من كثرة ما اختفى أستوديو Sony Bend، لم نكن أبدا لنتوقع مشروعا أصغر من Days Gone، فأيام اعتبار هذا الأستوديو من الصغار قد ولّت، وحان الوقت ليفرض نفسه بمشروع ضخم ولعبة عالم مفتوح، صحيح أننا لم نرى الكثير بخصوص اللعبة، ومن المُبكر أن نحكم بنجاحها، لكنها تملك مقومات تسمح لها أن تكون لعبة جيدة وليس أقل من ذلك.
بذلة درّاجِين، منديل أحمر في جيب السروال الخلفي، دراجة مُعدلة، وبعض العضلات، هكذا تُصبح Deacon St. John في خمسة أيام بدون معلم، الشخصية الرئيسية في هذا العنوان الجديد، Deacon درّاجٌ سابق (سائق دراجات نارية ينتمي لأخوية أو عصابة) وصائد جوائز حالي، فكرة أن تُلقي بنفسك في عالم خطرٍ، وحيدا في محاولة مطاردة أشخاصٍ عبر خريطة شمال غرب الهادئ في الولايات المتحدة (المكان الذي تدور فيه أحداث اللعبة ومكان تواجد أستوديو التطوير) ليست أفضل فكرة يمكن أن تحصل عليها، لكن بطل اللعبة يُفضل أن يشغل نفسه بدل الاختباء في واحدة من المستوطنات القليلة للبشر.
Deacon فقد الكثير، ومازال يملك القليل، بعض الأصدقاء، دراجة نارية وماضيه الأسود الذي لم يتم التفصيل فيه كثيرا، القصة غير مُتعلقة بإنقاذ العالم، وستحمل معها الكثير من الأحاسيس التي تُشكل طبيعة الإنسان، الحب، الوفاء والأخوة، الحزن وفقدان الأمل، وغيرها، وسنتعرف عن قرب لشخصية Deacon في العالم الذي يعيش فيه، مع أحداثٍ تدور بعد عامين من تفشي وباء قاتل أعاد التصنيفات من بشرٍ وكائنات حية، لبشر وفريكرز (Freakers) وهم الأعداء الرئيسيون في اللعبة، لذا إن كنتم ممن يدعونهم زومبي فأعيدوا النظر في هذه التسمية.
الوباء يُحول البشر لكائنات حية بين البشر والحيوانات، ليسوا أمواتا لكنهم عدائيون جدا، لذا إن قتلتم واحدا فسيموت، عكس الزومبي الذين يموتون ويعودون للحياة في هيئة مُختلفة، الفكرة خلف الـFreakers أنهم مُختلفون، فالوباء يصيب كل الفئات العمرية، وحسب العمر الذي كان فيه الشخص فإنه يتحول لنوع مُختلف، الصغار مثلا يتحولون لنوع من الأعداء الذي يهاجم إذا وجد فرصة فقط، البعض يتجول وحيدا، والبعض الآخر يتجمع في أعدادٍ كبيرة على شكل حشود، هذه الحشود تختلف أحجامها حسب الأماكن التي هي فيها، فإذا كان الطعام متوفرا لها، فستكون أحجامها ضخمة جدا، وسيكون على اللاعب الهرب منها.
اللاعب يتطور ويتأقلم مع العالم، والعدة التي بين يديه تُصبح مُشَكّلة من أكثر من مسدس بعشرين رصاصة ومنديل أحمر، وفي البداية لن يكون بالإمكان مواجهة الحشود، بل على اللاعب جمع الموارد بحذر، استخدام الهجمات المباغثة، وكاتم الصوت للمسدس، والهرب قبل أن تنتبه له الحشود، وإن وقع بينها، عليه إيجاد طريق سريع للهرب وركوب الدراجة. اللاعب قادر على تأخير الحشود كبداية، وبعدها سيكون قادرا على المواجهة بالحصول على موارد وعدة أفضل، تفجير البراميل، إسقاط الأخشاب بقطع حبلها، إغلاق الأبواب، تحطيم المنصات الخشبية، ووضع الفخاخ على الأرض، هي البعض فقط مما سيكون بإمكان اللاعب القيام به، هذا بالإضافة لاستخدام الأسلحة مباشرة عليها، الأسلحة هنا ستملك ذخائر كبيرة باعتبارها لعبة أكشن، وسيمتلك اللاعب أسلحة نارية وبيضاء قابلة للتعديل والتطوير.
مطور اللعبة أظهر نية في إضافة المزيد من وسائل التنقل للاعب، إلا أن الدراجة هي وسيلة التنقل الرئيسية، استخدامها سهل، قادرة على دخول البيئات الضيقة والخطرة، بالإضافة لإمكانية تطويرها والتعديل عليها، وحمل الأغراض والأسلحة والموارد عليها، الدراجة جزء كبير ومهم من اللعبة، ومركبة عزيزة على Deacon باعتبارها دراجته الشخصية.
لم يتم الحديث عن نوع المهام، لكن بما أن سيرة البطل الذاتية تُشير لكونه صائد جوائز، فنتوقع أن يلعب دور “الشريف” لإيقاف بقية الناجيين من البشر حسب العقود التي يحصل عليها، هذا ليس تأكيدا، وليس إشارة لكون Deacon خيّرا أو شريرا، فهو مُستعد للقيام بأي شيء ليبقى حيا، لكن أيجعل ذلك منه شخصا طيبا أم سيئا؟ اللعبة ستُخبرنا بذلك. المهام ستتوزع في العالم بين الرئيسية والثانوية، وستأخذكم عبر مناطق مُختلفة وجميلة في بيئة شكلتها البراكين، غابات وثلوج وأماكن قاحلة، مع تواجد لمنشآت ومُستوطنات صغيرة لمن تبقى من البشر.
ما شاهدنا في اللعبة ليس سوى جزء صغير، يبقى علينا مشاهدة واحدة من المهام الرئيسية، لقاءات مع أعداء مُختلفين بعيدا عن الحشود، وأخذ تذكرة في الدرجة السياحية لأخذ جولة قصيرة في العالم. اللعبة قادمة للـPlaystation 4، متى؟ حين تُصبح جاهزة.