قُمتُ بتجربة لعبة دانجرونبا لأول مرة عندما قام المعجبون بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية على جهاز سوني المحمول PSP، وكان مقدار الإعجاب من طرفي كفيلاً لأقوم بشراء جهاز بلايستيشن فيتا مع الجزء الثاني الذي قامت بنشره NIS America هناك بشكل رسمي، ومرة أخرى… كان الجزء الثاني رائعاً إلى درجة جعلتني أتشوق إلى إعادة التجربة على منصة ستيم والحاسب الشخصي، ولرغبتي في أن تصل اللعبة إلى قاعدة أكبر من المعجبين بفضل انتشار المنصة الكبير بين الجمهور مقارنة بالفيتا.
الجزء الأول من اللعبة كان يبدو لي كخليط بين عدة تجارب متنوعة. الطراز الفني والرسومي كان شبيهاً بسلسلة ألعاب بيرسونا من شركة أطلس، وذلك بالإضافة إلى تواجد عناصر المواعدة للتعرف على الشخصيات بصورة أعمق كما هو حال نظام Social Links. القضايا والمحاكم بدت شبيهة بسلسلة ألعاب Ace Attorney الرائعة من شركة كابكوم، فيما بدت التجربة القصصية الرئيسية أشبه بخليط بين سلسلة Zero Escape التي تطورها نفس الشركة وبين الرواية اليابانية الشهيرة Battle Royale التي أصبحت أشبه بجنرا أو صنف مستقل من القصص، حيث تتحدث الرواية عن مجموعة طلاب يابانيين يقتلون بعضهم البعض تحت إشراف برنامج حكومي. على أية حال، دانجنرونبا جمعت هذه العناصر لتخرج بتجربة فريدة وشخصية خاصة.
بما أن القصة هي أساس تجربة دانجنرونبا فهي ستكون أول ما سأتحدث عنه في مراجعتي هذه للجزء الثاني (وداعاً لليأس)، القصة من كتابة الياباني المُبدع Kazutaka Kodaka الذي أظهر مهارة كتابية تنم عن موهبة عملاقة في هذه اللعبة. الحقيقة أن هذه اللعبة كانت أشبه بالمفاجأة الجميلة بالنسبة لي شخصياً وذلك بفضل القفزة الرائعة في المستوى البوليسي والجرائم مقارنة بالجزء السابق، بل وأستطيع القول بثقة أن القضية الأولى لوحدها في هذا الإصدار تناطح القضية الأخيرة في الجزء الأصلي.
تتحدث قصة دانجنرونبا 2 عن الطالب “هاجيمي هيناتا” الذي يجد نفسه حبيساً على جزيرة Jabberwock Island مع مجموعة أخرى من ألمع طلاب اليابان الذين تجمعهم أكاديمية الأمل المتفوقة. كل طالب من هؤلاء الطلاب هو الأفضل في مجال معين على صعيد اليابان، فهناك أفضل ميكانيكي وهناك أفضل طالب محظوظ وهناك أفضل مُربي حيوانات وغير ذلك من الأفكار العجيبة. في هذه الجزيرة هناك طريقة واحدة للنجاة والخروج على قيد الحياة: ارتكاب جريمة قتل ومن ثم عدم كشف القاتل خلال المحاكمة التي يعقدها الطلاب بين أنفسهم لمعرفة الجاني.
بداية اللعبة تبدو بطيئة بعض الشيء على الصعيد القصصي ولكن فور وقوع الجريمة الأولى ستنقلب اللعبة رأساً على عقب وستصبح التجربة مليئة بالإثارة والتشويق. الحقيقة أن اللعبة مليئة بالتراجيديا والمآسي، ونعتقد أن مصرع العديد من الشخصيات سيتركك في حالة صدمة وشعور كبير بالأسف والمرارة، خاصة لو كانت الشخصيات القتيلة مقربة إلى قلبك ومحببة إليك. الشخصية الأفضل والأكثر تألقاً هي شخصية “ناجيتو كومايدا” المثيرة للجدل بتصرفاتها.
كلعبة تنتمي إلى نوع الروايات المرئية Visual Novels هذا يعني أن معظم وقتك في هذه اللعبة ستقضيه في قراءة النصوص، لكن اللعبة تحتوي على جانب لعب أيضاً. الاستكشاف في اللعبة يبدو بسيطاً جداً حيث ستقوم بتحريك المؤشر على الخلفية وضغط أحد الأزرار من أجل تفحص الخلفيات على غرار ألعاب “أشّر واضغط”، وعملية التحكم تبدو سلسة ومثالية حيث لم أفتقد استخدام شاشة اللمس من جهاز الفيتا أبداً. رغم ذلك لم تعجبني خريطة اللعبة كثيراً في الحقيقة، وطريقة التنقل فيها بالحركة الجانبية بدت لي كخطوة إلى الوراء مقارنة بالجزء الأول كما أن تشعب الجزر الموجودة في اللعبة مضلل بعض الشيء. خلال جزئية التحقيق لن تختلف الأمور كثيراً فستقوم بالحديث مع الشخصيات وجمع الأدلة في محاولة لمعرفة ما الذي حدث حقاً.
