لم يكن لدينا توقعاتٌ كبيرة عندما وضعنا أيدينا على Dead Cells، و رغم ذلك فإن هذه اللعبة الحركية قد نجحت في خلق مفاجأة كبيرة لنا، فريق التطوير الفرنسي Motion Twins يخرج من العدم ليصنع واحدة من روائع الألعاب ثنائية الأبعاد، هلموا بنا إلى مراجعة هذه اللعبة و لا تتوقعوا شيئاً سوى المديح.

Dead Cells هي لعبة أكشن ثنائية الأبعاد، في بادىء الأمر دعونا نشرح لكم طبيعة اللعبة. ترتكز Dead Cells بالكامل على القتال، و يتم ذلك عن طريق نظامٍ يحمل استلهاماً واضحاً من ألعاب Souls العجائبية لمصممها الشهير ميازاكي، إلا أن Dead Cells لعبة سريعة للغاية و حتى أنها تُشجع تحطيم الأرقام القياسية (speedruns). ستتمكنون من استعمال سلاحين أساسيين أحدهما بزر X و الآخر بزر Y، كما سيكون بمقدوركم الحصول على سلاحين مُساعدين يتم استخدامهما عن طريق أزرار الكتف.

الأسلحة متنوعة للغاية، هناك أسلحة سريعة، هناك أسلحة تسبب النزيف للأعداء، و بالتأكيد هناك السيف الضخم الذي سيُمزق الأعداء إرباً و سيضخ الأدرينالين في عروقكم عند استعماله بفضل تحريكه الرائع. ليس هذا فحسب، بل تنحني اللعبة كذلك احتراماً لسلسلة Castlevania الشهيرة، و تُضيف سوطاً مثل ذاك الذي اشتهرت به عائلة البيلمونت. أسلحة اللعبة متنوعة العناصر، هناك عنصر النار، و عنصر الثلج المفضل لدينا و الذي يُجمد الأعداء لتطحنهم بعد ذلك، و هناك عنصر الكهرباء.

يتنوع القتال في اللعبة ما بين القتال البعيد و القريب، و قد استمتعنا بصورة هائلة في الخلط و التنويع بين الأسلحة، في أحد المرات قمنا باستعمال قوس يُطلق سهمين في آنٍ واحدٍ كسلاح أساسي، و قوسٌ يُطلق أسهم ثلجية، و استمتعنا كثيراً و نحن نُجمد الأعداء و نفتك بهم الأسهم بعد ذلك، دون أن نقترب منهم. تتنوع الأسلحة المُساعدة كثيراً أيضاً، فهناك قنابل (فقط انتظر حتى تستخدم القنبلة الثلجية و تُشاهد التأثير الرائع للجليد)، و هناك أفخاخ يُمكن زرعها على الأرض و الفتك بالأعداء.

إن الخلط بين الأنواع المختلفة من الأسلحة و العناصر هو جزء من المتعة الخارقة التي تقدمها هذه اللعبة، و هو يسمح لكم باللعب بالأسلوب الذي ترونه مناسباً. في حالة الخسارة سيخسر اللاعب كل شيء و يعود إلى نقطة الصفر كما هو الحال مع ألعاب rogue-lite الأخرى، ولكن تمهل عزيزي القارىء و لا تتوقف عن قراءة المراجعة! نعدك أن الأمر ليس سيئاً كما قد تظن، خلال اللعب ستحصل على العديد من المخططات للأسلحة و القدرات المختلفة، و عندما تقوم بفتحها عن طريق الخلايا (Cells) التي تجمعها، فإنها قد تظهر لك في دورات اللعب التالية سواء بصورة عشوائية أو كأدوات متاحة للشراء عند البائع، و سيكون هناك العديد من الطرق لزيادة فرصة حولك على أسلحة أو أدوات قوية عندما تعاود اللعب و بذلك لا يشعر اللاعب بأنه فقد كل شيء، و ستكون الفرصة أعلى للتقدم أبعد في المرات اللاحقة.

بالحديث عن نظام اللعبة، فهذه اللعبة تمتاز بالتوليد التلقائي للمراحل كما هو الحال مع الألعاب الأخرى من هذا النوع، و على الرغم من هذا فقد شعرنا بأن تصميم المراحل في غاية الروعة و الإتقان كما أنها لو كانت مُصممة يدوياً، هذا يعود لبراعة المطورين الذين قاموا بتخصيص المراحل و تمييزها عن بعضها البعض حتى لا تكون عشوائية بالكامل. هناك مراحل تمتاز بالتصميم المتشابك، و هناك مراحل تمتاز بالتصميم الأفقي أو العامودي، و بصورة عامة فإن كل مرحلة تمتلك ما يكفي من اللمسات الصغيرة لتمييزها عن غيرها، يا للروعة!

