الرجل العنبكوت هو واحد من الشخصيات الأيقونيه والكلاسيكية بعالم القصص المصوره من شركة مارفل، ورغم ظهور هذه الشخصية بالعديد من العاب الفيديو عبر السنوات ولكنه لم يحصل على تلك “اللعبة” التي نذكرها كواحده من الألعاب القوية والمميزة على عكس غريمه من شركة DC Comic الرجل الوطواط “باتمان” الذي حصل على العاب مميزة كثيره بتاريخه، الأن بعد كل تلك السنوات من الإنتظار نحصل على لعبة أكشن جديدة لشخصية الرجل العنكبوت ومن فريق تطوير مميز “أنسومنياك” وبشكل حصري على منصة البلايستيشن4 التي تملك من العتاد مايكفي لتقديم مدينة نيويورك كما لم نراها من قبل، بعد ساعات طويلة من خوض اللعبة حان الوقت لمعرفة إن كانت هذه المغامره هي الأفضل للرجل العنكبوت أو المقياس هنا أعلى بمعايير تجعل اللعبة من أفضل العاب البلايستيشن4 ومن أفضل العاب الاكشن التي حصلنا عليها هذا الجيل، حان الوقت لنتعرف على الإجابة.
سبايدرمان يعود بهذه المغامرة بلعبة أكشن بمنظور التصوير الثالث، القصة هنا ليست مبنيه على أي قصة مصوره أو فيلم لهذه الشخصية ولكنها تدور بعالم مارفل وبشخصية بيتر باركر وهو بسن الـ23 عام و قد مضت 8 سنوات منذ حصوله على قدرات الرجل العنكبوت، اللعبة موجهة لمحبي هذه الشخصية بالمقام الأول وتقوم بشرح الاحداث بتسلسل جميل ولكن ليس بتفصيل كبير فمن لايعرف بعض الشخصيات مثل ماري جين وغيرها قد يجد نفسه ضائعا بعض الشيئ في بداية الأمر ولكن الامور تتضح بالاجزاء الأساسيه منها مع تقدم القصة، هنا يمكننا الإشادة كثيرا بما تقدمه هذه اللعبه من سرد قصصي مميز تجعلك تتحمس كثيرا لمعرفة ماهو القادم فيها ولا أكذب عليكم إن قلت بأن قصة اللعبة أعجبتني أكثر من أفلام هوليود الأخيرة لهذه الشخصية وبفارق كبير، ستواجد الشخصيات العدوه الشهيرة وأيضا ستلعب بشخصيات مختلفة بعيدا عن بيتر باركر “سبايدرمان” وهذا الأمر يعطي للعبه حبكة دراميه مميزة جدا.
حسنا لن أُسهب بالحديث كثيرا بقصة اللعبة لعدم رغبتي بحرق الأحداث فيها وأتمنى ان يستمتع القارئ بتلك القصة عند خوضه للمغامرة، لننتقل للحديث عن الجانب التقني بهذه اللعبة، لنبدأ أولا بالحديث عن الرسوميات والجرافيكس، بنظرة أولى لايمكنني القول سوى بأن مدينة نيوريورك لم تبدو بهذا الجمال بلعبة فيديو من قبل، التأرجح بالمدينه والإنتقال بين مبانيها يجعلك بحق تعيش دور شخصية سبايدرمان بأفضل صوره ممكنه، المميز جدا هنا ان إختلاف الاوقات يبرز هذه اللعبة بشكل أكبر فعند مشاهدة المدينة بالصباح هو أمر مختلف تماما عن منظرها بالمساء مع كل تلك الأنوار و الإضاءات و لابأس ببعض الرومنسيه عند مشاهدة المدينة بوقت الغروب و إنعكاس ضوء الشمس على المياه، مدينة نيوريورك تبدو “حيه” بشكل لم نشاهده بلعبة فيديو سابقا، كل تلك السيارات والشخصيات التي تمشي بالشوارع لاشك بأنك ستعيش الأجواء وكأنك جزء من هذا العالم، تأرجح سبايدرمان و القفز العالي فوق المباني و الـ”باركور” بشكل سلس جدا وبلا مشاكل تقنيه تُذكر تجعل هذه اللعبة رائعة جدا على مستوى الرسوم، إن كان هنالك إنتقاد بسيط فهو بتصاميم وجوه الشخصيات الذي لايقارن بألعاب صدرت للبلايستيشن4 على غرار جود اوف وور او انشارتد بهذا الوقت من عُمر الجهاز ولكن لابأس فالامر يظل جيدا ولن أشتكي كثيرا هنا.
