سيشهد موسم أعياد هذا العام صدور جهاز مايكروسوفت المنزلي الجديد Project Scorpio، والذي تعد شركة مايكروسوفت بأن يكون أقوى جهاز ألعاب منزلي على الإطلاق. الجهاز يمتلك معالجاً ثماني النواة ويعمل بتردد يصل حتى 2.3 جيجاهرتز، كما يعمل بقوة معالجة رسومية تصل إلى 6 تيرافلوبس، ويحتوي على 12 جيجابايت من الذاكرة العشوائية من نوع DDR5.
مايكروسوفت وعدت الجماهير أن يكون الجهاز قادراً على تشغيل الألعاب بدقة 4K حقيقية، وقامت بالعمل على الجهاز من نواحٍ عديدة للتأكد من قدرته على ذلك، فقامت بتقليل الأعباء المُلقاة على كاهل المعالج عن طريق بناء مكتبة D3D12 في وحدة التحكم الخاصة بالمعالج الرسومي مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد قامت مايكروسوفت بتزويد الجهاز بوحدة التبريد الحديثة Vapor Chamber. مايكروسوفت لم تدخر وسعاً لتتأكد من كون جهازها يدعم أحدث التقنيات في عالم الألعاب للاعبين المحترفين، وأحد هذه التقنيات هي تقنية FreeSync الخاصة بـAMD، فما هي تقنية FreeSync؟ هذا ما سنُعرفكم عليه من خلال هذا التقرير.
قبل أن نتحدث عن هذه التقنية يجب أن نتحدث عن أحد المشاكل الرسومية القديمة في عالم الألعاب وهذه المشكلة تُعرف باسم Screen Tearing أو تمزق الشاشة، فما هي هذه المشكلة وكيف تحصل؟ من خلال الصورة في الأسفل يُمكنكم مُشاهدة مثال على هذه المشكلة والتي لا ريب أنكم لاحظتموها في العديد من الألعاب، حيث تبدو الشاشة وكأنها “ممزقة” أفقياً لفترة زمنية قصيرة جداً وقد يستمر هذا التمزق أو هذه الخطوط لتظهر مرات عديدة.
تحصل هذه المشكلة عندما تتم تغذية شاشة العرض بعدة إطارات تفوق قدرتها أو سرعتها في عرض هذه الإطارات، مما يؤدي إلى عرض عدة إطارات في وقت واحد، الأمر الذي ينتج عنه مشكلة تمزق الشاشة الشهيرة، فكل فيديو ما هو إلا عدة إطارات أو (صور) متتالية وذات الأمر ينطبق على ألعاب الفيديو فكل مشهد متحرك هو مجموعة إطارات متتالية يراها العقل البشري على أنها مشهد متحرك، وكل شاشة تستطيع أن تعرض عدداً مُحدداً من الإطارات في الثانية الواحدة، يُطلق عليها الRefresh Rate، والتي قد تكون 60 هرتز مثلاً أو 120 هرتز، وهذا يعني أن الشاشة قادرة على عرض 60 أو 120 إطار في الثانية بما يتضمن عدد الإطارات الوهمية والحقيقية بخصوص الفيديو، أما في حالة ألعاب الفيديو فإن الإطارات الوهمية أو المستنسخة من إطارات أخرى لا تُستخدم في العادة لأنها تؤثر على استجابة الألعاب وتسبب تأخراً بها (input lag).
إذن كما أخبرناكم فهذه المشكلة تحصل عندما تتم تغذية الشاشة بعدد من الإطارات لا يتوافق مع قدرتها على عرض هذه الإطارات ويحصل ذلك في المعتاد عندما تعمل اللعبة بسرعة أداء عالية وتقوم بإرسال عدد كبير من الإطارات إلى الشاشة مما ينجم عنه هذه المشكلة في التوافق أو عدم التناغم بين ما تُرسله اللعبة وبين سرعة الشاشة وقدرتها على عرض هذه الإطارات والمعلومات. الحل الأول لهذه المشكلة هو كما تعلمون على الأرجح تقنية V-Sync والتي تواجدت منذ سنوات طويلة.
