لقد كان هذا الجيل مصدر شؤم لشركة كونامي، فمنذ رحيلها عن أيام PS2 الذهبية و هي لم تستطع حتى الآن إيجاد التوازن المطلوب في ألعابها الخاصة بكرة القدم. الأعوام الماضية كانت عبارة عن سلسلة من خيبات الأمل، ينتظر فيها اللاعب كل مرة صدور النسخة الجديدة من PES متأملا تلك التغييرات الرائعة التي ستعيد اللعبة الى قمة توهجها من جديد. لكن النتائج كانت غريبة، و كأن اللاعب يسأل نفسه أين أمضت كونامي تلك الشهور السابقة، و ما كان توجههم في تطوير و تفادي عيوب اللعبة. إنها سنة أخرى، و نسخة جديدة من PES، وعود جديدة من كونامي و ترقب حذر من الجماهير، فكيف كانت النتائج في عام 2012؟ لنبحر معا في هذه المراجعة الخاصة لنرى ما ينتظرنا اليوم.
التقديم و العربية!
بعد سنوات من الإنتظار قامت كونامي بإضافة اللغة العربية للعبة، وسط استغراب كبير من الجماهير، و ذلك لتأخر التعريب الرسمي بشكل كبير رغم أن PES تعتبر أشهر لعبة في تاريخ اللغة العربية. ما يزيد الأمر غرابة هو أن اللعبة خلال السنوات الماضية حصلت على الكثير من التعريبات الخاصة من قبل هواة، فهل يعقل أن كونامي لا تستطيع تنفيذ ما تمكن منه الهواة؟ عموما المهم هو أن اللعبة أخيرا حصلت على اللغة العربية و حصل جمهورها هنا على إعتراف كونامي، رغم أن الفرحة لم تكتمل و ذلك فقط بسبب مجهودات متفوقة في لعبة أخرى غير غريبة عليكم. حسنا اللغة العربية كما كان متوقعا تحتوي بعض الأخطاء الناتجة عن ترجمة مباشرة من اللغة الإنجليزية، و أستغرب من كونامي عدم إدخال أشخاص ذوي إطلاع على عملية التعريب، خصوصا أولئك المتابعين لكرة القدم و مصطلحاتها. أيضا يبدو الخط العربي ليش بشكله الأفضل، و هناك مشاكل لإتجاه الكلمات و غيرها، لكن هذا فقط جزء من طريقة التقديم في اللعبة بشكل عام.
لا زالت كونامي مصرة على أسلوب القوائم السابق، و هو خيار غريب و ليس الأفضل خصوصا مع التجربة و الإستخدام. اللاعبين قد حصلوا على نماذج جديدة، و هنا يبدو بعض اللاعبين بشكل متقن جدا، بينما البعض الآخر يبدو بعيدا عن الواقعية، لكن اليس هذا الحال مع كل الألعاب الرياضية؟ أثناء اللعب الرسوميات تبدو أفضل من أي وقت مضى، حيث أصبحت حركات اللاعبين أكثر واقعية حسب وضعيتهم و حالة الكرة. حتى حركة اللاعبين أصبحت أكثر سلاسة، تم التخلص من الكثير من التحركات التي تجعل اللاعب يبدون كرجال آليين، لكن لم يتم إتقان كل شيء بعد، فركضة اللاعبين تبدو في بعض الوضعيات غير طبيعية. اللعبة أيضا تقصر كما اعتادت كل سنة من ناحية الأسماء الرسمية و الحقوق الخاصة، نعم هناك دوري الأبطال الأوروبي و هناك حقوق لفرق أوروبية كبيرة مثل مدريد و برشلونة و انتر ميلان، لكن ما تفتقده اللعبة أكثر من ذلك بكثير.
الكرة الهجومية
ربما رأى البعض منكم عروض الفيديو التي تشرح تطور الذكاء الإصطناعي للاعبين، و التي يفترض منها أن تجعل تحركات اللاعبين بلا كرة أفضل و محاكية بشكل أكبر لما يحدث في الواقع. حسنا، هذه كانت مميزة من جانب و مخيبة من جانب آخر. الطرف المميز كما رأيت هو الجانب الهجومي، ستجد لاعبيك يفتحون الملعب بشكل افضل من الإصدارات الماضية، و هذا سيجعل دفاع خصمك يرتبك و يتشتت. ربما هذا هو الجانب المظلم من هذه الميزة، فهي فضلت الهجوم على الجانب الدفاعي، لقد أصبح للهجوم تفوق على الدفاع بشكل واضح، و يستطيع الخصم الوصول الى مرماك بسهولة من كل الإتجاهات. ربما هذا يعبر عن أحد خصائص هذه اللعبة من فترة طويلة، و هي أنها تميل الى الجانب الأركيدي، حيث تجعل اللاعبين يستمتعون بتسجيل الأهداف الكثيرة عوضا عن محاولة محاكاة مباراة حقيقية.
