سنوات طويلة قضتها شخصية “كريتوس” الأيقونيه من سوني بمحاربة الآلهة الأغريقية لمحاولة الإنتقام بسلسلة العاب الأكشن المميزة التي حصلت على 3 أجزاء رئيسيه لها وعدد من الألعاب الجانبية وبتفوق كبير على مستوى العاب الـ”هاك أند سلاش” والأن وجد فريق التطوير خلف السلسلة “سانتا مونيكا” أن الوقت قد حان لتقديمها بشكل مختلف يحمل معه تجربة سينمائية وأسلوب لعب أكشني جديد يقدم معه رياح التغير لمحبي هذا العنوان، فهل كان هذا هو الخيار الامثل لها؟ الان وبعد قضاء عدد طويل من الساعات لأنهائها و إكتشاف أسرارها نقدم لكم مراجعتنا للعبة.
لنتحدث عن القصة هنا قليلا، فعلى عكس التجارب الماضية آراد فريق التطوير تقديم هذا العنوان بشكل مختلف وبجانب جديد لشخصية كريتوس التي تعودنا منه العنف والقتل ولم يكن لجانبه الآخر “الإنساني” أي دور وهو ماتقدمه اللعبة هنا بشكل مميز، اللعبة تُصنّف كـ”إعادة تخيل” لهذه السلسلة مع عالم جديد فبدلا من الأساطير الأغريقيه تدور الاحداث هنا بالميثلوجيه الأسكندنافيه حيث يحاول كريتوس عزل نفسه عن العالم برفقة إبنه Atreus لنشاهد وجه جديد بالكامل لهذه الشخصية والتي يرغب هنا بمحاولة تدريب إبنه وتعليمه كيفية البقاء بهذا العالم الصعب المليئ بالوحوش والمخاطر.
منذ الوهلة من عند تشغيل اللعبة سيبدو واضحا مدى الإبداع البصري الذي تقدمه، الحديث هنا ليس فقط على المستوى التقني للرسوم ولكن أيضا على مستوى الفنون والتصاميم التي تقدمها سواء بتصميم العوالم أو الشخصيات أو الإخراج المميز بمشاهد الفيديو والذي يحملنا لمستوى أفلام هوليود القوية بالكثير منها، عندي الحديث عن الرسوم فيجب أن نشيد كثيرا بما تقدمه هذه اللعبة من مستويات تقنية مبهرة بتفاصيل الشخصيات وسلاسة عمل اللعبة بكافة الأحداث حتى مع زيادة الاكشن و تلك المشاهد السينمائية المميزة التي لاتفرق فيها مابين رسوم محرك اللعبة ورسوم العروض السينمائية التي نشاهدها بألعاب أخرى ولكن الحديث عن الجانب “الفني” بهذه اللعبة سيأخذنا للكثير من الوصف ففريق التطوير يبدع كثيرا هنا بمشاهد خلابة وساحرة على كافة الأصعدة، هذه اللعبة هي “معيار” لمدى جودة الرسوم وجمالها على أجهزة الجيل الحالي المنزلية.
أيضا الحديث عن الصوتيات سيأخذنا لإمتداح هذه اللعبة كثيرا بهذا الجانب، التمثيل الصوتي للشخصيات مميز جدا و الألحان التي ستسمعها من خلال المغامرة ساحرة في بعض الاحيان وملحمية بأوقات أخرى وعند حصولنا على المشاهد الدراميه لابأس ببعض الموسيقى الحزينة التي تجعلك تعيش الأحداث بهذه القصة بأفضل شكل ممكن، على الصعيد التقني تقدم لعبة God of War نفسها كواحده من اجمل الألعاب لهذا الجيل و كـ”مقياس” لما يُفترض أن تبدو عليه الألعاب من هنا فصاعدا مع العلم بكوني قد خضت التجربة على جهاز البلايستيشن4 العادي ولم أجربها بنسخة البرو.
