dreamcast_12

ربما اعتاد الجمهور الحالي من اللاعبين على المنافسة بين العمالقة الثلاث سوني ومايكروسوفت و ننتندو، لكن الأمور لم تكن دائماً بهذه الصورة في الماضي، حيث قامت العديد من الشركات بإنتاج أجهزة الألعاب مثل SNK وبانداي وغيرهم، لكن الأبرز هي شركة سيجا وهي التي نافست ننتندو على عرش سوق الألعاب لسنوات طويلة.

على الرغم من أن سيجا قد عانت كثيراً مع جهاز الساتورن، إلا أن سيجا كانت قد وحدت كل جهودها وبذلت الغالي والنفيس لإنجاح جهازها Dreamcast الذي كان آخر أجهزة سيجا في الأسواق كمُصنع لأجهزة الألعاب. الجهاز لم يستطع تحقيق زخم المبيعات الذي تطلعت إليه سيجا واحتاجت إليه للنجاة، وتم إيقاف إنتاجه رسمياً في شهر مارس من عام 2001 ليُعلن نهاية مغامرة العملاقة اليابانية الزرقاء كمُصنّع لأجهزة الألعاب.

على الرغم من دورة حياته القصيرة ومبيعاته التي وصلت إلى 9.1 مليون جهاز، إلا أن الدريمكاست ظل يحتفظ بشعبية كبيرة بين جمهور اللاعبين المخلصين الذين قاموا باقتنائه، والحقيقة أن شركة سيجا استمرت في توفير خدمات الصيانة لمالكي الجهاز حتى عام 2007. على أية حال، في هذا التقرير سنسنتعرض لكم كيف ألهم الدريمكاست شركة مايكروسوفت وجهازها الإكس بوكس الأصلي وكيف استمر إرث سيجا في عالم الألعاب على قيد الحياة من خلال الإكس بوكس.

مايكروسوفت في ذلك الوقت وعندما أرادت دخول سوق الأجهزة المنزلية كانت جديدة على عالم الأجهزة، ورغم أن الشركة كانت تمتلك ألعاباً على الحاسب الشخصي إلا أن مايكروسوفت لم تكن تمتلك الخبرة الكافية لتصنيع جهاز منزلي بمفردها وفي أواخر التسعينات وبداية الألفية كان هناك الكثير من الأخبار عبر وسائل الإعلام المحدودة في ذلك الزمن عن تعاون بين سيجا ومايكروسوفت من أجل تصميم جهاز الإكس بوكس، بل والحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون أن جهاز الإكس بوكس كان من المخطط أن يصدر بخدمة توافق مسبق تمكنه من تشغيل كافة ألعاب الدريمكاست! الأمر الذي لم يتحقق للأسف الشديد بسبب بعض مشاكل التوافق مع ألعاب الأونلاين على الدريمكاست الجهاز غير المحظوظ، وإن كان يعكس مدى قوة العلاقة والقرب بين سيجا ومايكروسوفت آنذاك.

أداة التحكم

كانت سوني قد أتت بأزرارها الخاصة والفريدة مع البلايستيشن (الإكس، الدائرة، المربع والمثلث)، أما مايكروسوفت فقد استلهمت الكثير وبوضوح من أداة التحكم الخاصة بجهاز Dreamcast. أولاً كان لدينا أزرار الواجهة الأمامية الأربعة A و B و X و Y، ثانياً قامت مايكروسوفت باستلهام موضع عصا الأنالوج اليُسرى فوق أسهم الd-pad وليس تحتها مثل البلايستيشن، وأخيراً بطاقة التخزين والتي كان يُمكن تركيبها على أداة التحكم بصورة مشابهة لبطاقة تخزين الدريمكاست التي كانت توفر بيانات مرئية من خلال شاشة صغيرة على أداة التحكم الخاصة بالجهاز.

dreamcast-controller-1vcm-460

مايكروسوفت استمرت بالتعديل على هذا التصميم لتخرج بأداة التحكم الخاصة بالإكس بوكس 360 والتي أحبها جمهور اللاعبين كثيراً، وكذلك أداة تحكم Xbox One، ويُمكننا أن نقول بأن إرث سيجا في تصميم أداة التحكم الخاصة بالدريمكاست لا زال مستمراً حتى يومنا هذا.

الألعاب

كانت مايكروسوفت قد زودت سيجا بنسخة خاصة من نظام التشغيل Windows CE لجهاز الدريمكاست، وسيجا ردت الجميل بعد خروجها من سوق الأجهزة المنزلية بإعلان 11 لعبة للإكس بوكس من خلال فعاليات مؤتمر ألعاب طوكيو الشهير في اليابان. سيجا جلبت العديد من ألعابها الكلاسيكية المحبوبة للإكس بوكس وصنعت العديد من الألعاب الجديدة. لعبة شينمو 2 صدرت للإكس بوكس في الولايات المتحدة الأمريكية، لعبة Jet Set Radio Future صدرت للجهاز وكذلك Panzer Dragoon Orta الرائعة.

Project Gotham Racing

الأمر الآخر الذي لا يعرفه الكثيرون هو أن لعبة السباق Project Gotham Racing على الإكس بوكس ما هي إلا وريث روحي للعبة Metropolis Street Racer التي صدرت على الدريمكاست من فريق التطوير Bizarre Creations. بروجكت جوثام ريسنج حصلت على أربعة أجزاء على أجهزة الإكس بوكس والإكس بوكس 360 قبل انتقال فريق التطوير للعمل مع آكتفيجن وخروجه من الصناعة لاحقاً، ولا زال الجزء الرابع من السلسلة هو تجربة السباقات الآركيدية المفضلة لدي على الإطلاق.

الإدارة

العلاقة القوية بين مايكروسوفت وسيجا لم تتوقف على صعيد العلاقات المشتركة، بل وحتى على صعيد الأشخاص، حيث انتقل رئيس سيجا الأمريكية Peter Moore إلى شركة مايكروسوفت للمساعدة في إدارة الإكس بوكس والإعداد لجهاز مايكروسوفت الإكس بوكس 360، والذي ساهم بيتر موور بجعله أحد أكثر الأجهزة نجاحاً في عالم الألعاب. بيتر موور كان ذكياً في تسويق الإكس بوكس 360 ولا ننسى حين لفت انتباه المستهلكين أن شراء الإكس بوكس 360 وجهاز الوي معاً يعادل ثمن البلايستيشن3 لوحده، وقد كانت رسالة قوية في السوق.

الشبكة

حتى على صعيد الشبكة فإن الملامح تتشابه بين جهازي سيجا ومايكروسوفت، وربما لا يعرف العديد من اللاعبين أن سيجا كانت السباقة ليس فقط إلى ألعاب الأونلاين، بل وأيضاً توفير خدمة مدفوعة للشبكة وهي SegaNet، التي ربما كانت مصدر إلهام بارز لشبكة مايكروسوفت الإكس بوكس لايف. الدريمكاست كان سابقاً لعصره في الأونلاين ولم ينجح في الدفع بها بالشكل المطلوب خاصة مع ضعف خدمات الإنترنت آنذاك، لكن الإكس بوكس طبقها بالشكل الصحيح وطورها وواصل مسيرة الدريمكاست في جلب اللعب عبر الشبكة إلى فضاء الأجهزة المنزلية وتفوق في هذه الخدمة والخدمات على المنافسين.

إذن تاريخ طويل وحافل لسيجا في عالم أجهزة الألعاب ونهاية المسيرة كانت مع جهاز الدريمكاست الذي لا زال إرثه حياً من خلال مايكروسوفت والإكس بوكس حتى اليوم.

شارك هذا المقال