أحمد بن محفوظ

في عالم العاب الفيديو هناك عناوين ضخمة كثيرة ذات أجزاء عديدة، و لكن دائما ما كنا نجد في كل عنوان ضخم جزءا كان يتعرض للنقد أو عدم تقبل من قبل الجمهور أو النقاد، ذا ليجند اوف زيلدا ربما تكون هي السلسلة الوحيدة حتى هذه اللحظة التي لم تتعرض لهكذا موقف.

بدايتي مع زيلدا كانت بأوكارينا اوف تايم على جهاز ننتندو 64، و لكي أكون صريحا كان مظهر اللعبة سببا رئيسيا لإقتناء الجهاز و أعتقد أن هذا القرار كان أفضل قرار اتخذته خلال مسيرتي كلاعب فيديو، أذكر تماما عندما اطلقت اللعبة في الاسواق كانت الامتحانات الفصلية او النهائية قد اقتربت فرفضت والدتي اعطائي المال لإقتنائها، بعد انتهاء الإمتحانات بدأت اللعبة و معي “نصف حل كامل” من مجلة جيم برو الشهيرة كان يشرح اللعبة بكامل تفاصيلها من البداية حتى الدنجن الرابع ، اعجبت بأجواء اللعبة ورسومها آن ذاك ، بعد إنهاء الدنجن الرابع بدأت بالإعتماد فعليا على نفسي و قضيت الكثير من الساعات في محاولة حل الغاز اللعبة المختلفة، على الرغم من صعوبة الألغاز “نظرا لعمري” و كبر عالم اللعبة إلا أن التجول في حقول هايرول من مكان لآخر محاولا إيجاد اي دليل او علامة على حل هذه الألغاز كانت من أجمل لحظات حياتي، و لحظة سماع الصوت الشهير الذي يدل على أنك قمت بخطوة صحيحة كان يعني الكثير جدا بالنسبة لي، كان هناك لغز شديد الصعوبة في أحد المناطق المتقدمة في اللعبة و قد عرفت تلك المنطقة بصعوبتها في أوكارينا اوف تايم، حاولت حل الغاز تلك المنطقة لمدة شهر كامل تقريبا “ليس بشكل متواصل بالتأكيد” و كنت قد وصلت لمرحلة فقدان الأمل و مع قليل من الحظ تمكنت من تخطي تلك المنطقة ، في ذلك الوقت شعرت بأنني أفضل لاعب فيديو في آسيا و ربما شمال افريقيا ايضا.

قد يرى البعض أن قصة زيلدا بسيطة و اسلوب اللعب به العديد من الجوانب الكلاسيكية التي قد لا يرغب بها اللاعبين الآن، و لكن ننتندو نجحت في تقديم حزمة متكاملة احبها الكبار قبل الصغار و النقاد قبل الجمهور، زيلدا بها من السحر ما سيجعلك تجلس امام شاشة التلفاز لوقت طويل تفكر في حل الألغاز المختلفة و الحصول على الأدوات التي ستساعدك في مغامرتك وذلك بعد أن يأسرك هذا العالم بما يحويه من مخلوقات و حقول و جبال و بحار و مغارات مختلفة و أسرار خفية، من لم يلعب زيلدا و يسمع بمهمة جانبية تمتد لوقت طويل من أجل الحصول على “قارورة فارغة” قد ينفجر ضاحكا من الفكرة، و لكن التجربة الحقيقة ستغير الكثير من ذلك.

أجزاء زيلدا التي صدرت بعد أوكارينا اوف تايم مثل ماجوراز ماسك و ويند ويكر و توايلايت برنسيس كانت ممتازة جدا ربما لم تحدث النقلة الكبيرة التي أحدثتها اوكارينا اوف تايم لكنها لا تزال تقدم تجربة رائعة جدا للاعبين ولا ننسى الأجزاء الثنائية الأبعاد القديمة “لينك تو ذا باست” و الأجزاء الأخيرة التي صدرت على المحمول خلال السنوات الماضية، من وجهة نظري الشخصية سلسلة زيلدا بشكل عام و اوكارينا اوف تايم بشكل خاص هي أفضل منتج ترفيهي يمكن لأي لاعب فيديو أن يحصل عليه.

