Super-Mario-Party

منذُ ان رأينا جهاز Nintendo Switch للمرة الأولى و نحن نرغب في الحصول على لعبة Mario Party مُخصصة له. لعبة الحفلات الأكثر تسلية و متعة تصل أخيراً بعد أن انتظرناها طويلاً، و ها نحن نُراجعها لكم بمشاعر مختلطة.

لنسلّط الضوء أولاً على هذه السلسلة، في الحقيقة فإن سلسلة Mario Party بدأت بتعاونٍ مُشترك بين شركتي ننتندو و شركة Hudson Soft اليابانية، الشركة ذات التاريخ العظيم في عالم الألعاب و التي سبق لها تحقيق النجاح في سوق الأجهزة المنزلية مع جهاز PC Engine الذي نافس جهاز العائلة Famicom بصورة بارزة في اليابان قبل أن تخرج من هذا السوق الصعب لاحقاً.

Hudson Soft صنعت لننتندو مع Mario Party على جهاز Nintendo 64 أحد أروع السلاسل التي حملت اسم السبّاك الإيطالي سوبر ماريو، و استغلّت دعم أجهزة ننتندو لأربعة أيادي تحكم لتُقدم لعبة جماعية في غاية الروعة. حصلت السلسلة على ثلاثة أجزاء لهذا الجهاز و من ثم حصلت على أربعة إصدارات أخرى لجهاز ننتندو المُكعّب GameCube، و في الحقيقة فإن مستوى السلسلة قد بدأ يتراجع مع كثرة الإصدارات و تكرار بعض الأفكار نسبياً حتى صدر الجزء الثامن على الوي و الذي كان خيبة أمل كبيرة بالنسبة لنا مع مستوى ضعيف للألعاب المصغرة التي هي روح و جوهر ألعاب ماريو بارتي.

للأسف تعثرت Hudson Soft كثيراً لتستحوذ عليها شركة كونامي لاحقاً و من ثم لتقوم بإغلاقها و لينتهي تاريخ واحدة من الشركات العظيمة في عالم الألعاب. سلسلة ماريو بارتي عادت من جديد بعد ذلك مع فريق التطوير ND Cube الذي تم تكليفه بمواصلة تطوير السلسلة، و الحقيقة أن العديد من موظفي Hudson Soft السابقين قد انضموا إلى ND Cube و من ضمنهم Shuichiro Nishiya مُخرج السلسلة منذ الجزء السادس. Mario Party 9 هي أولى ألعاب الفريق و مع أنها تخلّت عن طريقة التحرك الأساسية على رقعة اللعب مما أثار غضب جماهير السلسلة إلا أنها كانت واحدة من أروع إصدارات السلسلة، و قد قضينا عليها ساعات عديدة و كثيرة مع الرفاق و حظينا بالكثير من اللحظات الجنونية.

Super Mario Party تعد بالعودة إلى جذور السلسلة و تتخلص من طريقة اللعب التي تواجدت في الأجزاء التاسع و العاشر. حسناً، لنبدأ بتوضيح فكرة اللعبة الأساسية، في هذه اللعبة يقوم كل لاعب بانتقاء أحد الشخصيات من عوالم ألعاب سوبر ماريو و تحريك هذه الشخصية على رقعة لعب عن طريق حجر النرد، الهدف هو الوصول إلى المكان الذي تتواجد فيه النجمة على الخريطة و شراء هذه النجمة قبل بقية اللاعبين. عندما يقوم اللاعبون الأربعة بتحريك شخصياتهم تبدأ بعد ذلك لعبة مُصغرة (واحد ضد ثلاثة، أو اثنين ضد اثنين، أو منافسة رباعية) و الهدف هو الحصول على العملات النقدية التي تُمكن اللاعبين من شراء النجوم و شراء الأدوات المختلفة على رقعة اللعب، و من يتمكن من جمع أكبر قدر من النجوم بعد عدد محدد من دورات اللعب هو الفائز.

