عندما نتحدث عن تاريخ شركات تطوير الألعاب فقليل منها الذي يحمل قصصا ورايات كما تفعل شركة سيجا العريقة، هذه الشركة التي نافست ننتندو بقوة بحقبة التسعينيات الميلاديه و أصدرت كما كبيرا من الأجهزة المنزلية و المحمولة وقدمت الكثير من الإبتكارات بصناعة العاب الفيديو من إكسسوارات وثورات شهيرة ومنها التوجه للبعد الثالث قبل الكثير من الشركات ولاننسى نجاحاتها الضخمة بسوق الأركيد خرجت من سوق صناعة أجهزة الألعاب بالعام 2001 لتعلن تحولها لشركة تطوير العاب طرف ثالث لمختلف المنصات الأخرى وبعدها شاهدنا “سونيك” ايقونة الشركة الشهيرة وهو يحط الرحال حتى على أجهزة ننتندو التي تم إبتكار الشخصية لهزيمتها بيوم من الأيام.
من خلال فقرة “مأساه” نسلط الآضواء على رواية قصة لم تكن جميلة بأحداثها، وخروج شركة سيجا من سوق صناعة أجهزة العاب الفيديو ليست هي المأساه بقصتنا اليوم، ولكن، ماجرى بعد ذلك وكيف تعاملت الشركة ذات المشاكل المالية مع وضعها الجديد كناشر ومطور للألعاب، أولى خطوات سيجا بعد إعلانها الخروج من سوق صناعة الأجهزة المخصصه للألعاب هي بالبحث عن شريك يساعد الشركة للوقوف على قدميها مجددا، فالنتائج المالية للشركة ولسنوات لم تكن جيده و بات إشهار الإفلاس خيارا او البحث عن شريك قوي ومنا هناء جاءت شركة “سامي” الشهيرة على منصة الأركيد وصناعة أجهزة الباتشنكو “أجهزة القمار في اليابان” لتكون الشريك الجديد لسيجا والمستحوذ الأكبر على نصيب الأسهم فيها.
لنترك تلك الصفحة من التاريخ ونسرد الأسطر القادمة للحديث عن مشكلتنا الرئيسية مع سيجا، تلك الشركة التي تحمل في طياتها كما هائلا من العناوين القوية و الأسماء الأسطورية وجدت نفسها شيئا فشيئا تخسر ذلك الزخم في ظل أوضاع تجارية أجبرتها لإختيار الواقعيه بالإصدارات بدلا من التعدد و التميز، بفترة سيجا الأسطورية كنا نحصل على كم كبير من العاب الشركة سنويا وبمختلف انواع الألعاب وبمكتبة هائلة بدعم أجهزتها وبتواجد أسماء قوية داخل الشركة للأسف خرجت تباعا على مدى السنوات الأخيرة، العديد من العناوين الكلاسيكية تم دفنها لعدم مقدرة الشركة على إستغلالها وهل يكفي نقول العاب مثل ستريت او ريج وبانزر دراجون وفيرتشوا فايتر ونايتس و جولدن آكس وشينوبي وقائمة تطول جدا من الكلاسيكيات.
على عكس “ننتندو” المنافس الرئيسي لشركة سيجا خلال الحقبة الزمنية التاريخية فالعملاق الياباني الآخر كان مستقرا على الصعيد المالي وكانت لعناوينه قوة كبيرة جدا على الصعيد التجاري وهذا الأمر إفتقدته سيجا كثيرا بعيدا عن العاب سونيك وبدرجة أقل العاب فيرتشوا فايتر وإصدارات الأركيد، مع خروج سيجا من صناعة الأجهزة “ضاع” التخطيط داخل الشركة بطريقة إستخدام عناينها المحببه لدى اللاعبين وبات “التخبط” هو من يقود الشركة بطريقة إصدار العابها مابين مستوى هزيل للبعض و إستهلاك الإسم وبين محاولات فاشلة لإعادة البعض الآخر ومابين تخبطات فريق Sonic Team وإصدارات العاب الشخصية.
عند الحديث عن شركة سيجا الحالية فهي بكل تأكيد لاتمثل سيجا الكلاسيكية على الإطلاق، عنوان ياكوزا قد يكون الوحيد الذي يبرز كثيرا بسوق العاب الفيديو بينما تحقق الشركة نجاحا أكبر بألعاب المحاكاة على الحاسب الشخصي، عناوين الشركة الكلاسيكية الأغلب منها مازال مدفونا بلا أي آمال لعودته مع خروج معظم المواهب من الشركة، عدد إصدارات قليل نحصل عليها سنويا من الشركة لايقارن بالسنوات الماضية و إبتعاد كبير عن الإبداع الذي لطالما كانت سيجا عنوان له وأيضا الإبتكار الذي بات منسيا عند الحديث عن سيجا الحالية، مؤخرا قامت الشركة بالإستحواذ على شركة أطلس وهو أمر ممتاز جدا لتضيف قيمة لمكتبة العابها حتى وإن كانت العاب أطلس ستصدر تحت إسم أطلس وليس سيجا.
ولكن مازالت الجماهير تتذكر سيجا المبهره ومن قدمت لنا الكثير من الإبداع بوقت سابق، هل تعود تلك الأيام؟ قد يكون الأمر بغاية الصعوبة بوضع سوق الألعاب الحالي والتوجه العام له بنجاح نوعية معينه من الألعاب أكثر من غيرها وتلك النوعيات لاتنجح فيها سيجا كثيرا “العاب التصويب و العالم المفتوح!”، سيجا باتت الان شركة “سونيك وياكوزا” بالمقام الاول مع محاولات محدودة لتقديم شيئ جديد ومنافس على الأفضلية بالجوائز السنوية، غياب سيجا هو واحد من أسباب غياب التنوع بسوق العاب الفيديو الحالي لما كانت تقدمه من عدد إصدارات كبير جدا و ممتاز جدا بمختلف التصنيفات، نتمنى بلا شك أن تعود لنا هذه الشركة العريقة لموقعها الأصلي بالصناعه، بدون الأحلام بعودة الدريم كاست ولكن بواقعية الإصدارات المميزة.