بالعام 2014 حصلنا على لعبة التصويب بالمنظور الأول Destiny من فريق التطوير الشهير بنجي والذي قدم لنا سابقا سلسلة العاب التصويب الشهيرة Halo بالتعاون مع مايكروسوفت و الأن يعود فريق التطوير مجددا للعمل مع شركة أكتفجين لتقديم الجزء الثاني من لعبة التصويب الضخمة والتي لاقت الكثير من الإعجاب بجزأها الأول و الأن حان وقت مراجعة الجزء الثاني من اللعبة بعد العديد من ساعات اللعب و تجربة النسخ المبكرة منها بمختلف مراحل التطوير، إذا لنتعرف على مستوى اللعبة وهل حقا كانت تستحق الإنتظار.
لنبدأ الحديث عن رسوم اللعبة، مع دخولنا للمرحلة الأولى من القصة إندهشت فعلا لما شاهدته من تفاصيل ممتازه برسومها وخصوصا تأثيرات الطقس من أمطار وعواصف ولابأس ببعض النيران والإنفجارات و الرماد المحترق الذي يتطاير من حولك، فريق التطوير بلا شك آراد إستعراض مهارته التقنية بشكل كبير مع هذه اللعبة ويمكنني القول بأنه نجح كثيرا بذلك، من أكثر الأشياء التي شدت إنتباهي هو مستوى الإضائه باللعبة، فالاجسام المضيئة مثل المصابيح و عيون الأعداء وأيضا الشمس كانت تعطي إنعكاسا رائعا، الملاحظة الوحيدة برسوم اللعبة والتي لم ترتقي لباقي العناصر كانت بتصاميم الشخصيات التي ظهرت بلاستيكية جدا وستلاحظون ذلك كثيرا خصوصا بخاصية تطوير الشخصيات.
على صعيد الصوتيات فهذه اللعبة تقدم لنا قالبا رائعا جدا، يصعب حقيقة وصف مايمكن سماعه بهذه اللعبة فتارة تسمع طبول الحرب و تارة أخرى تسمع الكمان بلحن حزين وبعض السيمفونيات الكاملة وعلى عكس الجزء الاول فالموسيقى هنا تلعب دورا مهما لتقديم صورة مناسبة لبيئة اللعبة ومايجري من أحداث فيها فمع كل مشهد هنالك لحن يجسد واقع الحدث ويعطينا شعور رائع لدخول أجواء اللعبة والإنغماس بقصتها بشكل أكبر و التفاعل مع الأحداث.
أنهيت طور القصة وقدم لي شخصيات جديدة وكان مستواها متوسط حيث الاحداث لم تكن حماسية وايضا الزعيم الأخير كان سهل جدا ، ورغم أن القصة بمجملها جميلة وتشد للمتابعة ولكن المشكلة الأكبر التي واجهتني هي بالحوارات نفسها، نعم هنالك الكثير من المعلومات داخل حوارات الشخصيات ولكن الكل هنا يريد ان يكون ظريفا! فبينما كانت شخصية Cayde -6 بالجزء الأول هي من تلعب هذا الدور ولكن الكل هنا يحاول القيام بذلك و لذلك نحصل على الكثير من الحوارات المبتذلة التي لاتضيف الكثير لقيمة اللعبة.
حسنا لنتحدث الان عن أسلوب اللعب و الأشياء الجديدة مقارنة بالجزء الأول، لاتقدم اللعبة إختلافات كبيرة بنظام التحكم بعيدا عن بعض التحسينات الطفيفه بالتصويب، الإضافة الجديدة هنا كانت بالخاصية الثالثه للشخصيات والتي يتم تشغيلها عبر الإستمرار بالضغط على الإزرار، واحدة من أهم الأشياء التي تم تغييرها باللعبة هي غياب الـBounty وتم إستبدالها ب Milestones وهي عبارة عن مهمات مختلقة تكون متواجدة في الخريطة وتكون متنوعة مثل المشاركة بالمهمات العامة او الـPublic Events وبعدها تحصل على Ingram متنوع وغالبا يكون Legendary وايضا تحصل على قروش خاصة في كل كوكب تقوم بعدها بدفعها لأشخاص مسؤلين عن رفع مقياس الشهرة و تحصل على الـLegendary ingram عند إكتمال العداد لذلك.
