للنجوم دلالات كثيرة، منها الشهرة والاشراق والتفوق، لكننا احتجنا في وقتٍ ما لأن نُعطي القمر حقه، وقد كان ذلك بلا شك عندما صدرت لعبة Ori and the Blind Forest الساحرة من فريق التطوير المستقل Moon.
حصرتها Microsoft لجهازها رفقة الحاسب، وأعادت ذلك الآن مع جزئها الثاني، لعبة Ori and the Will of the Wisps ستكون الجزء الجديد لهذه الرائعة التي حصلت مني شخصيًا على الكثير من الثناء رغم عيوبٍ بسيطة، يبدو أنها ستختفي هي الآخرى في هذا الجزء. اللعبة لن تصدر قبل العام المقبل، ومن الأكيد أنها ستُكمل أكثر من سنتين من التطوير المتواصل لأنها تحتاجها، طموح الفريق الذي ظهر أثناء العمل على الجزء السابق تضاعف ليصل تطلعات اللاعبين، واللعبة ممَا رأينا للآن في الطريق الصحيح.
التركيز الكبير في الجزء الأول من اللعبة كان على المنصات، رغم أنها احتوت أكثر من ذلك بلا شك، وعلى عكس المُنتظر من لعبة من هذا النوع، اللعبة حاولت أن تمتلك قصة مبنية على فكرة بسيطة، مع بعض المقاطع المُؤثرة، الفريق ينوي مُواصلة العمل على قصة الجزء الثاني بنفس الشكل، لئلا تكون شخصية اللاعب عبارة عن رسمٍ رقمي متحرك، وإنما شخصية محبوبة قادرة على إيصالٍ إحساسٍ للاعب، لهذا ستظهر في بيئة اللعبة شخصيات ثانوية، وبعض الشخصيات الُمرافقة والصديقة، منها طير البوم الصغير، الذي لا نعرف عنه الشيء الكثير، خدمة للقصة وأحداثها.
إن كان علينا فصل أساسيات اللعبة، فيُمكن أن نفعل ذلك بالحديث عن ثلاثة منها، عناصر الاستكشاف التي فُرضت على اللعبة لطبيعتها (ميترويدفينيا) ثم لدينا عناصر القتال، التي حُدثت بشكلٍ كبير، تم المنصات التي كان تركيز الجزء الأول كبيرًا عليها، هذه المرة لا يُوجد تفضيل لواحدة من هذه الأساسيات عن الآخرى، لذا تم العمل عليها كاملة للخروج بتجربة شبيهة بالجزء السابق، لكن بروحٍ جديدة.
القتال هذه المرة لم يعد بنفس السطحية، Ori الكائن الروحي قادر على استخدام عددٍ من أسلحة الطاقة (أسلحة تتشكل عن طريق طاقته السحرية) منها سلاح شبيه بالمطرقة، وآخر كالرمح، بالإضافة للقوس، الأول لإحداث ضرر كبير، الثاني لتوجيه هجماتٍ سريعة، والثالث لرمي العدو من بعيد. طبعا، هنالك عدد أكبر من الأسلحة، لا يُجبر اللاعب على استخدامها وإنما يُخيّر، ما يغير تجربة لاعبٍ عن آخر، كما أن اللعبة تحتوي استخدامًا لمجموعة من الهجمات السحرية التي تزيد أسلوب القتال عمقًا، وبالدمج بينها، يُصبح القتال سريعًا وسلسلا واستعراضيا في نفس الوقت.
المنصات مازالت تعتمد على القفز والانزلاق، إلا أن هنالك بعض الإضافات، الآن أصبح لشخصية اللعب خطاف للتشبث وكذا الانزلاق باتجاه الأعداء، ويبقى ممكنا أن يستخدم اللاعب أسلحته مع هذه الخاصية الجديدة. اللعبة ستعمل بالشكل الذي يريد اللاعب عن طريق اختيار الأسلحة والهجمات السحرية وكذا تطوير القدرات بالشكل الذي يُناسبه، وإن كانت له استراتيجية معينة كأن يطلق نوعًا من الهجمات في الهواء لأنه يراها أفضل مع نوعٍ معين من الأعداء، فله ذلك.