مما يدعم هذا المنطلق أيضا هو وجود اللاعبين “السوبر” كالعادة في اللعبة، إن كان لديك ميسي أو رونالدو ستتمكن من إختراق 4 أو 5 مدافعين بدون مجهود يذكر، و هذا يصبح أعظم إن تمكنت من تنفيذ بعض مهارات اللعبة. من المفترض أن الإحتكاك و التصادم و محاولة القتال على الكرة سينتج عنها تخليص المهاجم و رد الهجمة. لكن المحرك الفيزيائي لا زال عشوائيا في اللعبة، ستجد أنك تحاول قطع الكرة و لكن المهاجم يمر منك بشكل غير منطقي، و هذا سيحدث حتى لو لم يكن اللاعب من الطراز المهاري.
اترك التفكير على اللعبة
الفقرة التالية سأتكلم عن قطعة نقدية معدنية، تملك وجهين مختلفين تماما. أنا أتحدث هنا عن نظام اللعب و كيف يتم تنفيذ الأوامر فيه. لنأخذ التمريرات على سبيل المثال، مما يهمني كثيرا في ألعاب كرة القدم هو دقة التمريرات، و وصول الكرة للاعب الذي أردته فعلا، و هذا جزء من أن تصبح محترفا في اللعبة. بالتأكيد عندما يعود الأمر لإختياري، فهو معرض للخطأ و الصواب، لكن في PES يبدو أنهم أرادوا أن يكون الصواب هو الرائج. عندما تحاول تمرير الكرة في PES للاعب معين، فتضغط زر X و توجه عصا التحكم اليسرى في اتجاهه، ستجد أحد أمرين سيحدث، إنا أن يتم توجيه الكرة حقا و تصل للاعب، أو في الخيار الآخر و هو في حال كان اللاعب ليس تحديدا في الإتجاه اللذي اخترته أنت، فستجد أن من يملك الكرة سيستدير و يمررها لأقرب لاعب متوفر له. عندما رأيت ذلك أحسست بالتوهان، و كان الأمر مزعجا بذهاب الكرة الى مكان لم أرغبه إطلاقا. علمت حينها أن هذه تمريرات ساعدني فيها الكمبيوتر، و هذا عن طريق خاصية Assisted. دخلت حينها الى الخيارات و خفضت قيمتها من 4 الى 0، أملا أن يصبح لدي تحكم كامل في إتجاه التمريرات حتى لو اخطأت. هذا عالج الأمر كثيرا، لكن في النهاية بقيت التمريرات غير دقيقة و لا تصل فعلا للاعب الذي رغبت فيه.
حتى في التسديد هناك أمر مشابه، فلعبة PES تحاول أن تجعل اللعب سهلا و متاحا للجميع، لكن بالنسبة للاعب يبحث عن الإحترافية، سيكون هذا أمرا مزعجا. لقد استطعت تسجيل الأهداف بسهولة، حتى بلاعبين لم يعرف عنهم دقة التسديد، احتمالية وصول كرتك بين العوارض الثلاثة تقريبا كبيرة جدا. حتى في حال تقدمي الى داخل منطقة الجزاء، فجزء من المتعة هو اختيار المكان الأفضل لتسدد اتجاهه، لكن هنا و في هذه اللعبة كل ما علي هو ضغط زر X بنصف قوتي و سأجد اللاعب وضع الكرة في التسعينات.
قد تكون لك
ماذا تبحث في لعبة كرة قدم؟ هل تبحث عن لعبة تتعلمها بسرعة و تتيح لك تنفيذ المهارات بسهولة؟ برو ايفولوشن لعبة كرة قدم أركيدية سريعة، تعتمد على إمتاع اللاعبين بمباريات سريعة الرتم و كثيرة الأهداف. لكن إن كنت تبحث عن لعبة أكثر واقعية و تعتمد على تكتيك أكثر و دفاع أكثر إحترافية، إذن قد تخيب ضنك اللعبة من هذه النواحي. برو ايفولوشن قدمت تغييرات ممتازة و مطلوبة، و ربما تكون أفضل نسخة نشهدها من اللعبة في جيلنا الحالي، لكنها لا زالت تفتقد الى مجموعة من الخصائص و المقاييس التي وصلت اليها ألعاب كرة القدم حاليا.