أيضا على صعيد الصوتيات فيمكن إمتداح هذه اللعبة كثيرا، التمثيل الصوتي للعبة مميز جدا وحتى وانت تتأرجح بين مباني نيويورك ستسمع الكثير من الحوارات المختلفه من الشخصيات والتي تجعل الأجواء مميزة جدا بالإضافة للموسيقى التفاعلية التي تظهر مع الاكشن ومواجهة الأعداء وتزداد حددتها مع إزدياد قوتهم حتى تختفي مع هزيمة آخر عدو منهم، الموسيقى نفسها مناسبه جدا لأجواء لعبة سبايدرمان وهي واحده من نقاط القوى بهذه اللعبة بلاشك، على الصعيد التقني إجمالا هذه اللعبة مميزة جدا ويبقى أن ننوه بأنني لم أجرب خوض المغامرة بالدبلجة العربية لكوني قمت بتحميل اللعبة من متجر البلايستيشن4 الأوروبي ولم يكن معها دبلجة عربية ولم أتمكن بأي طريقة من الحصول عليها لاحقا، إن آردت أن أكون حريصا جدا لذكر حتى أقل العيوب فهنالك بعض المشاكل التي نراها بشكل محدود من تداخل الأجسام وهي نادره جدا ولم آراها سوى بمشهد سينمائي واحد وقد تكون من الأشياء التي سيتم تعديلها بتحديث اليوم الأول.
لنتحدث الان عن أسلوب اللعب، لعبة سبايدرمان هي بالمقام الاول لعبة أكشن بالمنظور الثالث، تتحكم هنالك بمعظم اللعبة بشخصية سبايدرمان الذي يملك العديد من القدرات المختلفة، لعل أهمها بلاشك القتال اليدوي ومواجهة الأعداء وهنا تقدم اللعبة نفسها بشكل ممتاز، فالقتال اليدوي جدا ممتع عند خلطه مع قدرات الرجل العنبكوت المتنوعه، فلايوجد أجمل من ضرب العدو بالركلات واللكمات قبل ان تستخدم الشباك لترمي به أو لتنفيذ ضربه نهائيه له أو بإستخدام كافة طلقات الشبكة المختلفه والمتنوعه مابين المتفجره والكهربائيه ومايمكن إستخدامها كطعم للأعداء أو كلغم أيضا، هنا سنفتح الحديث على إمكانية تطوير القدرات، فكلما قمت بالمهمات الرئيسيه والجانبية ستحصل على النقاط التي تتيح لك تطوير شخصية سبايدرمان سواء بالعتاد أو المهارات او حتى البدلات المتنوعه، بإمكانك إنهاء اللعبة كاملا دون الحاجة للقيام بذلك فالمهارات الضروريه لإنهاء اللعبه ستكتسبها دون الحاجة للحصول على نقاط الخبره ولكن إن آردت الحصول على سبايدرمان خارق وقادر على تنفيذ العديد من الكومبوهات “الضربات المتتاليه” وهزيمة كم أكبر من الأعداء بسرعه كبيرة فعليك هنا إنجاز المهام الجانبية.
المهام الجانبية متنوعه بشكل كبير بفكرتها ولكن غالبيتها ممل حقيقة وسيشعرك بالتكرار مع تقدمك باللعبه وخصوصا في ظل مواجهتك لنفس الأعداء عادة وبنفس الفكره بكل مره، في بعض الأحيان سيتوجب عليك المواجهة المباشرة معهم او محاولة التخفي والتسلل أو مهمات جانبية مختلفة تماما كمثلا محاولة جمع “العينات” للتلوث البيئي او حل بعض الألغاز المرتبطة بعمل بيتر باركر بالمعمل أو جمع حقائب سبايدرمان المنتشره بعالم اللعبة أو حتى محاولة إيجاد أثار تركتها لك شخصية أخرى من الشخصيات الشهيرة بعالم سبايدرمان ويصل الأمر لمحاولة جمع “الحمام” في ظل رغبة أحد هواة تربية الحمام بالبحث عن حماماته الضائعه ولكن نظرا لحالته الصحيه فلا يقدر على ذلك وعلى سبايدرمان تنفيذ المهمة، المهمات الجانبية هي الأمر الذي يعطي اللعبة قيمة كبيرة لمحبي التجميع والإستكشاف للحصول على كافة قدرات سبايدرمان المتنوعة والحصول على كافة الأدوات و الازياء وغيرها.
