في الشهور الماضية رأينا تركيزا كبير على منتجات الواقع الإفتراضي و الواقع المعزز، لكن معظم اللاعبين في عالم الأجهزة المنزلية (الكونسول) كانوا ينتظرون البلايستيشن VR. سوني أعلنت بشكل واضح أن الـVR من أهم خططها، و أنها ستسبق المنافسين الى السوق بتقديم منتج في متناول الجميع مع قائمة من الألعاب اللتي ستثري محتواه. أخيرا و بعد طول إنتظار وصل جهاز بلايستيشن VR الى الأسواق المحلية و العالمية، و أصبح بمتناول الجميع دخول العالم الإفتراضي و عيش هذه التجربة الفريدة عبر أجهزة PS4 الخاصة بهم. في الأسطر التالية سننقل لكم إنطباعات تجربتنا لهذا المنتج الجديد و رؤيتنا لمستقبله القريب.
العالم الإفتراضي المعروف بالإختصار VR فكرته بسيطة، فأنت تلبس خوذة و من خلالها تشاهد مناظر اللعبة، الفرق هنا أنه عكس شاشة التفاز، فكل ما حولك يمكن رؤيته، و بمجرد تحريك رأسك ستستطيع مشاهدة المناظر عن يمينك و يسارك و فوقك و أسفلك كما في العالم الحقيقي. البلايستيشن VR يستخدم الخوذة و الضوء و الكاميرا لتحديد موقعك و قراءة حركتك، و بإستخدام عصا الموف فيمكن أيضا قراءة حركة يدك في الهواء. و كل هذا معا يعمل بشكل جيد، و الجهاز قادر على قراءة حركتنا بشكل دقيق و مدهش جدا، خصوصا عندما جربنا لعبة كرة قدم نقوم فيها بضرب الكرة بالرأس، و كان تحريك رأسنا لليمين و اليسار دقيقا و يؤثر على الكرة بشكل واقعي.
توصيل أسلاك الخوذة قد يبدو معقدا، لكنه سهل جدا، و سيأخذ منك دقائق معدودة لإكماله. بعد ذلك عليك لبس الخوذة، و تحريك الجهة الأمامية حتى تثبت على وجهك، و جربنا ذلك مع نظارة طبية و كان سهلا جدا و لم يسبب أي مشاكل. سيكون هناك سلك متصل بالخوذة لكنه سيكون في الجهة الخلفية و لن يضايقك أثناء اللعب. حتى بعد فترة من اللعب لم نشعر أبدا أن الخوذة تضايقنا أو أنها ثقيلة، لكن بعد نزعها كان هناك بعض التعرق البسيط في المنطقة حول العين المحبوسة بداخل الخوذة طيل وقت اللعب. خلاف ذلك ربما الشيء الوحيد المزعج هو التنقل بين اليد و عصا الموف للتحكم بالقائمة الرئيسية و التنقل بين الألعاب. و أخيرا هناك الدوار أو “الدوخة”، و هو أمر قد يصيب الجميع، حتى لو لم تعاني منه أبدا قط. السبب هو أن اللعبة توهم جسمك بأنه يتحرك بينما هذا ليس حقيقيا، و بعض الأحيان فقدان الإطارات أو تأخر الحركة سيصيبك بالدوار بشكل بسيط. سوني بشكل عام تنصح بأخذ راحة لمدة 15 دقيقة بعد كل ساعة من اللعب.
بلايستيشن VR وصلنا مع عدة ألعاب من سوني و شركات الطرف الثالث، و قمنا بخوض تجربتها مؤخرا. الفكرة الرئيسية في الـVR هي كيف يمكن جعل الحصول على صورة محيطية و الإلتفات بالرأس مفيد أثناء التجربة. فمثلا في لعبة درايف كلب تستطيع الإلتفات لرؤية السيارات تمر من جنبك، ليست بالتجربة العميقة أو المؤثرة جدا. لكن في المقابل في لعبة مثل ريزدنت ايفل 7 من تجربتنا في معرض E3، فالخوف يدفعك للإلتفات بشكل مستمر، و هنا إمكانية رؤية ما يحيط بك تؤثر فعلا على مشاعرك و تجربتك في اللعبة. لذلك يمكن رؤية أن تجارب VR ستتفاوت في تأثيرها، فبعض الأحيان ستشعر أن اللعبة تفقد الكثير بدون VR، بينما في أخرى تجد الـVR لا يغير الكثير فعلا.
الـVR لا يقتصر فقط على إمكانية الإلتفات بالكامل، فأحيانا سيعتمد على الحركة البسيطة فقط. فلعبة مثل Rigs تستخدم الـVR كوسيلة لتحريك الكاميرا، فبدلا من الإلتفات و التصويب بعصا الأنالوج اليمنى، يمكنك تحريك رأسك بدقة للتصويب و تغيير الإتجاه. في لعبة كرة القدم اللتي تحدثنا عنها سابقا يمكنك تحريك جسدك بالكامل من الأمام للخلف ثم الأمام، و ذلك لضرب الكرة برأسك في العالم الإفتراضي، و هنا ستؤثر قوة تحريك جسدك بقوة ضرب الكرة. في ألعاب أخرى ستكون عصا الموف أو اثنين منها أدوات لمحاكاة حركتك يدك داخل اللعبة، و هذه التجارب رائعة و تعزز وجودك فعليا بشكل شبه كامل في واقع إفتراضي مختلف و مثير.