دعونا نتحدث قليلاً عن المنظومة الاقتصادية في Dead Cells، هناك الخلايا نفسها (Cells) و التي يُمكن الحصول عليها عند قتل الأعداء، يتم استعمال الخلايا بين المراحل لفتح القدرات أو الأسلحة الجديدة، و عند فتحها فهي تبقى بصورة دائمة، إلا أنه في حال الخسارة سيتم فقدان الخلايا التي جمعها اللاعب في تلك المرحلة. العملة الثانية في اللعبة هي القطع النقدية، و التي يتم جمعها عند اللعب بطرق عديدة منها قطع المجوهرات. هناك بائع يتواجد في مكانٍ ما في كل مرحلة و يبيع ثلاثة أسلحة، و يُمكن استخدام هذا المال لشراء أحد الأسلحة (أو جميعها) من البائع. حتى في حال الخسارة، هناك قدرة في اللعبة تسمح لكم بالاحتفاظ بالمال الذي جمعتموه، و بذلك فلن تخسروا كل هذا المال.

النقطة الأخيرة التي تتعلق باللعب هي مخطوطات القوة، و التي تختص بزيادة قدرات الشخصية، و هي مُقسمة إلى ثلاثة أنواع: العنف (باللون الأحمر)، النجاة (باللون الأخضر)، و التخطيط (باللون البنفسجي)، و تؤدي زيادتها إلى زيادة الضرر للأسلحة الأساسية أو الثانوية المرتبطة بهذا اللون، كما تؤدي إلى زيادة عداد الطاقة للشخصية الرئيسية، و هي الطريقة الأساسية لتقوية الشخصية عند اللعب. يُمكن العثور على هذه المخطوطات أثناء الاستكشاف في دهاليز المراحل المُتشابكة على غرار ألعاب المترويدفينيا.

دعونا نتحدث قليلاً عن الرسوم، تحمل Dead Cells معها بعضاً من أجمل الرسومات التي شاهدناها بلعبة 16-بت على الإطلاق، هناك اهتمام كبير بكافة التفاصيل من فريق التطوير الفرنسي Motion Twins، فقط شاهدوا بطل اللعبة و هو يركض مثل النينجا، أو وشاحه الأحمر الطويل الذي يذكرنا كثيراً ببطل كابكوم المحبوب سترايدر. تقدم اللعبة تفاصيلاً في غاية الروعة في كافة مراحلها، المرحلة الأولى تبدو قادمة لنا مباشرة من لعبة أمير بلاد فارس الكلاسيكية مع الهروب من الزنزانة أو السجن. عشاق كاسلفينيا على وشك الخصوص ستخفق قلوبهم بشدة عند تجربة هذه اللعبة، فقط شاهدوا تلك القلاع المهيبة وسط أضواء الغروب و الأعلام ترفرف أمام قُرص الشمس البرتقالي، أو تلك الجسور الخشبية الملقة فوق المياه. شاهدوا آثار تحطيم الأبواب الخشبية أو كومة العظام و الدماء الناجمة عن تهشيم تلك المخلوقات المتوحشة.

و لا تقل الموسيقي المبهرة جمالأ و طرباً للآذن عن الرسوميات، حيث تُقدم هذه اللعبة معها واحداً من أفضل الأعمال الموسيقية التي استمعنا إليها من بين جميع ألعاب هذا العام. تتنوع ألحان اللعبة فهناك ألحان ترتكز على الآلات الوترية مثل الجيتار، و أخرى تعتمد على آلات النفخ تبدو و كأنها قادمة مباشرة من أعماق الصين، و بالطبع فإن آلة الكمان لا تغيب عن لعبة تمتاز بأجوائها المُظلمة الكئيبة كهذه اللعبة. إن الملحن الفرنسي Yoann Laulan قد تفوق على نفسه حقاً في العمل الموسيقي المذهل الذي قام بإنجازه، و حتى أنه جعلنا نستمع إلى ألحان اللعبة على اليوتيوب مراراً و تكراراً! و حتى المؤثرات الصوتية حظيت بقدرٍ وافرٍ من الاهتمام، مثل صوت المطرقة المعدنية المدوي عند استعماله… بووم!

Dead Cells لعبة رائعة ستعلق في ذاكرتنا طويلاً، إذا كانت Celeste هي جوهرة ألعاب المنصات ثنائية الأبعاد هذا العام، فإن Dead Cells هي تحفة الأكشن التي ينبغي الحصول عليها. لم نتصور يوماً أن لعبةً تعتمدُ على التوليد التلقائي للمراحل و تُجبر اللاعب على العودة من البداية كُلّ مرّةٍ يُمكن لها أن تصل إلى هذا القدر من الروعة، و أن تستغل ما قد يراه البعض ضعفاً في ألعابٍ أُخرى، ليُصبح نقطة قوتها الكبرى.

قام الناشر بتوفير نسخة المراجعة من اللعبة لجهاز Switch قبل صدور اللعبة في الأسواق.