عمر العمودي

بدايتي مع زيلدا؟ حسنا صدقوا أو لا تصدقوا ولكنها لم تكن أبدا علاقة حب من النظرة الأولى, أول جزء حصلت عليه من السلسلة كان للجيم بوي القديم وهو بالتأكيد zelda link’s awakening وكنت صغيرا آنذاك ولم أفهم اللعبة على الإطلاق, بعد ذلك جاءت تجربة السلسلة مجددا على السوبر ننتندو وبنفس المشكلة لم أستطع أبدا أن أعيش أجواء السلسلة ولذلك أذكر دائما السلسلة بعهد البعد الثالث وبالتأكيد مع الأسطورة اوكارينا اوف تايم التي حصلت عليها وانهيتها وتربعت على عرش أفضل لعبة جربتها بحياتي لسنوات طويلة.

لماذا عشقت لعبة زيلدا اوكارينا اوف تايم, أسباب كثيرة في الحقيقة لعل أهمها هو عالم اللعبة وشخصياته التي تعلقت بها كثيرا, لا أستطيع أن أنسى الموسيقى طبعا التي ظللت أرردها لبقية عمري منذ سماعها بهذه اللعبة, اللحظات المذهله التي غرستها اللعبة بعقلي كثيرة فلقائي الأول مع الشجرة العجوز كانت لحظة لا أستطيع أبدا أن أنساها بتاريخي مع الألعاب فقدت شعرت بالعظمة وقتها وبأنني فعلا أعيش لحظات نادرة جدا أن أجدها بلعبة, ماذا عن ألغاز زيلدا؟ أحببت سلسلة زيلدا لأنها تتحدى ذكاء الأنسان بصورة ليست مستحيلة ولكنها تتطلب منك التفكير والنظر للعالم المحيط حتى تصل للإجابة دائما, هنالك دائما ماتفعله بألعاب زيلدا, أنت لست مقيد بمهمة أو طريق مستقيم لامخرج منه, هنا تلعب بحق لعبة مغامرة فبعيدا عن القصة الرئيسية تجد نفسك تضيع الساعات الطويلة بحثا عن كنز أو بمغامرة جانبية تقضي فيها وقتا طويلا دون الشعور بالملل حتى تحصد الجائزة.

قد يختلف الكثيرون حول قصة ألعاب سلسلة زيلدا, فالبعض يرى أن إنقاذ الاميرة وهايرول هي المطلب بكل سطحية ولكن العاب زيلدا تقدم أكثر من ذلك بكثير, هنالك أسرار “التراي فورس” وحقيقة الأبعاد المختلفة وشخصية الاميرة زيلدا التي تختلف من جزء لآخر بقصة مختلفة تماما في زمن مختلف تماما, وبالتأكيد هناك بطل الزمان “لينك” الذي تتواصل حكايته عبر أجيال من بطل الزمان الأول وحتى أحدث اجزاء السلسلة التي نشاهد فيها لينك جديد من سلاسة بطل الزمان القديم.

أحمل الكثير من الذكريات مع سلسلة زيلدا ولكن أذكر تماما العام 1998 وقبل صدور لعبة اوكارينا اوف تايم حيث وصول الحماس لأقصى درجة بالنسبة لي لما أقرأه عن اللعبة بالمجلات العالمية (قبل وصول الانترنت) حيث امتلأت كل كتبي الدراسية بإسم اللعبة بكل صفحة وكل غلاف, و أذكر تماما حصولي على الكارتردج الذهبي للعبة على الننتندو 64 عند إصدار اللعبة وكيف عشت تلك التجربة التي أشك كثيرا أن تتكرر بعالم الألعاب من جديد, كل لعبة لها قصة ولكن واحدة هي الأسطورة, هذا الشعار الذي ستمثله سلسلة زيلدا بالنسبة لي.

شارك هذا المقال