مازلنا نُعوّل حتى الآن على المطورين المستقلين ليحملونا بعيدا عن الألعاب الاعتيادية الملأى بالرشاشات، وأنواعٍ أخرى من الأكشن، وإن كان حرص الاغلب من المطورين الكبار على أن يضعونا في شخصية رجالٍ ونساء، فالمطورون المستقلون لا يملكون حدودوا، أستوديو Videocult مثلا وجد أن فكرة اللعب ببزاقة كالقط أمر ممتع، وهذا ما قام به.
الأجهزة: PC/PS4 | حالة الصدور: متوفر
أمسكت لعبة Rain World رغبة في اكتشاف عالمها، العروض التي شاهدت كانت تُظهر حركة غريبة لشخصية اللعب، وكنت أرى أنه قد يكون صعبا التحكم بها، لكن الأمر لم يكن كذلك. هل أنتم في انتظار قصة؟ اللعبة تملك واحدة، أهي مثيرة؟ إطلاقا، شخصية اللعب تتوه عن عائلتها، وعليها أن تُحاول العيش في عالم خطرٍ يعتمد على سلسلة غذاء، القانون الذي يقول: إن كنت أكبر، تملك فكا ضخما، وأنت قادر على أكلي، فالأفضل لي أن أهرب.
لنشرح هذا الأمر أكثر، الأمر بسيط، الكائنات الأكبر منكم ستعتبركم غذاء، والعكس أيضا، الكائنات الصغيرة هي غذاؤكم، الهدف في كل مرحلة هو البقاء حيا والوصول لمناطق محددة للسبات، هذه النقاط تُشكل مراكز وصل بين مناطق العالم، كما أنها نقاط حفظ، جربوا أن تموتوا وستعودون مباشرة إليها، ذلك يعني أنه إن تقدمتم كثيرا وانتهى بكم الأمر في معدة واحدة من الكائنات في البيئة العودة لهذه النقطة وضياع كل شيء.
اللعبة تحتوي على عداد حياة، مصمم على شكل مجموعة من الخانات، عليكم امتلاك عدد محدد منها لتكونوا قادرين على الدخول في وضع السبات، هذه الخانات غير مجدية إذا ما واجهتم عدوا، مجرد إمساككم يعني إنتهاء اللعبة، السبب أن هذه الكائنات تُنهيكم بضربة واحدة لأنها ببساطة تفترسكم، فأي ظهور لها في البيئة يعني أنه عليكم الهرب والاختباء، أحيانا يُمكنكم أن تخدعوها باستخدام ما يوجد في البيئة بشكل يجعلها تلتقي ببعضها وتبدأ المعركة لتسمح لكم بالهروب، استراتيجية ناجحة، لكن قد تكون سيئة إذا استخدمت بشكل عشوائي، الكائنات قد تتصارع أمام المخارج، ما يعني أنه عليك إيجاد طريقة للفت انتباهها مجددا.
لملئ عداد الطاقة بوسعكم صيد الخفافيش أو الوصول لبعض الفواكه، عندما تمسكون أيا من هذه الأشياء يمكنكم رميها أو أكلها، الزر الذي يسمح برميها يسمح أيضا بالتقاط الحجارة وبعض القضبان المعدنية التي يمكنكم رميها باتجاه الأعداء لمحاولة تعطيلهم وربح الوقت للهرب، يمكنكم أيضا أخذ فاكهة أو خفاش كاحتياط لملئ عداد الحياة لاحقا.
اللعبة تملك تحكما بسيطا، الشخصية تنزلق على الأرض مع تواجد زر للقفز، الشخصية قادرة على الانزلاق على الأرض أو صعود الأعمدة، البيئة تُشبه مجموعة من الغرف الصغيرة التي تحمل كل واحدة منها تصميما مُختلفا، مع أكثر من مخرج ومدخل، كلها مصممة بشكل يستفيد من أسلوب اللعب هذا، اللعبة تملك خريطة لعبٍ قد تكون مفيدة لمعرفة ما إذا جئتم من ممرر معين قبل التفكير في الدخول والخروج عن طريقه.
إذا تأخرتم في واحدة من المراحل ستلاحظون أن الأمطار أصبحت أقوى، إلى أن تصل للدرجة التي تجعلكم تغرقون، فكرة تجعل صعوبة اللعبة ترتفع، اللعبة قد تكون منفرة كثيرا، خاصة إذا أخطأتم في قفزة مثلا ووقعتم قريبا من واحدٍ من المفترسين في البيئة، كما أن كثرة المخارج والتشابه النسبي لبعض الأماكن قد يكون مشتتا للاعب.
لم أصل للنهاية، لكن يمكن القول ممَا رأيت أن العالم كئيب وسوداوي، يُحاول أن يعكس ما تُحاول اللعبة إيصاله بكونه عالما خطرا في كل شبر منه، التصاميم فريدة، غريبة ولا تملك معنى معينا، لم يُحاول المطورون جعل الأشياء فيه تبدو منطقية وإنما غريبة، هذا يُضعف أيضا الجانب المُتعلق بتصميم المراحل الذي يبدو عشوائيا دون متعة حقيقية في اكتشاف ما يحتويه، هذا ليس مشكلا عاما لكي لا نحكن على اللعبة كاملة، بعض التصاميم فريدة، ربما غير مستغلة بالشكل الصحيح، لكنها بلا شك تدمج بشكل جيد بين المألوف والمجهول.
اللعبة قد تكون صعبة، ليس بأسلوب اللعب، وإنما بالفكرة فيها، وقد تكون منفرة أيضا بتكرار الهدف فيها، وقد تكون مزعجة بتشابه التصاميم فيها، هي تجربة مُختلفة سُعدت بخوضها، وبهذا أستطيع أن أشطب اللعب ببزاقة قطة من قائمة أهداف حياتي.