مرحباً بكم يا أصدقاء
مرحباً بكم يا أصدقاء

حسناً سنبدأ في الانتقاد مباشرة هذه المرة قبل أن نواصل الحديث عن طريقة اللعب. نود أن نقول بأن سوبر ماريو بارتي تُعاني من مشكلة حقيقية في طريقة اللعب المُبسطة مقارنة بالأجزاء السابقة، اللعبة سخيّة للغاية مع اللاعبين في توزيع العملات النقدية مما يُقلل من الشعور بالإنجاز عند الحصول عليها و يُخفف من حدة التنافس بين اللاعبين و هذا أمر مؤسفٌ حقاً، سوبر ماريو بارتي هي لعبة تُريد أن تجعل جميع اللاعبين سعداء إلا أننا كنا نستمتع بهذه السلسلة للدرجة القصوى عندما تكون المنافسة مليئة بالنذالة و سرقة الفوز من الآخرين و كان هذا يتسبب في لحظات لا يُمكن نسيانها.

اللعبة متساهلة للغاية، مستوى الصعوبة Normal هو بمثابة Very Easy في ألعاب أخرى و حتى أننا ننصح باللعب فقط ضد Very Hard إن لم يكن هناك شركاء للعب، و حتى مستوى الصعوبة Very Hard ليس حقاً بتلك الصعوبة و لا يصعب التغلب عليه في الألعاب المصغرة، إلا أن هناك مستوى صعوبة إضافي سيتمكن اللاعبون من فتحه مع الاستمرار في اللعب. رقع اللعب باتت أصغر حجماً من أي وقتٍ مضى و هو أمر يصعب فهمه، ربما رغبت ننتندو بتقليص فترة اللعب و أخذت في الحُسبان الطابع المحمول للجهاز في وضعية Table top mode، إلا أنها أيضاً أقل عدداً من الأجزاء السابق حيث أنها أربع فحسب. و على أية حال فإن الألعاب المُصغرة أيضاً أصبحت أقصر من السابق و أقل إشباعاً، فبعد أن كانت تمتد لدقيقة كاملة في الأجزاء القديمة، أضحت الآن نصف دقيقة فحسب و ذلك منذ الجزء العاشر على جهاز ننتندو Wii U.

حسناً، رغم إحباطنا الكبير من تبسيط اللعب بهذه الصورة إلا ان هذا لا يعني أن سوبر ماريو بارتي لعبة دون المستوى، اللعبة تتألق كثيراً على صعيد الألعاب المصغرة و تحافظ على مستواها المرتفع في تقديمها و هذا أمرٌ رائع. سوبر ماريو بارتي هي واحدة من أكثر الألعاب التي استغلّت مزايا أداتي التحكم جوي-كونز أيضاً (يتم اللعب عن طريق استخدام أداة جوي-كون واحدة فقط لكل لاعب)، و يُمكننا أن نؤكد أن التحكم الحركي كان دقيقاً بما فيه الكفاية للعب التنافسي، كما أن هناك بعض الألعاب المُبتكرة التي تعتمد على خاصية الاهتزاز HD Rumble أيضاً. واحدة من الألعاب المصغرة التي راقت لنا كثيراً هي لعبة أشبه بكرة الريشة، إلا أن ما يقوم اللاعب بضربه على المنافس هو قنابل متفجرة، و هناك لعبة أخرى أضحكتنا كثيراً يتحكم فيها ثلاثة لاعبين بسرطان البحر و يحاولون ضرب اللاعب المنافس بالمطارق الخشبية.

