الجوسيه
على النقيض من تصنيف الشونين والشوجو, فإن تصنيف الجوسيه هو أقل تصنيفات الأنمي والمانجا إنتاجاً وشعبية, ولا يعود ذلك لنقص ٍ في جودة أعمال هذا التصنيف, وإنما لكون الشريحة التي يستهدفها أقل الشرائح اهتماماً بالأنمي والمانجا في اليابان, وهي شريحة الإناث الشابات اللاتي توازي أعمارهن أعمار الذكور الشباب الذين يستهدفهم السينين. وللدلالة على ضعف الإقبال على هذا التصنيف تخيل معي أن كل إصدار من مجلة شونين الأسبوعية تبيع ما يقارب المليوني نسخة, فيما تنازع مجلة يو الشهرية -وهي أكثر مجلات الجوسيه انتشاراً- لبيع مئتي ألف نسخة لكل إصدار!
تعد كمية إنتاج المانجا لهذا التصنيف ضعيفة مقارنة ببقية التصنيفات. ومع هذا الإنتاج الشحيح أصلاً, يحالف الحظ أعمالاً نادرة لتتحول إلى مسلسلات أنمي.
ويمتاز هذا التصنيف بواقعية لا تضاهى وعمق ٍ متناه ٍ في تمثيل طبائع الشخصيات وعلاقاتها, وهو أجود التصنيفات في هذا المجال عموماً. وتناقش أعمال الجوسيه حياة أبطالها (الذين غالباً ما يكونون في مرحلة الشباب فما فوق) في قالب هادئ مليء بالركود والتأني حتى يتسنى للمشاهد أن يتبحر في أعماق الشخصيات ويتأمل تفاصيل حياتهم , فتغدو هذه الأعمال دراسة جميلة في الحياة بصعودها وهبوطها, ويابسها وليّنها, وفتورها وحركتها.
وكانت معظم إنتاجات هذا التصنيف في الماضي تنتمي لنوع Slice of Life (الذي سنتحدث عنه عندما يحين وقت الحديث عن النوعيات), إلى أن شهدت السنوات الأخيرة صدور أعمال تمزج تصنيف الجوسيه بنوعيات مختلفة مثل Eden of the East الذي يعد خليطاً بين الجوسيه وجنرا الغموض, و No. 6 الذي يدمج الجوسيه بجنرا المغامرة, و Amatsuki المنتمي لنوعية الفانتازيا والذي يحتوي أيضاً على حبكة معقدة نسبياً.