الأن حان الوقت الحديث عن نظام اللعب، تعودنا من سلسلة العاب God of War حصولنا على لعبة أكشن من نوعية العاب الـ”هاك أند سلاش” على غرار سلاسل ديفل مي كراي وبايونتا وغيرها من الألعاب حيث تعتمد على الضرب المتواصل و الـ”كومبو” والضربات القاتلة ولا بأس بالكثير من الـQTE أو إختيار الزر المناسب بالوقت المناسب، فريق التطوير آراد تغيير كل شيئ مع هذه اللعبة، فرغم ان اللعبة تحمل كافة عناصر العاب الاكشن والهاك اند سلاش ولكن أسلوب اللعب تغيير كثيرا ليحاكي العاب أخرى مثل دارك سولز وغيرها بالإعتماد بشكل أكبر على الواقعية باللعبة من حيث الحركة الثقيلة للشخصية والضرب و التفادي و إستخدام الدرع للحماية و الوقت المناسب لإطلاق الضربات الخاصة القاضية أو إستخدام الأبن Atreus.
للقيام بذلك قام فريق التطوير بتغيير منظور التصوير بالكامل، فبدلا من نظام التصوير للبعد الثالث المعتاد باتت زاوية التصوير من خلف الكتف بهذه اللعبة ولم نعد نشاهد كافة المساحة بالأمام، هذا الأمر يجعلنا دائما بأحساس أننا داخل القتال وبشكل قريب جدا من الأعداء وهو مهم جدا لأسلوب اللعب الجديد لهذا الجزء حيث يعطيك فرصة أكبر للتحكم من حيث مواجهة العدو من مسافة قريبة ومن هنا تبدأ مهمتك لهزيمته بالضرب المباشر أو التفادي أو إستخدام الدرع فكل هذه الامور باتت مهمة بهذه اللعبة على عكس الاجزاء الماضية التي كانت تعتمد على الاكشن السريع فقط ولم يكن هنالك دور كبير للإستراتجيات وهو مالا يمكن القيام به بهذه اللعبة، فمثلا عندي صد ضربات العدو بالدرع تحصل على ثواني معدوده يصبح العدو فيها قابلا للضرب ولذلك عليك بإختيار التوقيت المناسب لإستخدام كل مهاراتك بالقتال من ضرب وصد وتفادي خصوصا بقتال الزعماء.
كريتوس لم يعد يستخدم “السوط” المعتاد منه، الأن بات عليه لهزيمة الأعداء إستخدام إما ضربات اليد باللكمات أو إستخدام السلاح الجديد “المطرقة” والتي تملك قوى خاصة على غرار مطرقة شخصية مارفل الشهيرة “ثور” بإمكانية رميها وإستعادتها مجددا و يمكن إستخدامها لضرب الأعداء عن بعد وأيضا لحل الألغاز وتلعب دورا مهما باللعبة بلاشك، هنالك الضربات الخفيفه والقوية لتنفيذها وهنالك مقدار عند تعبئته تتاح لك إمكانية تجربة الضربة العصبية التي تذبح فيها العدو بأبشع الأشكال وأيضا هنالك إمكانية التسلل من خلف العدو والقضاء عليه بضربة واحده قاتلة، أيضا هنالك عنصر مهم جدا باللعبة يجب الحديث عنه بأسلوب القتال وهو الإبن Atreus الذ يلعب دورا مهما بكونك تستطيع إملاء الأوامر عليه بإطلاق السهام بالضغط على زر المربع وهو مايساعد بإشغال الأعداء عنك وإمكانية ضربهم وأيضا مع تقدمك باللعبة سيتطور دور Atreus بشكل أكبر بإمكانية تعلّم ضربات تعاونيه مع والده.
نظام اللعب الجديد يعتبر نقلة ممتازة لهذه السلسلة التي وصلت لأفضل مستوياتها بالأجزاء الماضية بوجهة نظري الشخصية وحان وقت التغيير وهو ماقدمه فريق التطوير هنا بشكل مميز، قد تكون المشاكل التي تواجه اللعبة هنا هي مع الكاميرا في القتالات وبكونها قريبة جدا من الحدث ستجد بعض الأعداء يخرجون عن إطار الكاميرا ويضربونك وهو أمر مزعج عند مواجهتك لعدو أمامك، أيضا مع تقدمك باللعبة يبدأ نظام القتال يُشعرك بالتكرار لمحدودية التطوير فيه وهنا نتحدث عن نقطة أخرى تقدمها اللعبة.
