من مطوري LIMBO تأتينا لعبة الألغاز و المنصات الجديدة Inside، حيث يتحدى فريق التطوير Playdead نفسه ليتفوق على عمله السابق اللذي نال على إعجاب الكثيرين. اللعبة لا تختلف في مبدأها كثيرا عن ليمبو، حيث تعيش أجواء كئيبة جدا في مناطق نائية و تحاول أن تحل ألغاز من صلب البيئة اللتي حولك و تتفادى الموت. اللعبة أيضا تملك نفس التوجه الفني للعبة السابقة ليمبو، حيث يطغى اللون الداكن من درجات الأسود و الرمادي على جرافيكس اللعبة. فمع كل هذا التشابه هل نجد في Inside تجربة جديدة تستحق فعلا كل هذا الإنتظار؟
اللعبة تعيد للأذهان أيام جهاز العائلة، حيث لا يوجد الا زرين للتحكم و هم A و B، و في إنسايد أيضا هناك زر للقفز و آخر للأكشن (مثل ضغط الأزرار و سحب الرافعات). و عندما يكون التحكم بسيطا هنا تظهر عبقرية المطور في أن يقدم لعبة توظف هذا التحكم البسيط بأفضل طريقة ممكنة، ثم الخروج بلعبة عميقة رغم ذلك. البيئة في اللعبة ستكون هي مصدر إلهام اللعب الرئيسي، حيث عليك قراءتها بشكل جيد لتعرف ما عليك فعله لتتقدم في اللعبة.
الألغاز متفاوتة في اللعبة من ناحية المبدأ، فبعضها بسيط و مباشر، و البعض الآخر يتطلب نظرة أعمق على البيئة و يتضمن عدة خطوات لحله. كمثال في بداية اللعبة سيكون كل شيء بسيطا لتعريفك على نظامها، فستجد ألغاز مثل دفع الصندوق للقفز على منصة مرتفعة. لاحقا ستجد ألغاز أكثر صعوبة، بعضها يتعلق بالوقت مثلا، حيث في أحدها علينا الهروب من بعض الكلاب المتوحشة و القفز في اللحظة المناسبة الى الماء لتفاديهم. لا أريد التحدث عن الألغاز أكثر، فهي صلب اللعبة و من الأفضل لكم إكتشافها بنفسكم.
اللعبة بشكل عام قصتها هي ما تراه من حولك في مشوار اللعبة، و اللذي سيمتد من 4-6 ساعات حسب مهاراتك و سرعتك في حل ألغازها. و ما يظهر مبدئيا هو طفل صغير يجري في غابة ثم يدخل منطقة صناعية، و يحاول بنفس الوقت أن لا يتم إكتشافه من بعض الرجال و الكلاب و الآلات اللتي ستقوم بقتله فورا. و هنا تكمن أحد مزايا اللعبة بالنسبة لي، حيث أن شعور الهرب و النجاة يبدو واقعيا جدا، و ستشعر بتلك السعادة فعلا عندما تنجو في آخر لحظة من خطر محقق.
لكن حقيقة أجد جوهر إنسايد الحقيقي في نظام التحكم، حيث أنه منطقي جدا لدرجة لا توصف، و لم أجد نفسي لحظة تائه أو لا أدري كيف أقوم بخطوة معينة، فكل شيء كان يعمل بشكل رائع. و البيئة تم تصميمها بطريقة رائعة، مع ألغاز ذكية جدا و متنوعة لن تشعرك بالملل، رغم أن بعضها يميل للجانب السهل. و أخيرا توجه فني جميل، و تم فيه تعويض الألوان و التفاصيل بإستخدام فني متقن جدا للإضاءة، خصوصا مع الماء. في النهاية لعبة إنسايد يجب أن لا يفوتها أي محب لهذا النوع من الألعاب، و بالتأكيد لن نوصي محبي ليمبو الأصلية، فهذه ستتجاوز توقعاتكم بكل ثقة.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة لجهاز Xbox One تم توفيرها من قبل شركة مايكروسوفت قبل صدور اللعبة في الأسواق.