الشوجو

كلمة “شوجو” تعني “فتاة” باليابانية, وتسوّق أعمال الشوجو إلى الفتيات في عمر المراهقة بالمقام الأول. ويُعرف عن تصنيف الشوجو اهتمامه بالجانب العاطفي وتوسعه في طبيعة العلاقات بين البشر, فينشدها بعض الذكور أحياناً بحثاً عن التعمق في هذا الجانب الذي لا ينال الشأو ذاته في أعمال الشونين.

تكون بطولة معظم أعمال الشوجو من نصيب فتاة معينة, وتُقدَّم أحداث المسلسل من وجهة نظر هذه البطلة, فنرى العالم من عيونها ومن خلال روايتها لمشاعرها تجاه الأحداث التي تمر بها, ونلحظ التقلبات والتغيرات التي تطرأ عليها وعلى من حولها مع مرور الأيام, ويكون بعض هذه التغيرات دقيقاً وضمنياً إلى درجة جديرة بالاحترام. فكما يعد تسارع الأحداث عنصراً معرّفاً لتصنيف الشونين, يعتبر تطور الشخصيات وعمق العلاقات بينها عناصر جوهرية في تصنيف الشوجو. إلا أن النبرة المثالية تغلب أيضاً على أعمال هذا التصنيف, فيبالغ بعضها مثلاً في إبراز الحب والصداقة بصورة ملائكية مثالية, بينما يتشبث البعض الآخر بنظرة أكثر واقعية.

ويمكن للمشاهد المتفطن أن يلحظ فروقاً دفينة بين تجسيد الشخصيات الأنثوية والذكورية في تصنيفيّ الشونين والشوجو. فذكور تصنيف الشوجو شديدو الحساسية إذا ما قورنوا بنظرائهم في تصنيف الشونين الذين يميلون لاتباع التعريفات التقليدية للرجولة. كما أن كثيراً من الشخصيات الأنثوية في أعمال الشونين يصممن ويتصرفن بطريقة تستهدف نيل إعجاب المشاهد الذكر (ولا أقصد بذلك قلة الاحتشام فحسب), بينما نَراهُن يمثلن الحدس الأنثوي ويتمتعن بقدرة فائقة على جسّ المشاعر البشرية في أعمال الشوجو مثلاً (والحديث في هذا الصدد يطول والأمثلة عنه تتعدد, وقد يكون حريّاً بأن يُدرج في مقالة منفصلة).

ومثلما يظن البعض -مخطئاً- بأن أعمال الشونين تقتصر على الرياضة والقتال, يظن البعض الآخر أن أعمال الشوجو تعجز عن الإتيان بمواضيع رئيسية مختلفة ٍ عن الحب والعشق والهيام. ولكن التاريخ يشهد على وجود أعمال شوجو عديدة لا تتناول قضية الحب بصورة أساسية, ومنها أعمال نوعية الماهو شوجو التي سنتحدث عنها لاحقاً. ومن المفاهيم المغلوطة الشائعة أيضاً أن أي عمل ٍ ببطولة نسائية بحتة ينتمي بالضرورة لتصنيف الشوجو, ولكن بعضاً من الأعمال ذات البطولة النسائية هي في الأصل أعمال شونين (Mai-Hime كمثال), فيما يُنتج الكثير منها جرياً على ظاهرة “الموي” التي سيرد ذكرها في فصل المصطلحات في ختام هذا التقرير.

ولا يمكننا أن نختتم الحديث عن تصنيف الشوجو دون أن ننوه على تميّز معظم أعمال الشوجو بأسلوب رسومي محدد تسهل ملاحظته برؤية أمثلة على بعض أعمال هذا التصنيف.

