن تنجح أو تقع في فخ طموح أكبر من موارد وقدرات الفريق، ولعبة The Culling قُدمت لنا كلعبة جماعية تنافسية تعتمد على تصميم الأسلحة في قلب المعركة، فهل قدمت تجربة جيدة؟
بعد أن دخلنا البيتا المغلقة ليوم واحد، أعدنا الدخول الآن بإطلاق اللعبة بنسخة الدخول المبكر، وإن كان بإمكاننا أن نشبه اللعبة بشيء فسيكون بالعمل الأدبي والسينيمائي الشهير The Hunger Game، اللعبة تضعكم في جزيرةٍ مراقبة مع مجموعة من الأعداء (لاعبين آخرين)، ولا واحد منكم يملك سلاحا في البداية وعليكم البدء في البحث عما يخدمكم لاستخدامه كسلاح أو تصميم سلاح عن طريقه.
الأجهزة: PC | تاريخ الإصدار: متوفرة في نسخة الدخول المبكر
دعونا لا نستعجل الأمور ونتحدث عن الجوانب الرئيسية في اللعبة وبعدها عن اللعب، اللعبة لعبة جماعية تنافسية، أي أنها لا تقدم أطوارا إضافية إلى جانب اللعب الجماعي، وهنالك حتى الآن في طور الدخول المبكر طوران رئيسيان، اللعب الجماعي الفردي الذي يضعكم وحدكم في مواجهة مجموعة من اللاعبين الآخرين، وطور اللعب التنافسي التعاوني، والذي يضعكم مع لاعب آخر في فريق واحد ضد فرق آخرى مكونة من ثنائيات، وحظا موفقا إن فكرتم باللعب بعيدا عن رفيقكم لأنكم ستجدون أنفسكم ضد لاعِبَين في الغالب، ولا مجال للفوز عليهم دون مساعدة، الناجي الأخير سواء في الطور الأول أو الثاني سيكون الفائز، وموتكم يعني أنها النهاية بالنسبة إليكم، رغم ذلك اللعبة تكافئكم ببعض الأزياء التي تكون في البداية محدودة جدا لتصبح لديكم قائمة تحتوي ملابس مختلفة تجعلكم تبدون أنيقين وأنتم تغرسون فؤوسكم أو رماحكم في أجساد أعدائكم.
اللعبة تمكنكم من التغيير بشكل بسيط جدا على الشخصية، وفي الحقيقة لا توجد اختيارات كثيرة بهذا الخصوص، لون البشرة والشعر وشكله، هذا كل شيء، بعدها تختارون مجموعة من القدرات المتوفرة كاملة من البداية، الحصول على 15 نقطة حياة إضافية، قوة إضافية، سرعة إضافية، إستخدام أسهل للأسلحة، كلها أمثلة على القدرات التي يمكنكم اختيارها قبل دخول أرض المعركة، وقبل أن تتواجدوا في مواجهة الأعداء خذوا الوقت لتعلم أساسيات اللعبة من خلال طور التدريب، وبهذا الشكل ستتفادون أن تنطلقوا في رحلة صيد بقية اللاعبين بحجرٍ.
عندما تضعكم اللعبة في أرض القتال فلا وجود لمحترف أو مبتدئ، فالكل أعزل عار اليدين، وتنطلقون كلكم في الوقت نفسه للبحث وتجميع الأسلحة، وكلما قضيتم وقتا أطول داخل القتال الذي يدوم دقائق طويلة تصبح القتالات أشرس، فتبدأ بالحجارة والعصي وأسلحة مصنوعة يدويا، لتنقل للقنابل والسيوف والأسلحة النارية، لذا لا فائدة من البقاء مثلا في نقطة معينة طول الوقت وانتظار اللاعبين الآخرين لقتلهم، هذا هو قلب اللعبة، فهي تحتوي نظام تصميم للأسلحة داخل اللعب ولديكم دليل يساعدكم على فعل ذلك، خذوا حجرا وأضيفوه لحجر آخر وستحصلون على سكين، خذوا السكين وباستخدام حجر إضافي يمكنكم الحصول على فأس، أو أضيفوه لقطعة خشب للحصول على رمح، كما يمكنكم الحصول على فخاخ تقليدية كالأشواك، أما الأسلحة الأخرى كالمطرقة أو الرماح العصرية أو حتى المنشار الكهربائي، فعليكم الحصول عليها بطرق مختلفة، واحدة منها أن تقتلوا عدوا وتحصلوا منه عليها.
