تيم ننجا فريق له باع طويل في مجال ألعاب الفيديو، و يعتبر أحد الأستوديوات اليابانية اللتي تركت بصمتها مع أكثر من لعبة مختلفة، و أثبت إمكانيته للتأقلم في ظروف تطوير مختلفة. فجميعنا يعرفهم مع ألعاب مثل سلسلة ننجا جايدن، و أيضا لعبة ننتيندو الرائعة ميترويد أوذر إم. الفريق مؤخرا كان يبحث عن أن يترك بصمة جديده له في عالم الألعاب، و وجد ذلك في مشروع جديد يدعى NiOh. هذه اللعبة أخذت منحنى مختلف قليلا، حيث قامت بإتقباس واضح لأحد أكثر الألعاب شعبية من أرضا الشمس المشرقة، و هي سلسلة دارك سولز الشهيرة. فريق تيم ننجا أراد أن يأخذ أساسات معروفة من سلسلة سولز ثم بناء لعبة جديدة عليها، تأخذ من بلاد الساموراي مقرا لها. هل نجحت هذه الفكرة؟ و هل استطاع الفريق حقا أن يقدم لعبة بنكهة خاصة رقم كل التشابهات الواضحة. هذا سؤال احتجنا أن نتعمق في اللعبة للإجابة عليه، و اليوم ننقلها لكم عبر هذه المراجعة الكاملة.
حياة الساموراي
بطل لعبتنا اسمه ويليام، و يسافر الى بلاد الشرق كي يلاحق أحد أعدائه و اللذي سلب منه شيئا غاليا. ويليام يصبح أحد أفضل مقاتلي الساموراي، و يقوم بمساعدة أهل هذا البلد في القضاء على شر يحدق بهم. القصة في اللعبة مختلفة عن سلسلة سولز، فهي هنا تطرح بشكل صريح عبر مقاطع سينمائية و نصوص عديدة لقرائتها. لكن حقيقة مهما يتم طرح المزيد من القصة فهي غير مؤثرة، حيث أنك سترغب في اللعب أكثر من أي شيء آخر. لكن بكل تأكيد هناك تصميم رائع للشخصيات البشرية و نظرة جميلة على التراث الياباني القديم بمختلف أصنافه.
اللعبة مقسمة الى مهمات رئيسية و أخرى فرعية، و عند إكمال المهمات الرئيسية ستفتح لك نسخ جديدة منها أكثر صعوبة. رغم أنك تلعب بشخصية ويليام و لا تقوم بتكوين شخصيتك الخاصة، الا أنك ستتمكن من إعطاءه مزايا معينة مبنية على أسلوب القتال و نوع السلاح اللذي تريد القتال به. ثم على مر اللعبة تستطيع تغيير بنية شخصيتك باستمرار عبر تقرير نوع الجوانب اللتي تريد تطويرها من شخصيتك و نوع الأسلحة اللتي تحملها و تقوم بتطويرها.
المراحل في اللعبة جميلة و لكنها ليس ضخمة أو مفتوحة، و هناك العديد من الأماكن المغلقة سواء داخل المباني أو في الأنفاق. لكن بعد مرور الوقت ستشعر أن بيئات اللعبة تتكرر كثيرا و تصبح مملة بعض الشيء. في اللعبة استخدام خيار الـAction حيث تصبح الصورة في 60 إطار، بينما يوجد خيارات أخرى لجرافيكس أفضل أو حتى 4K مع تقليل عدد الإطارات. المشكلة الوحيدة اللتي واجهتني في اللعبة بشكل متكرر هي الكاميرا في الأماكن الضيقة، فأحيانا يصبح جسم ما بينك و بين الكاميرا، مثل عمود الإنارة، و تصبح الصورة بألوان مختلفة و يصبح الشيء مزعجا حقا في بعض الأحيان.
سولز و لكن
في باديء الأمر، و قد يكون هذا واضحا لمن لعبة نسخة البيتا، هذه اللعبة تبدو و كأنها سولز تماما. حتى أقل التفاصيل الصغيرة تم إقتباسها. نظام التحكم في أساسه مثل سولز تماما، و حتى نظام تغيير الدرع و الأسلحة و الأدوات. لكن مع التعمق في اللعبة ستكتشف أنها أعمق بكثير من أي شيء رأيته في سلسلة سولز سابقا، يمكنني أن أطلق عليها دارك سولز النسخة الإحترافية. اللعبة ستعطيك العديد من المهارات لتعلمها، بعضها يستخدم بالسيف مباشرة، و البعض الآخر عبارة عن مهارات ننجا أو سحر تفيدك كثيرا في القتال.
