اتلير فيريس هي أحدث اجزاء سلسلة اتلير السنوية، وفي هذا العام رأى المطورون أن يقوموا بتجربة شيء جديد في السلسلة وهو دمج العديد من الأفكار من السلاسل القديمة والجديدة معا فهل نجحوا بذلك؟ وهل اوجدوا توازنا جيدا بين مطالبات الجمهور القديم والجديد لسلسلة اصلا موجهة لفئة محددة من اللاعبين؟ هذا ما سنكتشفه في السطور القادمة.

بطلة قصة هذا الجزء تدعى فيريس وهي فتاة تسكن إحدى القرى الصغيرة تحت الارض وتشتهر هذه القرية بالتنقيب عن المجوهرات والمعادن وكانت لبطلتنا موهبة خاصة جعلتها ذات فائدة كبيرة للقرية ألا وهي قدرتها على اكتشاف مواقع المعادن والأحجار الكريمة فكانت تقضي يومها بين التنقيب أو قراءة الكتب بحثا عن المزيد من المعلومات عن العالم الخارجي فلم يكن من المسموح لها بالخروج من القرية لخطورة الوضع وانتشار الوحوش في الخارج وعدم قدرتها على دفاع عن نفسها وهنا تتوالى الأحداث وتقوم أحد بطلات الاجزاء السابقة بالقدوم الى القرية وتعليم فيريس اساسيات الخيمياء لتستطيع ان تعالج نفسها اذا اصيبت ولكي تستطيع صناعة الادوات والقنابل لتدافع عن نفسها.

هنا تستطيع الخروج من قريتك لتستكشف العالم الخارجي إلا انه وقبل خروجك يتم وضع شرط مهم للسماح بخروجك الا وهو انك تملك عاما واحد فقط للحصول على شهادة التمرس في الخيمياء ما لم يكن فعليك العودة للتنقيب مجددا وهنا تبدأ مغامرتك المحدودة بالوقت للحصول على الشهادة.

حسنا وكما ذكرنا فان نظام محدودية الوقت قد عاد بعد أن غاب عن الجزئين السابقين وقد تباينت الآراء حول ذلك بين مؤيد ومعارض ولذا قام المطور بإعادة نظام الوقت بشكل شبه محدود بحيث يجب عليك أن تصل الى مدينة في أقصى اطراف الخريطة خلال عام عبورا بالعديد من الأماكن والقرى ومتجاوزا الكثير من المهام والصعاب خلال عام واحد وأن تنجح ايضا في الامتحان الذي لن يكون سهلا اطلاقا وقبل ذلك يجب ان تقابل ثلاثة سحرة قدامى في مختلف المدن وان تؤدي بعض الاختبارات لديهم لتحصل منهم على شهادة توصية بك ليتم قبولك في الامتحان وستخوض كل ذلك في حوالي 25 ساعة لعب.

ما ان تجتاز الامتحان فستبدأ النصف الثاني من اللعبه وهو القسم الغير محدود بالوقت حيث يمكنك ان تطور نفسك وأدواتك وتنهي جميع المهمات الفرعية دون اهتمام بمرور الايام، ويعتبر هذا الجزء مميزا للغاية في استكشاف مساحات المناطق الشاسعة و اكتشاف اسرارها ففي النصف الأول من اللعبه انت لا تملك الوقت الكافي لذلك فانت في سباق مع الوقت وهذا احد أهم عيوب اللعبه في نظري.

فقد تتأخر على موعد الامتحان أو تصل وأنت غير مستعد فتفشل وتنتهي اللعبه هنا فلا تتمكن من الاستمتاع حقا بعالم اللعبه واكتشاف المزيد من مزايا هذه اللعبه إلا انه وبشكل عام فالفترة المتروكة لك كافية للوصول والنجاح ما لم تحيد عن طريقك كثيرا الا انها تضعك في ضغط مستمر وسباق مع الزمن طيلة الوقت فكل ما تقوم به يستنزف الوقت فالتنقيب وتجميع الموارد وقتال الاعداء يستنزف الوقت وحتى المشي يستنزف الوقت! هذا لا يعني بالضرورة ان لا يناسبك هذا النظام وخصوصا بأنه من اساسيات سلسلة اتلير سابقا ولكن كما اسلفنا قد تفقد الكثير من تجربة اللعبه الكاملة وأنت تسابق الوقت للوصول الى هدفك.

عالم اللعبه أكبر عما مضى ومساحات المناطق التي ستتجول بها أكبر وذات تنوع أكبر مما شهدناه في الأجزاء السابقة إلا انها ما زالت قليلة التفاصيل ولم تصل الى النقلة النوعية المرجوة في هذا الجيل وبشكل عام اللعبه تحافظ على معدل اطارات ثابت ماعدا بعض المناطق متعددة الاعداء قد تواجه بعض الهبوط في الاطارات.

تقدم اللعبه خيارات عدة للشخصيات الذين يمكن ضمهم إلى فريقك عن طريق التقدم في القصة أو استكشاف مناطق جديدة في اللعبه ولكل منهم مميزات قتالية خاصة به تساعدك على تنظيم فريقك القتالي بالطريقة التي تناسبك وكبقية الاجزاء السابقة لكل من الشخصيات مستوى للصداقة عليك الاهتمام برفعه للحصول على المزيد من القصص الخاصة بتلك الشخصيات ويتم رفع مستوى الصداقة عن طريق مشاركتهم لفريقك في المعارك وأيضا بعض المهام الجانبية.

كما اعتدنا من هذه السلسلة وهو التركيز في نظام صناعة الادوات والمواد حيث شهد هذا النظام العديد من التغيرات فأفكار صناعة المواد لا تأتي بسهولة بل عليك اداء بعض المهام المختلفة والمجهولة كان تقطف بعض الثمار عددا من المرات او ان تقتل وحشا معينا او ان تصنع احد المواد عدة مرات ولا يمكنك معرفة المطلوب الا اذا قمت من دون علم بأداء احد هذه الخطوات فستقوم اللعبه بعدها بإعطائك المزيد من التلميحات لأداء بقية الخطوات لاكتشاف الوصفات المختلفة ويمكنك ايضا استخدام نقاط الافكار لتساعدك على فتح بعض الوصفات دون الحاجة الى اداء جميع الخطوات طالما قمت بأداء خطوة واحدة على الاقل ويمكنك الحصول على هذه النقاط عن طريق انجاز المهام المختلفة ولكن هذا يعني انك قد تفوت بعض الوصفات والمواد الهامة اذا لم تدرك انك لم تقم بأحد الخطوات المجهولة لإعداد الوصفة!

نظام القتال في اللعبه لم يشهد العديد من التطويرات بل بالعكس تم ازالة بعض خواص المعارك من الاجزاء السابقة وبدى سطحيا في هذا الجزء ولا ادري هل هذا التوجه بسبب الرغبة في التركيز على صناعة المواد وسباقك مع الزمن ام ماذا وان كنت ارى انهم يجب ان يهتموا بهذا الجانب بشكل اكبر، اللعبة تحتوي كعادتها على العديد من المعزوفات والألحان المميزة التي لطالما كان لها اسلوبها الخاص وهنا تستمر السلسة بالمزيد من الالحان المميزة وخاصة في بعض المناطق المميزة كالثلجية مثلا.

تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للبلاي ستيشن 4 تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الاسواق