إن لم تنتبهوا على ذلك فاللعبة من منظور الشخص الأول، ولن تواجهوا مشاكل في توجيه اللكمات أو الضربات أو حتى إطلاق النار، فإن كنتم دون أسلحة أو بأسلحة قريبة المدى فإنه بإمكانكم أن تصدوا الضربات أو دفع اللاعبين الآخرين لإيجاد ثغرة للهجوم، وإن أخذتم في ضربهم بعشوائية ستجدون أن عداد الجهد أو الطاقة قد أُفرغ فلا يكون بإمكانكم بذلك الهجوم عليهم، عندما تمضون وقتا طويلا في اللعبة ستتعلمون بعض الخدع، منها أن الرمح أسهل للهجوم، وأنه من الأفضل الهجوم على العدو مباشرة إن كان يحمل سلاحا للمدى البعيد، وأنه من الأفضل الهرب إن لم تستطعيوا هزيمة العدو والتفكير في ملئ عداد الطاقة باستخدام بعض الألات المنتشرة في البيئة، أو بإيجاد حقن مخصصة لذلك.
خريطة اللعبة كبيرة، ولا توجد حاليا سوى خريطة واحدة، والقتالات طويلة جدا لأنكم قد تمضون دقائق دون أن تواجهوا عدوا، يمكنكم استغلال الوقت للبحث عن بعض الصناديق التي تحتوي أسلحة إضافية، أو العلاج أو حقيبة لتحملوا أكثر من 3 أشياء دفعة واحدة، بعض هذه الصناديق لا يفتح إلا باستخدام القنابل، والبعض الآخر باستخدام نقاط تجمعونها، هذه النقاط تسمح لكم أيضا باستدعاء طائرة بتحكم ذاتي ترمي إليكم بأسلحة قوية، هذه الطائرة سهلة التتبع وفي الغالب سيلاحقها كل اللاعبين في الخريطة، وبذكر ذلك فبعض الأحداث تتفعل أحيانا كأن تُرمى إليكم في الحلبة 3 حقائب، واحدة فقط تحتوي ذخيرة، في حين أن البقية ستنفجر بمجرد فتحها، فتجد أن اللاعبين يتسابقون نحوها، اللعبة بذلك تقدم عناصر بقاء مختلفة عما يمكن أن تجدوا في ألعاب جماعية آخرى، خاصة أنه لا وجود هنا لترقية الشخصية أو شراء الأسلحة، وحظوظ الكل في الفوز متساوية، إلا أن الكثير منها سيئة التطبيق كحاويات الغاز التي بتفعيلها يملؤ الغاز منطقة معينة، إلا أن اللاعبين سيجدون الوقت الكافي للهرب بعيدا عنها.
اللعبة تحمل بعض الأفكار الجميلة، فهنالك معلق يُعلق على الأحداث التي تقع في اللعبة، فيخبركم أن لاعبا آخر قد مات بسهم قاتل، كما تسمعون صرخة عالية عندما يموت أي لاعب، ويمكنكم معرفة اللاعبين المتبقين بمجرد النظر للسماء حيث يوجد ما يشبه جدار الطاقة مع لائحة للمتنافسين. طبعا اللعبة غير كاملة، وأنميشن الشخصيات يبدو مضحكا بعض الشيء، البيئات أيضا فارغة في غالبها خاصة بيئة اللعبة الداخلية حيث لا توجد سوى بعض الخزانات الموضوعة هنا وهناك، يمكن أن نُثني رغم ذلك على عمل اللعبة بشكل جيد، الجانب التقني المتوسط ساعد على ذلك فاللعبة تحتوي رسومات مقبولة، والكثير من الأشياء تحتاج المزيد من العمل كما هو حال الأنميشن مثلا.
مازالت اللعبة محدودة وستملون بعد مدة من التواجد على الخريطة نفسها، سنعطي الفريق وقته إلى أن يطلق النسخة النهائية ونحكم بخصوص هذا الأمر، اللعبة تبقى رغم ذلك ممتعة، وتؤدي المطلوب بالشكل الجيد، أن يكون كل اللاعبين في موضع ضعف ويبحثوا عن تطوير ما يملكون لمحاولة البقاء أحياء والفوز في النهاية فكرة جميلة، لكن نحتاج لرؤية تنوع أكبر لنقدم حكما نهائيا، الإنطباعات تبقى بذلك ناقصة حتى ذلك الوقت، والنصيحة كالعادة أن تنتظروا المنتج كاملا للحصول على محتوى أفضل من المتوفر حاليا.
- نسخة الدخول المبكر لا تمثل النسخة النهائية من اللعبة.