البرج الجديد باللعبة يحمل إسم The Farm وهو عبارة عن مزرعة كبيرة تستوعب العديد من اللاعبين عكس الجزء الأول ولن تستطيع اللعب مع لاعبين آخرين أو أصدقائك إلا بعد إنهائك للمهمة الأولى هنالك، من الأشياء المختلفة التي قدمتها اللعبة هو طريقة تطوير الأسلحة، فلم يعد هنالك تطوير وإنما إضافة خواص جديدة للسلاح نفسه بإستخدام الـMods مثل إعادة الصحة بشكل أسرع وغيرها من الأشياء، التنقل بين المهام بات أسهل بكثير من الجزء الأول ولايتوجب عليك مغادرة المجره وإنما فتح الخريطة فقط وإختيار المهمة التي تريدها وهنالك مؤشر يساعدك بالبحث عن المهام وسرعة الوصول لها.
تم إضافة خانة خاصة للـEncoded Ingram التي تحصل عليها وعددها 10 خانات عكس الجزء الأول التي كانت تضمها ضمن أدواتك باللعبة وأيضا بات من الممكن ترتيب الأسلحة لديك و الأدوات بشكل أفضل بكثير من السابق، واحده من الخواص الجديدة باللعبة تعطيك القدره على معرفة عداد القوة الموجودة بالدروع و الأسلحة على الشاشة دون الحاجه لإختيارهم وبمجرد ضغطة زر، أيضا الـPublic Events أصبحت تظهر على الخريطة الرئيسية مع موعد بداية المهمات و تواجد عداد تنازلي لها أيضا.
تقدم اللعبة معها خنادق أو Dungeons متنوعة وهي موزعة بخريطة اللعبة وبعضها تحصل عليه عن طريق إنجاز مهمات القصة أو طور المغامرة الذي يحمل معه الـloot box ومن خلاله تحصل على القروش لتطوير قدراتك وغيرها من الأشياء، وبعض الخنادق باللعبة سيتطلب منك إستكشاف المجره للعثور عليها، أما مهمات المغامرة فهي أقرب للجزء الأول بطور القصة من ناحية فترة اللعب و مستوى الصعوبة.
هنالك بعض الأطوار الجديدة التي تقدمها اللعبة ومنها طور الـCrucible ونظرا لضيق الوقت قبل المراجعة لم يتسنى لنا إستكشافها بشكل كبير ولكن من خلال تجربتنا القصيرة كانت ممتعه وتقدم تنوع كبير بقيمة محتوى هذه اللعبة، حسنا بنهاية الأمر هل إستطاعت لعبة Destiny 2 ان تقدم معها مايكفي لتكون جزء ثاني فعلي لهذه السلسلة؟ الإجابة قد تكون غريبة بعض الشيئ بكونها .. نعم .. و .. لا بنفس الوقت، وسأشرح لكم لماذا بشكل مبسط.
وايضا اصبح بامكانك الانضمام اوانشاء Clan وتضيف فيه اصدقائك وتحاولون رفع مستوى Clan بانهاء المهمات الاسبوعية Nightfall و Raid وايضا اي مهمات في اللعبة.
ولعل أهم جزء في اللعبة هو ال Endgame وهو الجزء الذي يأتي بعد انهاء طور القصة حيث تفتح مهمات جديدة متنوعة فيها ويكون على اللاعب المحاولة للوصول الى مستوى قوة 260 لكي يستطيع المشاركة في الRaid والحصول على دروع واسلحة اسطورية
من ناحية القصة وتوجه اللعبة بشكل عام فهذا الجزء أعطاني فعلا الإحساس بأنني أخوض تجربة جديدة ولكن من ناحية اللعب الفعلي والمهمات الجانبية وأسلوب التحكم فالشعور كان بكوني أخوض محتوى إضافي للجزء الأول أكثر من كونه جزء ثاني، هذا الأمر ليس بالضرورة سيئ لأنني بالنهاية إستمتعت كثيرا بخوض المغامرة ولساعات طويلة، محبوا الجزء الأول سيعشقون هذه اللعبة بما تقدمه من إضافات وأفكار جديدة و اللاعبون الجدد سيعيشون تجربة مثيرة لأن هذه اللعبة هي لعبة Destiny المطلوبة من الجزء الأول.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للـPS4 تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.