واحدة من أكثر أنواع الألعاب التي أحبها هي العاب الرعب، ريزدنت ايفل وسايلنت هيل وفاتل فريم هي مجموعة من الأسماء القليلة التي قدمت لي تجارب ممتاز بعنصر رعب حقيقي يجعلني أشعر بالقلق مع كل زاوية باللعبة، للأسف الشديد لايبدو المستقبل مبهرا لهذه النوعية من الألعاب وقد أبالغ إن قلت بأن العاب الرعب في طريقها للوفاة دماغيا! لنتحدث عبر هذا الموضوع عن العاب الرعب، ماضيها ومستقبلها.
عندما نتحدث عن العاب الرعب فبالتاكيد ريزدنت ايفل هي السلسلة التي يجب أن نبدأ الحديث منها، السلسلة التي أعادت تعريف هذا النوع من الألعاب وجعلته ناجحا بسوق الأجهزة المنزلية بعدما إقتصر بشكل كبير على أجهزة الحاسب الشخصي في بداية عمر الألعاب، ريزدنت ايفل وضعت الأسس لكيفية تطوير لعبة رعب وحققت السلسلة نجاحات ضخمة جدا وتعددت إصدارات أجزاء هذه الرواية حتى بدأت مرحلة الضعف، لا أدري هل كانت المسألة ملل الجمهور من أسلوب اللعب المتشابه بين أجزاء السلسلة أم لكون الجماهير لم تعد ترغب بقتل الزومبيز! الأكيد أن مبيعات السلسله أخذت بالإنحدار جزء بعد آخر حتى أعاد “شينجي ميكامي” تعريف السلسلة بالجزء الرابع لتتحول إلى لعبة اكشن وتعود للنجاح “التجاري” وتودع عالم العاب الرعب ومازاد الطين بله هو الجزء الخامس الذي إبتعد أكثر من المسار حتى أن اللعبة أصبح من الصعب تصنيفها كلعبة رعب بعد ذلك.
طالما تحدثنا عن ريزدنت ايفل فالبتأكيد سايلنت هيل هي السلسلة الثانية (ولبعض الجماهير هي الأولى) بمجال العاب الرعب، السلسلة التي بدأت بعهد البلايستيشن الأول كما كان الحال مع ريزدنت ايفل قدمت الرعب بشكل أكبر بكثير بأجواء مظلمة وأسلحة ضعيفة وقصة غامضة جعلت الجماهير تقول “ماذا” بعد إنهاء اللعبة، للأسف السلسلة رغم شعبيتها لدى عشاق العاب الرعب ولكنها لم تحقق تلك النجاحات التجارية الكبيرة كما كان الحال مع ريزدنت ايفل رغم جودة المنتج وقدرات فريق العمل الجبارة بالتطوير، للأسف الشديد هذا الوضع لم يشجع شركة كونامي على الإستمرار وتم تسريح فريق العمل وتسليم السلسلة لفرق متواضعة لتقدم لنا تجارب مخيبة لاتستحق أن تحمل أسم سايلنت هيل، المؤكد أن السلسلة لاتعيش أفضل أيامها ورغم تتابع صدور اجزاء السلسلة ومحافظتها على أجواء الرعب ولكن مستوى المنتج ككل لايجعلها اللعبة التي تستحق حمل لواء ألعاب الرعب بهذا الجيل.
سلسلة الرعب الثالثة التي لاتملك قاعدة شعبية كبيرة رغم تقديمها للرعب بشكل ممتاز جدا، قد يكون السبب خلف ذلك ناشر اللعبة الضعيف (تيكمو) تسويقيا، العاب فاتل فريم التي تأخذك في عالم ملئ بالأشباح والجن وسلاحك الوحيد هو كاميرا التصوير بحق قدمت الرعب بشكل ممتاز جدا فتجد نفسك متوترا بمعظم أجزاء اللعبة لضعف شخصيتك التي لاتملك أي شئ خارق تواجه به الأشباح، السلسلة تجاريا لم تكن الأقوى بين المجموعة ومع ذلك حافظت السلسلة على مستواها بشكل كبير حتى الجزء الرابع منها الذي صدر على الننتندو وي قبل أعوام في اليابان دون تواجد نسخة إنجليزية منه (على الأقل بالشكل الرسمي)، الجزء القادم من السلسلة سيكون للننتندو Wii U (نعم سمعتوا ذلك هنا أولا) ونتمنى أن يقدم لنا تجربة لعبة محترمة بعد غياب.
