ربما لا تكون تقنية HDR حديثة العهد، إلا أن هذا العام شهد انتشاراً واسع النطاق لها بفضل استعمالها في أجهزة التلفاز بدقة 4K، والتي بات سعرها في متناول المُستهلكين أكثر من أي وقت مضى، ومع وصول هذه التقنية إلى ألعاب الفيديو بفضل الأجهزة المنزلية Xbox One S و Playstation 4، بدأ الجمهور بالتساؤل: ما هي تقنية HDR بالضبط؟
إن الاسم لتقنية HDR هو اختصار لمُصطلح High Dynamic Range، وهي تقنية تعمل على عرض مجموعة أكبر من الألوان وأكثر إشباعاً، بالإضافة إلى عرض بياض أشد بياضاً بكثير مما هو معتاد، وسواد أشد سواداً. إن الصورة باستعمال هذه التقنية تحتفظ بتفاصيلها في أشد المناطق سواداً أو بياضاً، مما يُمكنها من عرض هذه التفاصيل التي قد تُفقد باستعمال تقنيات العرض الاعتيادية Standard Dynamic Range.
بالطبع وكما هو الحال مع أي تقنية جديدة، حاولت بعض الشركات استغلال مصطلح HDR بشكل تجاري، إلا أن مجموعة من مُصنعي أجهزة التلفاز، وعارضي المحتويات، قد اجتمعوا معاً في تحالف كبير لتعريف المواصفات الخاصة بأجهزة التلفاز الداعمة لتكنولوجيا HDR، وأجهزة التلفاز هذه تحمل علامة UHD Premium. بدون هذه العلامة، لا يُعتبر التلفاز مؤهلاً حقاً لدعم هذه التقنية بشكل فعال.
هناك جزئيتين يتم التركيز عليهما في أجهزة التلفاز الداعمة لهذه التقنية، أولها هو مستوى التباين. هل تعرفون مستوى التباين؟ ببساطة، هو الفرق في النسبة بين أشد نسبة سطوع تصل إليها الصورة، مع أحلك نسبة سواد تصل إليها الصورة. في العادة يُقاس سطوع التلفاز بالnits (عدد الشموع للمتر المربع). كلما كان التباين أعلى، كلما كانت الصورة أفضل وأكثر حيوية و”ديناميكية”.
الشرط الآخر لتقديم تجربة HDR بأجهزة التلفاز هو الألوان، حيث يجب أن يدعم التلفاز الألوان “العميقة”، وذلك بإشارة بث 10-bit، وهذه الإشارة يُمكن لها أن تحمل أكثر من 1 بليون لون مختلف في آن معاً.
في الوقت الحالي يُمكنك الحصول على تجربة HDR إذا حصلت على تلفاز متوافق لذلك، وجهاز Xbox One S أو Playstation 4، أو مشغل أقراص UHD بلو-راي، أو حتى عن طريق المحتويات الموجودة في خدمات مثل خدمة Netflix. إن المزيج بين تقنية HDR و دقة العرض المتقدمة 4K تؤدي إلى مزيج هو الأكثر واقعية على الإطلاق، وسيستمر بصنع الفارق أكثر وأكثر في المستقبل القريب مع زيادة شيوعه وانتشاره بين المستهلكين.