عند هزيمتك للأعداء والزعماء ستحصل على نقاط الخبرة التي تساعدك لفتح شاشات التطوير والخيارات، من هنا بإمكانك تعليم كريتوس عدد من الضربات الجديدة ذات الإستخدامات المختلفة أو حتى بتطوير المطرقة الخاصه بك، التفرعات محدوده بعض الشيئ هنا وكذلك التطويرات وهنالك أيضا تطويرات لإبنك Atreus أيضا بتعلميه ضربات تعاونيه مع والده وتطوير سلاحه وغيرها من الأشياء، بالتأكيد هذه التطويرات ضرورية مع تقدمك باللعبة ومواجهة الأعداء الاكثر قوة أو بضرورة إستخدام الضربات التي تصيب عددا أكبر من الأعداء بوقت واحد أو حجب الرؤية عنهم وجعلهم هدف سهل المنال للقضاء عليهم دون مقاومة.
هذه اللعبة بلاشك تقدم معها سينمائية غير معتاده بأجزاء السلسلة الماضية وبتقديم ضورة مختلفة لشخصية كريتوس وبوجه آخر تماما له وهذا التوجه كان خيارا ممتازا لتقديم السلسلة وبالمضي قُدماً فيها، الامور باتت أكثر حماسية هنا وأضاف الأمر روحا جديدة لشخصية كريتوس لجعلها شخصية ذات أهتمام اكبر لمعرفة تفاصيلها والدخول بشكل أكبر في عالمها ومعرفة أسرارها، ولايعني ذلك بلا شك غياب القتالات التاريخيه مع الزعماء العمالقة او مشاهد العنف المبالغ فيها وغيرها من الأمور المعتاده بأجزاء هذه السلسلة السابقة، ولكن الاكيد أنك مع نهاية المغامرة ستشعر بإختلاف كبير بالعلاقة مابين كريتوس وإبنه Atreus وبكونك بالفعل قد خضت مغامرة كبيرة تحمل معها الكثير من أحاسيس الأبوة حتى وإن كانت تحمل الـ”عنف” كعنوان لها.
اللعبة هي لعبة خطيه بالمقام الاول، فلن تجد نفسك ضائعا بأي وقت وعليك فقط السير بخط مستقيم للوصول لمناطق جديدة ومايعطلك فقط هو مواجهة الأعداء والزعماء وحل الألغاز التي ستواجهك للتقدم بشكل أكبر بالأحداث، إنهاء القصة الرئيسية سيستغرق منك أقل من 20 ساعة من اللعب “بمستوى الصعوبة المتوسط” وهو رقم ممتاز جدا بلاشك للعبة أكشن من هذا النوع وبأضعاف عدد الساعات التي كانت تقدمها الاجزاء الماضية، أيضا للحصول على كل شيئ باللعبة من كنوز ونقاط خبرة تساعدم لتطوير القدرات لاشك بأنك ستقضي ساعات أطول بكثير للقيام بكل ذلك، على عكس اللعبة الماضية لايحمل هذا الجزء معه أي طور لعب جماعي ويركز على تقديم تجربة سينمائية بحته مخصصه للاعب الواحد.
هذا الريبوت أو إعادة التصور لسلسلة العاب God of War هو ماكانت تحتاجه السلسلة بلاشك بعد سنوات من خوض نفس طريقة اللعب بالأجزاء الماضية، فريق التطوير قدم لنا تجربة لعبة أكشن سينمائية مميزة هنا ولكنها تحمل معها بعض العيوب بكونها تجربة جديدة لهذا العنوان وقد تكون اللعبة القادمة أكثر إبهارا وإتقانا، هي واحده من أفضل العاب اللاعب الواحد التي يمكن خوضها على البلايستيشن4 ومن أفضل إصدارات هذا العام الذي يبدو حافلا على جهاز سوني المنزلي بلاشك.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للـPS4 تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.