أسلوب اللعب …
بما أنه لا يوجد هنا عالمٌ يتنازع عليه قوة خير أو قوة شر كبقية قصص الألعاب، فأساس اللعبة يتمحور برحلة كونكر الضائع وقضاء حاجات السكان المختلفة الذين سيقابلهم طالما سيعطوه المال مقابل أتعابه وإلا فلا. لن تقابل بطريقك أعداءً يتربصون بك ولا وجود لمواد قابلة للتجميع كبقية ألعاب المنصات مثل الدنانير والقدرات الخاصة وما إلى ذلك ولن تحتاج لأزرار القتال بهذه اللعبة أيضاً، سوى الإستماع للشكاوي والقيام بحلها بأغرب الطرق على الإطلاق
تحذير …
ستستغرب عندما يطلب منك بإحدى المهمات بأن تغامر في مجاري الصرف الصحي الملطخة بالقاذورات بكل جانب منها ( وأي مهمة هذه؟! ) وأصوات خروج الفضلات تستخدم كنغمة تصويرية للعبة ! لن تشعر بالجنون إلا عندما تعرف بأن سبيلك للخروج منها سيتطلب منك إغراقها بالقاذورات وستلجأ لتحقيق ذلك من سقي الأبقار محلولاً مسهلاً للمعدة لكي تقوم الأبقار بالمهمة، ثم ستتمكن من الغوص بالمجاري لتصل مبتغاك ثم تخرج منها أخيراً. إن كان هذا جنوناً فإنه أقل ما يمكنك مصادفته بيوم كونكر المنحوس
الكثير من المواقف والمغامرات الفكاهية تحويها اللعبة بجانب فكاهاتها السوداوية قد تصل لمستوى الغزل الشعري أو مواقف الفراق المؤثرة، إضافة لجلب أجواء بعض الأحداث الشهيرة كالحرب العالمية، فيلم ماتريكس، قصص الأموات وحتى لحن جين كازاما من سلسلة Tekken القتالية من شركة نامكو ! ( وكأن كونكر ينقصه مصيبة غير العودة لمنزله ؟ ) واللعبة لا تخلو من لغة الشوارع والأخلاق المتعلقة بالبالغين، لذا نذكر مرة أخرى بأن اللعبة مخصصة للبالغين فقط وعلى مسؤليتهم
الألغاز … والإحترافية
رغم أن لعبة كونكر هي مغامرة منصات إلا أنها مدموجة بشكلٍ كبير بالألغاز، عندما تدخل بأي مرحلة لا تتوقع بأن تجتازها ركضاً وقفزاً بل عليك استكشافها وحل خيوطها واحداً تلوٓ الآخر حتى تنهي مشكلة موكلك وتحصل على أجرك “المال” هم كونكر الوحيد. بعض المراحل ستشعرك بالعجز بمنتصفها والبعض الآخر منذ البداية! وحتى نزالات الزعماء تتطلب التفكير أولاً وبعدها الهجوم. حقيقة لم أمر بمرحلة إلا واضطررت للتفكير ماذا علي أن أفعل لأجتازها ؟
اللعبة تطلب يداً بارعة لإجتياز عناصر المنصات بها خاصة وأن التحكم بكونكر متفاوتٌ من مهمة لأخرى فتارةً ستجد التحكم سلس وممتع وتارةً ستشعر بأن اللعبة تطلب منك المستحيل لتسلق أو عبور بعض الممرات الضيقة، واللعبة تعاني من مشاكل الكاميرا والتي كثيراً ما ستعيقك وتجعلك تبدو مبتدئاً أمام أصدقائك. لكن مع الممارسة والصبر ستلاحظ بأن أداءك في تقدمٍ مستمر رغم العقبات وربما كانت الصعوبة نابعة بسبب فروقات ألعاب ذلك الجيل مقارنة بألعاب الجيل الحالي.
جوانب استحقت الثناء
إحدى الأمور التي ستثير الغرابة لأي لاعب هي بكيفية تنويع المهام باللعبة، بالرغم بأن القفز والمقلاة “عديمة الفائدة” هي كل ما يملكه كونكر إلا أنك ستشبع من كثرة المغامرات/المهام الطريفة والعجيبة على مدار مغامرتك وكأنك تلعب بلعبة مختلفة، وهذه الميزة تعطيك شعوراً مختلفاً عن أي لعبة منصات قمت بتحربتها سابقاً. ولعل مغامرة كونكر أصبحت إحدى الأساسات التي يقتدي بها المطورون حالياً عندما يكسرون روتين المغامرة بألعابهم بإضافة المهام الخارجة عن المؤلوف وحتى بالسينمائية.
النقطة الثانية هي بميتة كونكر باللعبة وعبارة Game Over ففي كل موقف له ميتة مختلفة قد تصل لإنفجار دماغه وأحشائه وعبارة Game Over كذلك حيث تحوي مشهداً مختلفاً لنهاية كونكر بحسب ميتته باللعبة. مثل هذه المشاهد شاهدناها لاحقاً بألعاب مثل Residents Evil 4 و Gears of War و Dead Space حيث كانت ميتات أبطالها تختلف من مشهد لآخر ومن يدري إن كان كونكر ويومه المنحوس هو جالب هذه الفكرة لعالم الألعاب.
* * *
حقيقة اللعبة تفقد فكاهتها “بآخر فصولها” لكنها تظل تجربة ممتعة وقد لا تتكرر بنفس المستوى على الإطلاق، الجماهير طالبت كثيراً بعودة اللعبة بإصدارٍ جديد لكن كان الرد بريميك معاد بناؤه من الصفر بعنوان Conker : Live & Reloaded على جهاز Xbox الأصلي وبتقنيات مبهرة ليومنا الحالي، ومن تجربتي حقيقة اللعبة قدمت ما لديها ولم تترك فرصة لعنوانٍ يخلفها خاصة مع إنهاء أدوار غالبية شخصيات اللعبة وبهذا يكون مصمم اللعبة Chris قد أنهى لعبته التي بدأها بيديه الإثنتين ولم يترك أي تلميحات بعدها.