– محاولة شراء ننتندو ورئيس الأخيرة يضحك!
هذه واحدة من القصص التاريخية بسوق العاب الفيديو، قبل أن تصدر مايكروسوفت جهازها المنزلي الاول “الاكس بوكس” بالعام 2001 كانت الشركة في مفاوضات مع عدد من شركات العاب الفيديو “ألكبرى” بهذا المجال، والحديث في بداية الأمر مع شركة ننتندو، عملاقة صناعة الألعاب اليابانية كانت للتو تخرج من جيل جهاز الننتندو64 والذي شهد تراجعا كبيرا بالمبيعات مقارنة بأجهزة الشركة السابقة مع “تحجّر” تفكير الشركة بالبقاء على أشرطة الألعاب “الكارتردج” وعدم الإنتقال السريع للإسطوانات التي أبعدت الكثير من شركات الطرف الثالث من دعم جهازها المنزلي.
مسؤلوا شركة مايكروسوفت حينها إلتقوا برئيس ننتندو الراحل “ساتورو أيواتا” والحديث هنا لـEd Fries المبتكر الشريك لجهاز الاكس بوكس الأول الذي تحدث عن عرض من مايكروسوفت للتعاون بين الطرفين تقوم من خلاله مايكروسوفت بتطوير نظام التشغيل وأدوات الشبكة للجهاز بينما تقوم ننتندو بصنع الجهاز وتطوير الألعاب عليه وبتعاون مشترك وهذا العرض قوبل بالرفض من شركة ننتندو.
حسنا هذه ليست الرواية الوحيدة للأحداث، الرواية الثانية والأكثر شهرة بكون مايكروسوفت كانت تنوي فعليا شراء شركة ننتندو وبصفقة وصلت قيمتها إلى 25 بليون دولار حينها حيث تقوم مايكروسوفت بتصنيع الأجهزة وبيعها وتكتفي ننتندو حينها بتطوير الألعاب على منصة الاكس بوكس، في مقابلة مع رئيس شركة ننتندو بقسمها الامريكي الأسبق “Minoru Arakawa” أشار فيها بأن مايكروسوفت فعلا تقدمت بعرض لشراء شركة ننتندو بمبلغ 25 بليون دولار ولكن الشركة لم تكن تحتاج للمال حينها! وكان ينظر للموضوع بكونه “نكته”.
الأمر لم ينتهي هنا، بعض الإداريين بشركة ننتندو كانت لديهم إهتمامات بهذه الصفقة وفعلا تم لقاء مسؤلي مايكروسوفت لـ6 وا 7 مرات لاحقا مع طلبات مايكروسوفت بأن تتخلى ننتندو عن فكرة إصدار جهاز الجيم كيوب والتركيز على جهاز مشترك مع مايكروسوفت، رئيس ننتندو الراحل Hiroshi Yamauchi لم تعجبه الفكرة أبدا وأخذ الموضوع بالكثير من الإستهزاء والضحك وبعبارة “هم لن يعرفوا كيفية العمل بسوق العاب الفيديو!” وإنتهت كافة النقاشات بالعام 2000 مع تركيز كل شركة على تطوير جهازها الخاص.
– محاولة التعاون مع سوني … والرفض السريع!
بعد فشل صفقة شراء ننتندو جاء الوقت لقلب الطاولة وفتح خط المفاوضات مع شركة سوني التي كانت تسيطر على سوق العاب الفيديو حينها مع نجاحات ضخمة لجهاز البلايستيشن، ورغم أن مايكروسوفت دخلت هذا السوق لمحاولة الحصول على نصيب من كعكة “الترفيه المنزلي” ومنافسة سوني و لكن الخطوة الاولى كانت بـ”جس النبض” لمحاولة معرفة إن كانت سوني مهتمه بالتعاون مع مايكروسوفت بجهاز العاب ترفيهي واحد.
حقيقية تغيب المعلومات جدا حول ماحدث خلف الستار بمفاوضات الشركتين، Ed Fries المبتكر الشريك لجهاز الاكس بوكس الأول بشركة مايكروسوفت تحدث عن هذا الأمر بواحدة من المقابلات بقوله أن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت Bill Gates إلتقى مسؤلي شركة سوني في اليابان لمحاولة معرفة إمكانية التعاون بين الطرفين لتطوير جهاز العاب واحد وكانت الإجابة سريعة جدا من طرف سوني حينها بكملة واحدة “لا“، سوني حينها كانت تستعد لإطلاق جهاز البلايستيشن2 و لم ترد التعاون مع مايكروسوفت أو أي شركة أخرى لثقتها الكبيرة بنجاح جهازها المنزلي.
حقيقة كنت أتمنى أن أجد المزيد من التفاصيل خلف تلك الصفقات والعروض، ولكن غالبية الأطراف لاتريد تقديم أي معلومات مهمة لصفحة مهمة بتاريخ سوق العاب الفيديو، وكلنا نعلم تكملة هذه القصة بعد أن قررت مايكروسوفت دخول سوق الألعاب وحدها عبر جهاز الاكس بوكس بالعام 2001 ومازالت حتى يومنا الحاضر أحد اللاعبين المهمين بالصناعة، نلقاكم بحلقة قادمة من مقال “قصة من تاريخ الألعاب“.