الشونين

هو أشهر تصنيفات الأنمي والمانجا على الإطلاق. له من الشعبية ما لا يزاحمه فيها أي تصنيف آخر, ذلك أن الفئة التي يستهدفها تصنيف الشونين تعد إحصائياً الفئة الأكثر متابعة للأنمي والمانجا في اليابان. وهو بذلك أكثر التصنيفات تحقيقاً للنجاح التجاري, فحيثما يوجد النجاح التجاري, توجد غزارة الإنتاج. وتشتهر مجلة “شونين جامب” بنشرها لأعمال تصنيف الشونين.


كلمة “شونين” تعني حرفياً “ذو السنوات القليلة” على اللسان الياباني, وتستعمل للإشارة إلى الذكور المراهقين على وجه الخصوص. وتغلب الحدة والإثارة على أعمال الشونين بعمومها وكثيراً ما تتردد فيها شعارات متعلقة بمعنى الصداقة الحزم والإرادة والإصرار. فتميل أعمال الشونين إلى المثالية ونرى القيم النبيلة كالصداقة والحب والإيثار تنتصر على الشك والغضب والحقد وإن طال الصراع بينها.

ومن المُلاحَظ أن أحداث ومجريات أعمال الشونين – حتى الدرامية والرومانسية منها- تكون شديدة السرعة, بل أن كاتب السيناريو عندما يقوم بتهدئة الأحداث من أجل التركيز على تطور الشخصيات أو الحوارات فهو يخاطر بفقدان جزء من اهتمام المتابعين. ولا يعني ذلك أن مشاهدي الشونين ليسوا قادرين على تذوق مثل هذه العناصر القصصية, وإنما لأن سرعة الأحداث تعد عاملاً معرّفاً لتنصيف الشونين, وبطؤها يعد خرقاً لتوقعات المتابع إن لم يُطبّق بطريقة سليمة. لذا, فمن المستحب أن تُدرج هذه العناصر على نحو ٍ متقن دون الإخلال بوتيرة الأحداث.

ولا تضع أعمال الشونين في الغالب ثقلاً كبيراً للتغيّرات التي تطرأ على نفسيات وشخصيات الأبطال مع مرور الأحداث, إلا أن أعمال الشونين المعاصرة شهدت تغيّراً ملحوظاً في هذه الفلسفة فصارت تهتم بهذا العنصر أيضاً. أما حوارات أعمال الشونين فتغلب عليها سمة البساطة وسهولة الألفاظ والتراكيب والمفرادت (إلى درجة أنك ستتعرف على الكثير منها وستسمعها مراراً وتكراراً حتى إن لم يكن إلمامك باللغة اليابانية واسعاً). وبالحديث عن الجانب اللغوي, يمكن تمييز مانجات الشونين (والشوجو أيضاً) بوجود حروف الهيراجانا فوق أحرف الكانجي للدلالة على طريقة تهجئتها (تسمّى هذه الطريقة “فوريجانا”, Furigana), وذلك لأنها تفترض أن القارئ ليس ملماً بجميع أحرف الكانجي لأنه لم يكمل دراسته الثانوية بعد.

مهما تحدثنا عن تصنيف الشونين, فمن الضروري أن لا نغفل حقيقة أن هذا التصنيف يعاني من تعميم جائر ممن لا يدرك معناه الحقيقي. ويجب أن نقف هنا لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهذا التصنيف:

أولاً: الشونين تصنيف وليس نوعية

ثانياً: أعمال الشونين التي تركّز على القتال بصورة رئيسية تدعى أعمال “شونين قتالية” وهي نوعية نتجت عن مزاوجة بين تقاليد تصنيف الشونين مع جنرا “الفنون القتالية” وأنتجت أعرافاً قصصيةً خاصة حتى صارت تعدّ نوعية (أو جنرا) منفصلة. ولا تنطبق أعراف “الشونين القتالي” على تصنيف الشونين ككل كما يظن البعض.

ثالثاً: هناك من المتابعين من يظن بأن أعراف “الشونين القتالي” تنطبق على ثقافة الأنمي ككل, وأن روح المنافسة والانفعالات المضخّمة التي تعجّ بها هذه النوعية مثلاً هي أمور ستراها في كل إنتاجات أنمي أو مانجا بلا استثناء. وينشأ هذا المفهوم المغلوط عادة ً من قلة المشاهدة أو غياب التنويع في الأعمال المشاهدة, كما أن الشعبية المدوّية لأعمال نوعية الشونين القتالي دون غيرها يساهم في تعميق هذا المفهوم التعميمي الخاطئ في ذهن المتابع.

رابعاً: ليست كل أعمال الشونين طويلة. استمرارية أعمال المانجا والأنمي ترتبط غالباً بالنجاح التجاري, وعندما نتحدث عن بعض أعمال الشونين التي تستمر لأجل غير مسمى, فأننا لا نتحدث عن أي نجاح تجاري, بل عن أعمال استطاعت أن تكون في متناول العديد من الفئات ولاقت من التقبل العام والقدرة الإعلانية وثقة شركة النشر ما أعانها على الوصول لنجاح تجاري غير مسبوق.
ويمكن إيراد الأسماء التالية كأمثلة على أعمال تنتمي لتصنيف الشونين: Naruto, One Piece, Neon Genesis Evangelion, Death Note, Love Hina, Captain Tsubasa.

وبالطبع, فإن كل ما ذكرناه من خواص متعلقة بتصنيف الشونين لا تنطبق على أعمال الشونين قاطبة, وستجد دوماً أمثلة تشذّ عن هذه القواعد وتقدم توجهاً فنياً غير مسبوق ٍ على هذا التصنيف.

شارك هذا المقال