استكشاف العالم مهم، هنالك مهام ثانوية، مجموعة من الأسرار وأدوات لتطوير الشخصية، كلها مخبئة في أماكن مختلفة منه، شجرة القدرات ليست شجرة تقليدية متفرعة، لا تحتاج لتفعيل القدرة ألف للحصول على القدرة باء، إن احتجت قدرة تُمكنك من مضاعفة سرعتك، يُمكنك الحصول عليها مباشرة، اللعبة ستكون أسهل بطريقتها، أو على الأقل أكثر اتزانا، العالم متصل ومتشعب، لذا بمقدور اللاعب استكشافه والحصول على قدرات تُسهل عليه الوصول للهدف، إن علق اللاعب، فلا داعي للاستمرار في المحاولة، يُمكنه استكشاف العالم، تطوير مهاراته والعودة مُجددا. اللعبة لم تتخلى عن مراحلها التي تتطلب السرعة والتنويع بين القدرات لإنهاء المرحلة، وستعود هذه المراحل بتحدٍ أكبر، لمن لا يعلم عمَا نتحدث، فإننا نصف هنا المراحل التي يهرب فيها اللاعب من عدو ما أو شيء في البيئة سواء بشكلٍ عمودي أو أفقي، وإن تأخر لثوانٍ قليلة عليه إعادة المرحلة.
العالم الذي يحتوي أعداء اللاعب والشخصيات الصديقة واسع، وكما في الجزء السابق، كل بيئة ستكون مختلفة عن الآخرى، مع تحديات مختلفة، واللاعب سيكون بحاجة لقدرات معينة سواء للوصول إليها أو المرور عبرها والقضاء على الأعداء فيها، بعضهم مثلا يتطلب أن توُجه ضربات معينة لجهة معينة من أجسادهم، أو أن تتفادى الضربات بشكلٍ معين وتوجيه ضربة مباغتة، أو حتى البحث عن طريقة لإزالة دروعهم قبل التفكير في الهجوم، كلها إضافات لإعطاء العالم تنوعًا في الشكل ولكن بتأثير على أسلوب اللعب أيضًا.
عالم اللعبة مليء بالأعداء، وسيكون للزعماء الكبار ظهور أيضًا، اللاعب سيستفيد من قدراته الجديدة للوقوف ضدهم، ويُمكنه أن يُعول أيضًا هذه المرة على قدرات رفيقه الجديد، البوم الصغير. لم يتم الحديث عن كل شيء متعلقٍ بميكانيكية اللعب في الجزء الثاني من لعبة Ori، والقصة تبقى مجهولة بشكلٍ كامل، إلا أن الوعود كبيرة بأن تكون القفزة نحو الأفضل كبيرة جدًا بحيث تُلاحظ من الدقائق الأولى.
من المبكر أيضًا الحديث عن الجوانب الفنية في هذا العنوان، لكن لدينا فكرة عمَا يُمكن أن نتوقع، الفريق اختار ألا يُغير الكثير ويعمل مُجددا على لعبة برسوماتٍ ثنائية الأبعاد أقرب للرسم اليدوي، تم رغم ذلك تحسين الإضاءة وبما أن شخصية اللاعب كائن روحي مضيء، فإن انعكاس الضوء على كل شيء سيُضيف لمسة جميلة للعالم، الموسيقى قادمة من نفس النبع، لكن تيارها سيحمل تعديلات عديدة، بتواجد شخصياتٍ جديدة، عالم اللعبة أصبح أوسع، والمقاطع الموسيقية ستُرافق ذلك.
لعبة Ori and the Will of the Wisps عنوان طموح، ومتأكدون أنها ستكون تجربة مميزة وجميلة، تحمل معها الكثير من الأفكار المُجدِدة على ألعاب المنصات، وستبقى قابلة للعب بعد سنواتٍ من إصدارها، لكننا سنحتاج لأن ننتظر حتى العام المقبل، لنكون قادرين على مُشاركة Ori الصغير مغامرته الجديدة.