في سلسلة سولز تستطيع أن تستخدم نوع واحد من الأسلحة و أسلوب معين و تنهي اللعبة بأكملها باستخدامه. هنا قم بذلك و ستعلم ما هو معنى العذاب الحقيقي. اللعبة تقدم لك خيارات كثيرة للقتال، و توظيف الأدوات مهم جدا في اللعبة. ما يعجبني في NiOH هو أن استخدام الأدوات الجانبية مثل الأسهم و البندقيات، و السحر، و توظيف العناصر مثل الكهرباء و الماء و غيرها سيكون مؤثرا ضد الأعداء، و بشكل كبير و ليس مجرد أمر طفيف ستتجنب عناءه لأنك لأنه لا يستحقه.
في اللعبة الأعداء العاديين ليسوا بتلك الصعوبة إطلاقا، حتى المستوى المقترح لبعض المراحل ليس معبرا، فقد تمكنت من إنهاء بعضها مع فرق يصل لـ20 نقطة في المستوى مقارنة بالمقترح. المهمات في اللعبة قصيرة و هناك العديد من نقاط الحفظ، و المسافات بينها ليس بالكبيرة. و تقريبا كل زعيم ستجد بالقرب منه نقطة حفظ. التحدي الحقيقي ضد زعماء اللعبة هو قراءة أسلوبهم و معرفة نقاط ضعفهم، و معرفة أفضل تركيبة من الأسلحة و الأسحار اللتي يمكن استخدامها ضده. بعض الزعماء سيبدون أنهم مستحلين كليا، قبل أن تكتشف أنك لم تتوجه للقتال بالأسلوب المناسب و أنه فعلا اسهل بكثير مما تتوقع.
العب بأسلوبك
اللعبة فعلا ضخمة جدا من ناحية المحتوى، و هناك متعة كبيرة في اللعبة بأسلوبك الخاص. يمكنك أن تكون ساموراي يواجه أعداءه وجها لوجه بأقوى السيوف، أو يمكن أن تكون ننجا لديه الكثير من الأدوات طويلة المدى و سريع جدا في التحرك. كما نعرف في سلسلة دارك سولز اللعب بطيء و استراتيجي أكثر، بينما في بلودبورن فهو سريع و يعتمد على المهارة المطلقة. في NiOH أنت تستطيع أن تكون ما تريد، فيمكنك أن تلعب ببطيء و بدروع ثقيلة، و يمكن أن تكون خفيفا جدا بل أسرع من بلودبورن أيضا. و المذهل أكثر أنك يمكن أن تغير ذلك في وسط المعمعة، حيث يمكن أن تغير وضعيتك و طريقة حملك للسلاح لتناسب نوع العدو اللذي تواجه.
أدوات اللعبة كثيرة، بداية من نجوم الننجا الى السحر تبطيء العدو. و لأن اللعبة تركز على توظيفها كثيرا يمكنك أن تحمل حتى 8 أدوات في قائمة الإختصارات و تقوم باستخدامهم. حتى الأسلحة يمكنك حمل سلاحين رئيسين و آخرين فرعيين في نفس الوقت و التبديل بينهم بسرعة. اللعبة بكل تأكيد مثل سلسلة سولز تضع إعتمادا كبيرا على مسألة اللياقة، و هنا يتم تسميتها في اللعبة Ki. أحد الركائز الرئيسية في اللعبة هو محاولة تجديد عداد اللياقة و الحفاظ عليه لتوجيه أكبر عدد من الضربات للعدو. بعد توجيه عدة ضربات يمكنك الضغط على زر R1 و ستقوم بتعبئة العداد بشكل محدود و لكن مؤثر، و قد يكون هو الفارق بين الحياة و الموت في اللعبة.
هذه المراجعة لم تسمح لي أن أتطرق للكثير من الأمور، و هذا فقط يشرح لكم مدى ضخامة محتوى اللعبة. و من هذه الأمور طور اللعب التعاوني و اللذي سيساعدك كثيرا للقضاء على بعض الزعماء. أيضا طور تطوير الأسلحة و دمجها، بالإضافة للسبيريت و هي مثل الأرواح اللتي يمكنك إحضارها معك و تعطيك بعض الخصائص و اللميزات اللتي ستفيدك في ظروف قتال مختلفة. حتى يمكن تحويلها الى سلاح في حال تعبئة عداد معين، و توجيه ضربات قاتلة الى أعدائك، استخدمتها كثيرا خصوصا عندما يبقى القليل على قوة الزعماء.
لا يأس مع الحياة
في هذه اللعبة دعني أقول لك أنك ستموت كثيرا، لكنك ستعود، و ستتدرب، و تنمي قائمة أدواتك و أسلحتك حتى تنتصر. الفوز في اللعبة يصنع شعورا بالرضاء داخلك يجعلك تعود للمزيد مهما كانت عدد المرات اللتي تموت فيها. بالتأكيد هذه نفس المباديء اللتي جعلت من سولز سلسلة رائعة، و هنا الأمر لا يختلف. فإن كنت من أولئك اللذين يبحثون عن التحدي و يرتقون له، فهنا ستجد الكثير مما سيجعلك في غاية السعادة، و من فريق تيم ننجا، أنا لا أتوقع أقل من ذلك.