إذا غطس Matt Nava المخرج الإبداعي للعبة Journey ريشته في الماء، وجدد اللون الذي عليها، وأخذ يرسم، فإننا لن نبتعد كثيرا عن تجربة مشابهة لألعاب أستوديو Thatgamecompany، ونذكر الرائعة Journey والفريدة Flower، كلاهما قدمتا تجربة هادئة ومختلفة، والأمور ستتكرر مع لعبة ABZÛ من الأستوديو الجديد Giant Squid (أسسه Matt Nava بنفسه) لكن بفكرة مُختلفة هذه المرة.
الأجهزة: PC/PS4 | الإصدار: تتوفر في 2 أغسطس 2016
AB تعني بلغة الأساطير القديمة المُحيط، في حين تعني ZÛ المعرفة*، واختيار هذا الاسم لم يكن عبثا، أولاً لأن اللعبة تحتوي تصاميم مستوحاة من الحضارات القديمة، وثانيا لأن الأحداث تدور تحث الماء في المُحيط وعلى اللاعب معرفة ما الذي يجري في العالم من حوله، اختيار جميل للعبة جميلة.
اللعبة تعتمد على الاستكشاف، اللاعب لا يملك أسلحة، ويُرافق عبر بيئات مُختلفة غواصا مُستكشفا، الهدف الرئيسي في اللعبة غير واضح، والفريق يرغب بالاحتفاظ بالغموض في لعبته، فلم يشاركنا سوى بالقليل عنها وعن عالمها، فلا ندري تماما كيف تنطلق الأحداث، وكيف تنتهي، وهو أمر ليس بالسيئ في النهاية.
التحكم مبني على التنقل بحرية، تحركاتكم غير مقيدة، وبالإضافة للحركة العادية للشخصية الرئيسية، اللاعب قادر على السباحة على شكل دوائر على ظهره، القفز من الماء كالدلافين والعودة له، أو القفز والقيام ببعض الحركات البهلوانية والعودة للماء مجددا، وتم إضافة زر للاندفاع يسمح للاعب بقذف نفسه للأمام بسرعة، وإن كان من الممل الاكتفاء بالتحرك بالطريقة العادية فإن الكائنات البحرية تحت خدمتكم، أمسكوا بسمكة كبيرة أو سلحفاة ودعوها تتجول بكم في حين تراقبون العالم والأسماك فيه، أو يمكنكم تحريكها بأنفسكم.
يجب أن يعلم اللاعب أن التجربة قائمة بشكل أساسي على الاستكشاف، ولا يوجد الكثير للقيام به، لذا تم تصميم العالم بشكل كبير ليخدم هذا الجانب، رغم ذلك، يمكن للاعب استخدام موجات السونار للبحث عن بعض المركبات الآلية الصغيرة (باللون الأصفر كما في الصورة في الأعلى) لم يتم الحديث عن أسباب تواجدها، وحسب المطور فإن ذلك جزء من الغموض الذي يحيط بالقصة، هذه المركبات المرافقة تملك خصائص مُختلفة، وستساعد اللاعب على فتح أماكن جديدة، بعضٌ مما رأينا مثلا كان بتحطيمها لجدارٍ مرجاني للسماح للاعب بالانتقال للمنطقة الأخرى.
الكائنات في اللعبة متنوعة جدا، من الأسماء الصغيرة التي تتجمع في مجموعات يمكن للاعب التفاعل معها ولمسها، للأسماك الكبيرة، والحوت وسمك القرش، إضافة للأسماك وقناديل البحر الجميلة، اللعبة لا تملك شاشة موت، وحتى أسماك القرش لم يتم تصنيفها من المُطور كتهديد للاعب، وستتواجد في اللعبة مخاطر على اللاعب الحذر منها دون أن يتم تحديد نوعها، من الأشياء التي لفتت إنتباهنا ظهور سمكة قرش في أكثرمن مكان واحد، والمطور يقول أنها ستلعب دورا مهما في الأحداث، سيكون ذلك جميلا بلا شك، ويكسر روتين أن كل الكائنات في اللعبة عبارة عن نسخة من بعضها البعض.
الحياة البحرية جميلة، لذا تم التفكير في أمر، وضع التأمل، في أماكن مُتفرقة في العالم سيجد اللاعب تماثيل لحضارات منسية، يجلس عليها وتتحول الكاميرا من اللاعب للعالم، فيصير ممكنا أن يغير موضع الكاميرا ليراقب سمكة كبيرة تأكل الأسماك الصغيرة، أو سمكة صغيرة منعزلة تتنقل بين سيقان النباتات الكبيرة، فكرة جميلة تسمح للاعب بتمتيع عينيه.
بالإضافة للعالم الذي يمكن أن نسميه واقعيا، توجد في اللعبة بوابات لعالم غريب، يدخلها اللاعب، من خلالها سيكون اللاعب قادرا على إحياء أماكن ميتة من العالم الحقيقي، لكنها في نفس الوقت فكرة تسمح للفريق بالخروج عن المألوف نحو ما هو عجائبي، فيكون بإمكانه التلاعب بالجانب الفني بشكل أكبر.
عالم اللعبة غير مفتوح، لكن الأماكن مُتصلة، ومتنوعة بشكل كبير، فيمر اللاعب مثلا من غابة من نباتات البحر التي تتميز بطولها الكبير، لأماكن ضيقة جدا مع فتحات تسمح له بالخروج للسطح والاستمتاع باللون الأزرق للسماء، أو يمر عبر كهوف مُظلمة، لمكان فارغ تملؤه مخلوقات البحر العملاقة، الحوت الضخم، كل مكان يمتلك خصائص مُعينة، مع أنواع مُختلفة من الأسماك والكائنات.
اللعبة مُخصصة لمحبي الاستكشاف بالدرجة الأولى، وبعدم تواجد ألعابٍ شبيهة، أكثر من لاعب سيرتدي بذلة الغوص ويقفز لعالمها.
* للكلمة تعريف مُختلف عما ذكر الفريق، راجعه في موقع ويكيبيديا (شكرا للعضو HardMode للفت الأنتباه.)