لنتحدث عن الجيل الجديد من ألعاب الرعب، للأسف الشديد لاترغب الشركات بتقديم هذا النوع من الألعاب بشكل كبير بسبب المبيعات المتدنية له، مايكروسوفت حاولت بتقديم لعبة ممتازة بإسم “ألن ويك” على الاكس بوكس 360، اللعبة التي قضت سنوات طويلة تحت التطوير خرجت بالنهاية كمنتج ممتاز ولكن للأسف برعب أفلام السينما أكثر من كونه رعب حقيقي، كيف أصف ذلك؟ حسنا اللعبة رغم انها تصنف كلعبة رعب ولكن كانت بعيدة جدا عن هذا بالواقع وأصبحت المشاهد السينمائية هي الأساس الضعيف للرعب باللعبة، وقد يكون السبب الآخر هو نظام اللعب الذي يجعل قتل الأعداء (رجال الظل!) سهل جدا وبأسلوب لايجعلك تشعر بأي نوع من الرعب، رغم أن المنتج النهائي كان ممتازا ولكن كلعبة رعب لم تكن آلن ويك هي الخيار الأفضل وفشل اللعبة تجاريا يقتل الأمل بظهور آلن بمغامرة جديدة مستقبلا.
واحدة من التجارب القوية بعالم العاب الرعب بهذا الجيل كانت لعبة “سايرن” على البلايستيشن3، اللعبة بالأصل هي نسخة مطورة من لعبة صدرت سابقا على البلايستيشن2 بنفس الأسم ومع ضم الكثيرين ممن عملوا على سلسلة سايلنت هيل لفريق التطوير، اللعبة قد تكون تجربة الرعب الأفضل هذا الجيل من حيث تقديم الرعب والشعور بالقلق مع الأجواء المظلمة والاحداث الغامضة، للأسف الشديد اللعبة فشلت تجاريا بشكل كبير وتم تحويل الفريق لتطوير لعبة اكشن على جهاز سوني المحمول القادم “فيتا”، وهنا سأضع سؤالا ماهي المشكلة؟ لماذا لم تنجح اللعبة؟ تسويق سوني السئ المعتاد لألعابها؟ أم أن ألعاب الرعب لم تعد مرغوبة من اللاعبين لرتمها البطئ؟
اللعبة التي أستطيع أن أصفها بالرابح الاكبر بهذا الجيل بمجال العاب الرعب هي “ديد سبيس” من اليكترنيك ارتس وفريق فيزرال جيمز، فكرة اللعبة وطريقة اللعبة مستوحاة بشكل كبير من سلسلة ريزدنت ايفل ولكن مع تبديل القصر والزومبيز للفضاء والوحوش الفضائية، اللعبة هي الوحيدة بهذا الجيل التي إستطاعت تقديم الرعب بشكل جيد مع أسلوب لعب ممتاو واخيرا تحقيق نجاح تجاري كبير وصل بالسلسلة إلى الجزء الثاني مع جزء ثالث قيد التطوير، مايعاب على اللعبة انها تحتاج للمزيد من الرعب ولكن يبدو أن فريق العمل سيكتفي بهذا القدر لأن المزيد منه للأسف قد يكون مضرا في ظل فشل العاب الرعب المتكرر على الصعيد التجاري.
بنظرة مجملة، العاب الرعب لا تعد تحقق النجاح التجاري مما جعل الشركات: إما بتغيير الخطة (ريزدنت ايفل) وإما بتقليل مصاريف المنتج (سايلنت هيل) وإما بالظهور الضعيف والنجاح المتوسط (فاتل فريم) وإما الفشل والإبتعاد (سايرن،آلن ويك) وكان النجاح لمنتج واحد فقط هذا الجيل (ديد سبيس)، هل نقدم واجب العزاء لعالم العاب الرعب؟ أم نشاهد عودة لهذا النوع من الالعاب كما عادت العاب القتال بعد فترة عصيبة وغير ذلك من انواع الألعاب الذي إندثر لفترة وعاد قويا بعد ذلك، هل تحتاج العاب الرعب إلى منقذ؟ أم هي نوعية من الألعاب شعر اللاعبون بالضجر والملل منها فتوقفت بها عجلة التطوير؟
مهما نختلف بالإجابة سنظل ننتظر لعبة الرعب القادمة، وحتى تصدر اللعبة التي تقدم لنا المعادلة الكاملة سنظل ننتظر.