تقنية V-Sync كانت تقوم بضبط عدد الإطارات حسب قدرة الشاشة على العرض، لنقل أن لدينا شاشة تعمل بسرعة 50 هيرتز، فإن تقنية V-Sync ستضبط أداء اللعبة على 50 إطار مغلقة لا يُمكن أن تتجاوزها وبذلك ستُحل هذه المشكلة ولن يتم تغذية الشاشة بعدد كبير من الإطارات يفوق قدرتها على العرض. على أية حال، هل تقنية Vertical Sync هي الحل النهائي؟ بالطبع لا وإلا لما كان هناك حاجة لظهور تقنية FreeSync. بعض الألعاب أصبحت معقدة جداً على الصعيد الرسومي ومُتطلبة جداً في الأداء، ما يحصل أن البطاقة الرسومية أحياناً لا تستطيع تغذية الشاشة بإطار واحد في كل ثانية كما هو مفروض، لنفرض أنه يتم تغذية الشاشة ب40 إطار عوضاً عن 60، هذا يعني أن الشاشة عليها أن (تنتظر) وصول الإطار التالي مما يؤدي إلى مشاكل رسومية أخرى مثل التأخر في الحركة (Lag)، حيث يتم استنساخ نفس الإطار وتكرار عرضه حتى تتمكن البطاقة الرسومية من إرسال إطار آخر (وهذه المشكلة تُعرف بالStuttering).
من هنا ظهرت الحاجة إلى تقنية أخرى أكثر تطوراً تعمل على حل هذه المشاكل بدون الآثار الجانبية والسلبية التي تأتي مع تقنية V-Sync الكلاسيكية، وكانت نفيديا السباقة في هذه التقنية مع G-Sync، ثم أتبعتها AMD بتقنية Free-Sync التي أكدت مايكروسوفت على دعمها مع جهاز Project Scorpio، فما هي تقنية Free-Sync بالضبط؟
هذه التقنية تعمل عن طريق مناغمة معدل الإطارات و قدرة الشاشة على عرض الإطارات معاً، حيث تتغير قدرة الشاشة على عرض الإطارات (Refresh Rate) لتتوافق مع قدرة البطاقة الرسومية على إرسال هذه الإطارات. لنقل أن لديكم شاشة تعمل بسرعة 60 هرتز، هذه الشاشة تعرض 60 إطاراً في الثانية، أي أنها تعرض إطاراً واحداً كل 16.6 ملي-ثانية. لنفرض أن البطاقة الرسومية قامت بإرسال 59 إطاراً فقط، هذا يعني أن سرعة عرض كل إطار هي 16.6 ملي-ثانية، إلا الإطار الأخير الذي سيُعرض مرتين، أي أن عرض هذا الإطار سيستغرق 33.2 ملي-ثانية مما يتسبب بمشكلة رسومية.
في تقنية FreeSync يتغير الRefresh Rate ديناميكياً بحسب قدرة البطاقة الرسومية على إرسال الإطارات، لو كانت البطاقة الرسومية ستُرسل 59 إطاراً فقط، فما سيحصل هنا أن الشاشة تعمل بتناغم و توافق مع البطاقة الرسومية وستقوم بعرض هذه الإطارات بفترة زمنية تصل إلى 17.5 ملي-ثانية للإطار الواحد.
من الرائع حقاً أن يدعم جهاز مايكروسوفت الجديد Project Scorpio هذه التقنية الرائعة للاعبين، والتي تُلغي مشكلتي تمزق الصورة بالإضافة إلى الStuttering و الLag/تأخر الحركة بصورة بارزة. بالطبع، حتى تتمكنوا من استعمال هذه التقنية سيكون عليكم امتلاك شاشة داعمة لها. على أية حال، Project Scorpio بالتأكيد سيُقدم للاعبين تجربة لعب أنعم وأفضل على صعيد الأداء من أي وقتٍ مضى.