في خلال هذه الفترة ظهر زعيم قبيلة اشتهر بقوة جيشه وانتصاراته المتتالية لدرجة صار اسمه أشهر من نار على علم ألا وهو Oda Nobunaga وهو جوهر فقرتنا “الساموراية” هذه .
Oda Nobunaga المولود عام 1534 أصبح زعيم قبيلته وهو في السابعة عشر من عمره، كان طموح جداً لتوسعة رقعة أرضه لدرجة أنه قتل أخيه عندما علم بتدبير مؤامرة ضده من هذا الاخير. وفي عام 1582 وفي حادثة Honno Ji الشهيرة والتي تم محاصرة نوبوناغا فيها قرر هذا الاخير الانتحار بطريقة طعن السيف الشهيرة ألا و هي الـ هار كيري أو ما يطلق عليها Seppuku بدلاً من إذلال الهزيمة.
لماذا تم ذكره كشخصية شريرة في سلسلة ألعاب Onimusha؟
قبل الاجابة يجب أن نذكر نقطة مهمة، نوبوناغا يُصنف على أنه طاغية باعتراف اليابانيين قبل غيرهم. والعجيب أنه مثل كل الطغاة الذين توسعت رقعتهم كان يشجع الفنون والأدب وبالذات التي تتحدث عن انجازاته وأمجاده لدرجة قرر أن ينشر كل الفنون التي تذكره سواءً من لوحات زيتية أو مسرحيات أو قصائد على مستوى البلاد.
وليس هو الوحيد الذي فعلها؛ نابليون كان محب للفنون لأنه أراد أن يمتلكها لوحده ولذلك شجع الفن المسرحي واللوحات الزيتية التي تمجد وقته. هتلر رأى في السينما فن راقي لذا شجعها و أستخدمها للتأثير على عقول الشعب الألماني وبث عبرها أن الرايخ الثالث مهمته فقط حماية الجنس الآري. وهناك أمثلة غيرهم و لكن لا يتسع الحديث لذكرهم هنا.
ما يهمنا هو في الثلاث الأجزاء من سلسلة Onimush تم ذكر سيرة نوبونجا بشكل تدريجي حيث تبدأ اللعبة بخبر قتل نوبونوجا ومن خلال أحداث اللعبة تعرف أن هناك قوة شيطانية تحاول إعادة نوبونجا للحياة و… الباقي معروف لكل عشاق هذه السلسلة الجميلة.
أيضاً هناك العديد من الوثائق الملقاة في أرجاء اللعبة تتحدث عن تاريخ هذه الفترة وإن كانت من منظور اللعبة حيث تم دمج فكرة القوة الشيطانية مع تاريخ تلك الفترة والنتيجة لعبة كانت رائعة.
و … ” خـــلــصــنــا”
هل هذا كل شيء؟
نعم. بالنسبة لمقالنا على الأقل. ولكن الثقافة لا زالت سـتُستخدم في ألعاب الفيديو وستكون معين لا ينضب. سواءً ثقافة شعبية أو معلومات تاريخية أو أحداث سياسية أو حتى تحولات جغرافية.
هناك سلسلة ألعاب الكاتب المخضرم الراحل توم كلانسي Tom Clancy والتي فيها اقتباس شبه كلي من السياسة.
هناك التحفة الفنية الجميلة Prince of Persia والتي صدرت عام 2008 وكانت بالكامل مبنية على ثقافة الزرداشتية، حتى وأن كانت لا تناسبنا ولكن تظل في محيط “من الجيد أن نعلم.”
هناك -اللعبة -التي -لم -يلعبها -أحد Eternal Darkness: Sanity’s Requiem، لعبة نينتندو والتي صدرت عام 2001 والمليئة بأفكار فلسفية ومعتمدة على الكثير من تراث أعظم كُتاب أمريكا في القرن الثامن عشر؛ إدجار ألآن بو Edgar Allan Poe
أيضاً من نافلة القول نستطيع التصريح أن فريق التطوير روك ستيدي Rocksteady أبدع وتفنن في إخراج وسيط تفاعلي ممتاز يكمن في انتاجاته لسلسلة Batman Arkham المأخوذة من القصص المصورة التي هي بحد ذاتها مصدر ثقافي شعبي محبوب جداً. وأن تخرج من عباءة نجاح القصص المصورة وتصل بها لمرحلة انتاج لعبة فيديو ممتازة لهو المجد بعينه.
ختاماً، نستطيع القول إن ألعاب الفيديو وصلت لمرحلة أن تكون وسيط ترفيهي ممتاز لتقديم محتوى تفاعلي مهم للجمهور، وهنا يأتي دور المطور في كيفية استغلال هذا الوسيط لإثبات جدارته وعلينا نحن اللاعبين أن نتفهم أن هوايتنا تعدت مرحلة المتعة ووصلت لكونها عمل أدبي من شأنه أن يكون ضد النسيان وأن يخلد في ذاكرة العامة وهذا يحتاج لمقال آخر.