عِش أجواء المترويدفينيا كما لما تفعل من قبل
أسلوب ألعاب الميترويدفينيا تلقى دٓفعةً كبيرة بعد هذه الإصدارة ومنذ حينها لم يحظ بدٓفعة مماثلة لنقله أبعد مما وصل إليه الآن والفضل يعود للسياسة التي اتبعها فريق التطوير كما ذكرنا، وهي بكيفية صنع لعبة ترسخ بالأذهان أطول فترة ممكنة وكان يجب بأن يشمل ذلك أسلوب اللعب أيضاً. بدايةً المغامرة كسرت الروتين المعتاد بقطع عشرات الأميال عبر مجموعة من المراحل وصولاً للمرحلة النهائية وحصرتها فقط بمرحلة واحدة ألا وهي قصر الكونت دراكولا. نعم، جميع مراحل اللعبة تقع أحداثها بالقصر وبخريطة واحدة من نقطة البداية إلى مطرح الزعيم دراكولا “المخبئ طبعاً” ذلك أعطى اللاعب الحرية التامة بالتجوال بالقصر واستكشاف أسراره وهذا ما كان يرمي إليه الفريق.
وجود خارطة لعب واحدة ومتشعبة مليئة بالأسرار زاد من تألق التجربة هنا، حيث تزداد الحاجة لإستغلال قدراتك وتوظيفها لمعاودة المراحل “أرجاء القصر” واستكشاف مالم تستطع الوصول إليه من قبل. قد تعود لبوابة القصر من جديد لتجرب إحدى مهاراتك الجديدة والتي لم تمتلكها منذ البداية لتحاول استكشاف المساحات التي كان من المستحيل الوصول إليها، وإحزر ماذا ؟ قد تعثر على غرفة سرية أم ممر أو أداة نادرة تمهد لك طريقك أكثر في المغامرة، وإن كان هذا جزءً مما قد تقوم به فاعلم بأنك ستحدق وتتلمس كل زاوية بالقصر لأنها قد تخبئ لك سراً ثميناً. شعور الإستكشاف هذا سيبقى أحد العناصر الذي ستذكر بها هذه الإصدارة حين تجربتك لعناوين لألعاب مترويدفينيا أخرى .
الصعوبة والإحترافية
اشتهرت ألعاب كاسلفينيا بمدى صعوبتها ولعلنا استمعنا لتلك الأقاويل التي تُضرب بالسلسلة كمثال للصعوبة من قبل مجتمعاتها، هنا في Symphony of the Night “امممم” الوضع ليس كذلك، والفضل يعود لمهارات ألوكارد القتالية والتي ستشعرون بأنها تعطيكم تفوقاً ملحوظاً على أعدائكم باللعبة سيساوركم الشعور بالصعوبة بموقفين، الأول : أثناء بداية اللعبة حين يُجرد ألوكارد من قواه وأسلحته ويضطر لقتال الأشرار بأقل عتاد ممكن، أما الثاني : حين تنازلون زعماء يقارعونكم بالقوة كنسخة ألوكارد الشريرة أو ثلاثي عائلة بيلمونت الميت كون النزال بينكم يكون بنفس العتاد تقريباً.
استطعت وبترويٍ من إنهاء اللعبة للمرة الأولى في حدود الخمس ساعات قبل إعادتها بالمقلوب والذي مع مجموع اللعب الكلي استغرق مني أقل من 10 ساعات فقط، ولاشك بأن هناك من يكسر هذا الرقم بكل أريحية وهناك من يطيل اللعب أكثر. الصعوبة ملاحظة عند دخول القصر مقلوباً لكنها ناتجة عن إختلاف مستوى القوة بينك وبين خصومك لكن بعد أن يرتفع مستوى ألوكارد وبحصوله على عتاد أقوى ستعود المياه لمجاريها وتصبح الأقوى مجدداً.
سيمفوني أوف ذا نايت وبجميع ما قدمته لهذا الصنف لاتزال تقدم تجربة غنية ليومنا الحاضر، وحتى مقارنةً بشقيقاتها من الألعاب الصادرة لاحقاً من مختلف الأسماء بالصناعة نجد بأن تلك الألعاب هي الأقل مواكبة في تقديم تجربة مميزة. فريق العمل وبشكل ذكي أطال عمر اللعبة بتقديمه المغامرة بالقصر مقلوباً إضافة للنهايات المتعددة والأهم بأنه وبعد قرابة 20 عاماً من الزمان لازالت اللعبة محتفظة بالإعجاب والتقدير ومنافسة الزمن المسعى الذي بُنيت لأجله، ومن يدري إلى متى ستبقى تقارعه ؟
أعزائي، الكثير من العناصر الرائعة لم نناقشها بسبب الإستعداد لختام وقفتنا ونتمنى حقيقة العودة لها مستقبلاً، من يحب العودة لتجربة اللعبة قد ينزعج من مظهر رسومها البكسلية لمدة محدودة وبعدها لن يجدها عائقاً للإستمتاع باللعبة، وإلى أن نلتقي مجدداً تقبلوا تحيات محدثكم ودمتم بخير.