التصنيف Demographic
نتحدث في هذا الباب عن التصنيفات المختلفة التي تنتمي لها أعمال الأنمي والمانجا.
الكودومو
“كودومو؟ لماذا لم أسمع بهذا التصنيف قط؟”, أهذا هو السؤال الذي يتبادر إلى عقلك عزيزي القارئ؟ لا تقلق, ففي هذا السؤال يشاطرك الكثيرون, ويعود ذلك إلى أن معظم متابعي الأنمي والمانجا لا يضطرون إلى السماع بهذا التصنيف أصلاً, فهو تصنيف تسوَّق للأطفال الذين لم يناهزوا مرحلة المراهقة بعد.
كلمة كودومو تعني “الطفل” في اللغة اليابانية, وعندما ترد هذه الكلمة في سياق ثقافة الأنمي والمانجا, فهي ترمز لذلك التصنيف الذي يوجّه إبداعاته لجمهور متكون من صغار السن. وكما هو الحال مع أدب الأطفال, تقدم أعمال الكودومو محتوياتها بأسلوب ظاهره التسلية المطلقة, وباطنه الإفادة وإحداث وقع في تفكير الطفل عن طريق تحبيبه في خلق حسن, أو تقويم سلوك خاطئ, أو تثقيف بالمعلومات. فمانجا “دورايمون” مثلاً (والتي تعرف في البلاد العربية باسم “عبقور”) تقدم المتعة للمشاهد الصغير, دون أن تغفل أهمية تبيين الأثر السلبي لإساءة استعمال التقنيات المتوفرة أو التمادي في توظيفها لخدمة المآرب الشخصية. وبالطبع, تجدر الإشارة إلى أن أعمال الكودومو لا تحتوي جميعها على نفس الدرجة من البساطة في المحتوى, فالأعمال التي تستهدف الأطفال في مرحلة الحضانة مثلاً تختلف بوضوح عن الأعمال التي تستهدف الأطفال في أواخر المرحلة الابتدائية من حيث التقديم والمضمون. وفي نقطة مثيرة للاهتمام, يمكن تمييز بعض أعمال المانجا المنتمية لتصنيف الكودومو عن بقية التصنيفات عن طريق النص المكتوب الذي يكون في الغالب متكوناً من حروف الهيراجانا (Hiragana, وهي حروف التهجئة اليابانية) دون وجود أيٍ من حروف الكانجي (Kanji, وهي الحروف “المعقّدة” التي تبنّتها اللغة اليابانية من اللغة الصينية, وترمز كل واحدة منها إلى مفهوم كامل).
ومن الطبيعي أن تخضع أعمال الكودومو لرقابة لصيقة من الجهات المختصة والمجتمع الياباني ككل للتأكد من خلوها من أي مواد غير مناسبة أو تأثير سلبي مقصود أو غير مقصود يستغل طراوة مرحلة الطفولة.
كما يتفرد تصنيف الكودومو بكونه التصنيف الوحيد الذي لا يرتبط بجنس معين, فهو تصنيف عمري بحت يضم كل الأعمال التي تتخذ من الأطفال جمهورهاً الرئيسي, ولا يوجد تصنيفان منفصلان لتمييز أعمال الأنمي المستهدِفة للذكور عن تلك المستهدِفة للإناث.