ومن الأمثلة المعروفة على بعض أعمال الشوجو: Roses of Versailles المعروف باسم “ليدي أوسكار” في الدبلجة العربية, Ouran High School Host Club الذي يناقش الكثير من تقاليد وأعراف تصنيف الشوجو عموماً والشوجو الرومانسي خصوصاً في إطار تهكمي ساخر, Revolutionary Girl Utena, Sailor Moon, ،Kimi ni Todoke.

السينين

تحدثنا مطولاً عن تصنيف الشونين الذي يستهدف الذكور المراهقين, أما تصنيف السينين فهو يقف على الطرف الأبعد من المعادلة العمرية ليستهدف فئة الشباب أو الذكور في المرحلة الجامعية فما فوق.

وإذا كان تصنيف الشونين يميل للمثالية, فإن تصنيف السينين يميل للواقعية التي تصل إلى حد القسوة في أحيان ٍ كثيرة. وإذا كان الشونين يصور القيم المثالية على نحو تفاؤلي فإن تصنيف السينين ينزع للسوداوية ويشدد على حقيقة وجود الخبث والغدر والأنانية وغيرها من الخصال الدنيئة في هذا العالم, وكثيراً ما يناقش هذا التصنيف قضايا فلسفية أو سياسية أو مجتمعية عميقة من خلال أحداثه ويبحث في طبيعة النفس البشرية ويرتاب من نزاهة دوافع البشر.

وفوق هذا كله, يتخذ منتجو أعمال السينين حيطتهم للحيلولة دون تقديم إجابات واضحة للمشاهد عن كل حقائق ورسائل العمل, فهم يفضلون تركه ينقّب عن المعاني الضمنية والرمزية التي يتضمنها العمل ويصل إلى خلاصاته الخاصة. فتصنيف السينين لا يثق بالمسلّمات وإنما يؤمن بوجود مسائل أخلاقية رمادية لا تقبل إجابة صريحة واحدة. أما إذا نظرنا لحبكات أعمال السينين فأكثرها يشوبه التعقيد والتشابك, ونرى الكاتب مع ذلك يُنتقد على أي وهن أو ثغرة في حبكته.

ولا تنطوي جميع أعمال السينين تحت هذا التعريف المعقّد, فهناك أعمال تُنسب لسينين لاحتوائها على بعض المناظر المخلّة أو تصويرها لمشاهد شديدة العنف فحسب. ولا تتحفظ أعمال السينين عن مناقشة القضايا التي يعد ذكرها محرماً في التصنيفات العمرية الدنيا, وذلك لافتراض صنّاع أعمال السينين بأن المتابع قد كوّن شخصية وعقلية متزنة لا تتأثر بما تشاهده من أعمال خيالية.

ولعمق الشخصيات والحوارات أهمية خاصة في أعمال السينين بالطبع, فنرى الشخصيات تتطور بشكل بشري مع مرور الأحداث وبصورة تكون في أحيان عديدة أكثر عمقاً من تصنيف الشوجو, ونلحظ أن أيضاً حوارات الشخصية تكون طبيعية للغاية وتكن خلفها معان ٍ عميقة. ويمكن تمييز مانجات السينين (والجوسيه) عن بقية التصنيفات بعدم استخدامها لطريقة “الفوريجانا” التي تحدثنا عنها مسبقاً, حيث تترك حروف “الكانجي” دون بيان ٍ لطريقة تهجئتها.

مما تقدم, يمكن استنتاج حقيقة أن معظم أعمال السينين لا تبلي بلاء أعمال الشونين تجارياً, حيث تمنعها توجهاتها من الوصول لشريحة المراهقين ذات القوة الشرائية الكبرى في صناعة الأنمي والمانجا, وينتج عن ذلك واقع مرير, حيث تتطرق بعض أعمال السينين لتقديم محتويات مخلة (خصوصاً أعمال المانجا) جذباً لمزيد من المتابعين.

ومن الأمثلة على أعمال السينين: Monster (وبقية أعمال أوروساوا ناوكي), Berserk, Serial Experimental Lain, Ghost in the Shell.

شارك هذا المقال