من خلال مقال “مأساه” الجديد ضمن مقالات موقعنا سنسلط الأضواء على واحدة من المآسي بصناعة العاب الفيديو، إفلاس شركة أو تخبطات أخرى أو حتى وفاة شخص له آثر بهذه الصناعه، كلها تأتي ضمن “المآسي” التي أثرت على سوق الألعاب بشكل كبير ولاشك أن البعض منها قد وضع بصمه يصعب جدا محي أثرها و اليوم سنبدأ مع الحلقة الأولى والتي سنسلط فيها الضوء على واحدة من أعرق شركات صناعة الألعاب اليابانية “Konami” وكيف إختارت طريق المال والعاب القمار لمستقبلها بدلا من العاب الفيديو الكلاسيكية.
كونامي الشركة العريقة التي تأسست بالعام 1969 وبدأت حياتها كشركة ترفيه وتحديدا كشركة تقوم بتأجير أجهزة الـJukebox التي تتيح لمالكيها سماع الموسيقى بحسب رغبتهم قبل أن تدخل سوق صناعة العاب الفيديو بالعام 1978 عبر أجهزة الأركيد وتحقق الكثير من النجاحات وخصوصا مع لعبة الضفدع Frogger بالعام 1981 ومن بعدها بدأت النجاحات تتوالى على شركة سطّرت أسمها بالكثير من الإبداعات وهل يكفي أن نقول ميتل جير و سايلنت وكونترا وكونغ فو و كاسلفينيا الكثير من الكلاسيكيات التي يصعب وصفها.
لسنا هنا لنسلط الضوء على تاريخ كونامي العريق ولكن للحديث عن “المأساه” والحديث هنا عن قرار الشركة المالي بالإبتعاد عن سوق العاب المتخصصه للبحث عن المال السريع و سوق الـPachinko أو أجهزة القمار بالإضافة لتركيز على صناعة الألعاب للأجهزة الذكية سريعة الدخل وقليلة التكلفه، لاشك أن هذا الأمر إنعكس بشكل كبير على صناعة الألعاب العالمية عموما و اليابانية خصوصا لكوننا نتحدث عن واحدة من الشركات التي تعد من “هوامير” صناعة الألعاب اليابانية ومن الشركات القليلة التي مازالت قادره على دفع تكلفة إنتاجية الألعاب بالمستوى العالي AAA في ظل ضعف الموارد المالية لمعظم شركات التطوير اليابانية.
مازاد الطين به هو شراء كونامي لعدد من شركات الألعاب الأقل حجما وشهرة ومنها هيدسون سوفت الشركة الكلاسيكية خلف عناوين شهيرة مثل بومبرمان و بونك وبلودي رور وباتت هذه العناوين تحت رحمة كونامي بالتصرف بحقوقها وهو ما آدى إلى توقف الكثير منها وخروج أغلب الأسماء الرئيسية خلفها تباعا من الشركة اليابانية العملاقة.
كونامي مازالت موجوة بسوق العاب الفيديو ولكنها باتت الأن “جسد بلا روح” وتقتصر إنتاجاتها على مشاريع بسيطه جدا ولاتلقى الكثير من الإعجاب من مجتمع محبي الألعاب في ظل حروبها المستمره مع الأسماء التي خرجت منها “إحم كوجيما” و طريقة عملها الغريبة بالتعامل مع الأسماء حيث لم يتبقى “أحد” مما يجعلنا نشك تماما بمستقبل هذه الشركة العريقة بصناعة الألعاب كيف لا وهي واحدة من الروّاد سابقا والأن لم تعد لهذه الشركة أي دور بصناعة الألعاب رغم مكتبة العناوين المرعبة التي تملكها ولكن للأسف باتت محجوزه داخل المكاتب بلا أي علامات لظهورها مجددا.
الشركة اليابانية العريقة إختارت الربح السريع وخسرت قلوب اللاعبين، ولكن الأسوء من ذلك خسارة سوق الألعاب لهذه الشركة وقوة العناوين التي تملكها، لازلنا نحلم بالعودة ولكن المؤشرات لاتبدو “خضراء” وقد يكون الوقت قد حان لنقول وداعا لكل ما أحببناه من هذه الشركة مع خروج الأسماء الرئيسية خلفها ونطوي صفحة شركة كان من المفترض أن يكون دورها أكبر وبكثير بعالم صناعة العاب الفيديو.