3- استراتيجية العمل

ظن العديد من اللاعبين أن جهاز Nintendo Switch تم الاستعجال بطرحه في الأسواق بسبب فشل الوي يو، و الحقيقة أن ننتندو لم تتعجل إصدار الجهاز على الإطلاق، و إنما طبخت الجهاز و ألعاب العام الأول على نار هادئة، إن سبب هذه الظنون هو عدم إدراك اللاعبين لاستراتيجية شركة ننتندو التجارية و اختلافها عن استراتيجية شركة سوني.

تفضل شركة ننتندو الاعتماد على لعبة تبيع الجهاز عند إطلاقه إلى عشاقها الأوفياء الذين لديهم استعداد لإنفاق المال و شراء الجهاز في الإطلاق من أجل هذه اللعبة، لعبة تكون بمثابة الدافع أو ما يُسمى system seller، هذه اللعبة تحقق النجاح المطلوب للجهاز في الإطلاق و من ثم يتم بناء المكتبة رويداً رويداً بألعاب مفتاحية كما حصل في عام السويتش الأول، حيث صدرت ماريو كارت في آبريل، و صدرت سبلاتوون2 بالتزامن مع العطلة الصيفية للمدارس في اليابان، و من ثم كان صدور سوبر ماريو أوديسي في موسم الأعياد الذي استهدفت به الشركة الجماهير على نطاق واسع، و هكذا حافظت شركة ننتندو على زخم المبيعات طوال العام، عوضاً عن إطلاق كافة الألعاب القوية في فترة الإطلاق.

في الحقيقة، حاولت شركة ننتندو أن تتبع استراتيجية مشابهة لاستراتيجية سوني مع جهاز الوي يو، و ذلك عندما قامت بإطلاقه في موسم الأعياد مع عدد كبير من ألعاب الطرف الثالث، و أخفقت إخفاقاً ذريعاً، حيث أثّر صدور هذه الألعاب معاً على بعضها البعض و تسبب في فشلها التجاري، بخلاف حقيقة أن الجهاز بنفسه لم يكن مشجعاً. على أية حال، هذه الاستراتيجية قادمة في الأساس من تاريخ الشركة الطويل، و بالتحديد من جهاز العائلة الذي انفجر حول العالم بفضل لعبة Super Mario Bros الشهيرة.

على صعيدٍ آخر، حاولت شركة سوني في السابق أن تتبع استراتيجية ننتندو هذه مع جهاز الفيتا، فقامت في إطلاقه في الربع الأول من العام مع لعبة Uncharted Golden Abyss، و أرادت أن تكون هذه اللعبة الدافع الأساسي لاقتناء الجهاز وصولاً إلى موسم الأعياد الذي شهد إصدار بعض الأسماء الكبيرة من شركات الطرف الثالث، لكن هذه الاستراتيجية لم تعمل مع سوني.

سوني تعتمد على إطلاق الجهاز بأضخم صورة ممكنة من البداية، و ذلك بمحاولة تحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات، سوني تحشد أكبر قائمة ممكنة من الألعاب و تفضل إصدار أجهزتها في موسم الأعياد، سوني عندما دخلت عالم الألعاب لم يكن لديها لعبة محورية تبيع أجهزتها مثل سوبر ماريو أو أسطورة زيلدا، و لذلك عمدت إلى بناء أضخم مكتبة ممكنة لتكسب جمهور اللاعبين. سوني تحرص على استقطاب الجميع، لكن ننتندو كانت و لا زالت شركة انتقائية.