لنواصل الحديث عن أسلوب اللعب، بإمكانك من خلال المغامرة التوجه مباشرة لتنفيذ المهام الرئيسية المخصصه للقصة والتي تنتهي عادة بمشهد قتال مع أحد الزعماء يختلف من كونه “سينمائي” بتارة حيث يتوجب عليك ضغط الزر المناسب بالوقت المناسب أو الـQTE أو بمواجهة الزعيم بمعركة قتالية بينكم تعتمد غالبا على محيط القتال و المكان الذي تدور فيه القصة، اللعبة ليست صعبة بمجملها ولكن يميزها كثيرا المتعه التي تقدمها فالتأرجح بمدينة نيوريورك جدا مسلي وكلما تأرجحت مابين المناطق المختلفه ستحصل على مهام غير متوقعه لأنجازها ومنها على سبيل المثال محاولة منع عملية سطو مسلح على متجر ما ومساعدة الشرطة أو مساعدة الركاب على النجاة من حادث سيارة وغيرها وكلها مهام جانبية ستقوم بها بينما تحاول الوصول لمنطقة المهمة الرئيسية لمواصلة قصة اللعبة او بإمكانك تجاهلها تماما والمُضي بمهمتك الرئيسيه فقط.
يمكنني حقيقة إمتداح فريق التطوير بشكل كبير عبر ماقدمه بهذه اللعبة فهي تحاكي شخصية سبايدرمان بأفضل شكل ممكن من حيث أسلوب اللعب، فالقتال مسلي جدا وخصوصا عند تطويرك لقدرات الشخصية و إبتكارك لطرق مختلفة لخوض التحديات، وهنا نتحدث عن عيب باللعبة بكون ضعف تنوع الأعداء وطريقة مواجهتم يجعل الأمر رتيبا بعض الشيئ مع تقدمك باللعبه، على الأقل ستستمع بتجربة كافة حركات سبايدرمان المختلفة ولكن الأعداء لايقدمون تنوعا كبير بتصرفاتهم فيبدو الأمر مكررا بشكل كبير، بالتأكيد ذلك لايقلل من جودة ماقدمه فريق التطوير بأسلوب اللعب، فالقتال مميز جدا وكذلك طرق إستخدام قدرات سبايدرمان المختلفة والتنقل بالمدينه التي تنبض بالحياه و بأكشن متواجد بكل شبر منها.
مغامرة سبايدرمان الجديدة لاتقدم معها أي اطوار للعب الجماعي، ولكن تقدم معها قيمة كبيرة جدا للاعبين، فإن آردت الحصول على كل شيئ بهذه اللعبة ستقضي ساعات طويلة بخوضها بلاشك، ولكن إن آردت خوض اللعبة لمتابعة القصة فقط وإنجاز المهام الرئيسية فتقريبا ستحصل على لعبة أكشن تقدم لك أكثر من 15 ساعه من اللعب “لايوجد مقياس للوقت باللعبه لمعرفة ساعات اللعب الفعليه وفقط هنالك نسبه مئويه توضح لك ماتم إنجازه”، يمكنني القول بأن اللعبة للحصول على كل شيئ فيها قد تستغرق من اللاعبين قرابة الـ50 ساعه من اللعب وهو بلاشك رقم كبير للعبه من هذا النوع، بقى القليل للحديث عنه هنا، هنالك الكاميرا التي يمكن إستخدامها باللعبه في بعض الاحيان لإنجاز مهمات معينه أو لتصوير المعالم الشهيرة بالمدينة التي تسهل عليك لاحقا طريقة التجول بالخريطة بإستخدام تلك المعالم.
من المميز جدا بهذه اللعبة بكونها ليست فقط لعبة “سبايدرمان” فهي تعطي دور البطولة لشخصيات أخرى ستخوض بها بعض فصول القصة بشكل رائع، آخر مايمكنني قوله بأن التأرجح بين مباني نيويورك لم يكن بيوم أجمل من هذه اللعبة ولم تقدم لعبة سابقة لشخصية خارقه هذا الكم من التميز بأسلوب اللعب والسرد القصصي الممتاز، لاشك أن لعبة Marvel’s Spider-Man هي واحده من الألعاب المميزة بمكتبة البلايستيشن4 والتي سيستمتع بها محبوا الشخصية بالمقام الأول و أيضا محبوا العاب الاكشن بشكل عام.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة جهاز البلايستيشن4 تم توفيرها لنا من قبل ناشر اللعبة.