تتميز الشخصيات في سوبر ماريو بارتي عن بعضها البعض بامتلاكِ كُلّ منها لحجر نرد مُميز يختلف عن الباقين، و على سبيل المثال فإن حجر النرد الخاص بالشبح Boo يمتلك رميتين بالرقم 0 و يمتلك رميتين بالرقم 7 مما يجعل الاختيار بين النرد العادي أو الخاص بالشخصية أمراً يتطلب بعض التفكير و يحتوي على بعض المُخاطرة. تحصل اللعبة أيضاً على ميزة جديدة لم تتواجد في الأجزاء السابقة و هي وجود شخصياتٍ مُساعدة غير قابلة للعب، هذه الشخصيات ستقوم بمنحك حجر النرد المميز الخاص بها و ستتحرك معك على رقعة اللعب، و يُمكن لها أن تساعدك عند رمي النرد لتحصل على خطواتٍ إضافية، و حتى أنها تستطيع أن تُساعدك في بعض الألعاب المصغرة أيضاً!

هذه اللعبة تحتوي على العديد من أطوار اللعب، هناك الطور الأساسي Party Mode الذي تحدثنا عن طريقة اللعب الأساسية فيه، و هناك طورٌ جديدٌ هو Partner Mode، و في هذا الطور ينقسم اللاعبون إلى فريقين يتشاركان في حجر النرد و النقود و يتنافسان ضد بعضهما البعض. هذا الطور يقوم بإجراء تعديلات على طريقة اللعب الأساسية و يسمح بالتحرك في كافة الاتجاهات دون عوائق، و قد حصلنا على الكثير من المتعة في هذا الطور التنافسي و حتى أنه كان أكثر متعة بالنسبة لنا من طور Party Mode، هذا الطور يمتلك الحدة الكبيرة في التنافس بين اللاعبين و التي نرى دائماً أنها أحد أهم نقاط القوة لدى ألعاب ماريو بارتي.

تُقدم اللعبة المزيد من الأطوار الجديدة، هناك طور River Survival و هو يستبدل رقعة اللعب المعتادة بالتجذيف في النهر، على اللاعبين النجاة و الوصول إلى النهاية عن طريق التجذيف و الألعاب المصغرة تمنح وقتاً إضافياً لمواصلة اللعب، هذا الطور تعاوني بالكامل و هو يختلف بذلك عن الأطوار التنافسية الأخرى الموجودة في اللعبة. كذلك لدينا طورٌ جديدٌ آخر هو Sound Stage، هذا الطور يضم مجموعة من الألعاب المصغرة التي تعتمد على الإيقاع الموسيقي، الألعاب المصغرة الموجودة في هذا الطور تبدو مشابهة لنا بألعاب Rhythm Heaven و Wario Ware و هي ممتعة و إن كنا لا نرى بأننا سنلعبها كثيراً. من الجدير بالذكر أن الألعاب المصغرة الإيقاعية أو التعاونية ليست ضمن الألعاب التي يتم اختيارها في أطوار الحفلات.

رقع اللعب أصغر من أي وقتٍ مضى
رقع اللعب أصغر من أي وقتٍ مضى

أخيراً لدينا طور Minigames لعشاق التحديات و الألعاب المُصغرة، في هذا الطور يُمكنكم خوض المنافسات الحرّة عن طريق اختيار أي لعبة مصغرة و اللعب بها مباشرة، أو الدخول في سلسلة منافسات من 5 ألعاب مصغرة متتالية لتحديد الفائز، هذا الخيار متواجد أيضاً للعب عبر الشبكة، و نحن نرى أنه مناسب لذلك. ربما ينتقد بعضُ اللاعبين عدم إتاحة طور الحفلات للعب الجماعي، إلا أننا لا نعلمُ حقاً كيف يُمكن توفير اللعب الجماعي لدورة لعب قد تتجاوز الساعة أو الساعتين، و في حال انقطاع الاتصال أو الخروج المتعمد من أحد اللاعبين فإن هذا قد يكون مستفزاً للغاية لبقية اللاعبين، و لذلك نعتقد أن توفير الألعاب المصغرة للتحديات الجماعية قد يكون خياراً أفضل بالفعل.

يأتي مستوى التقديم في Super Mario Party متوسطاً و لا يصل إلى تألق ألعاب مثل Super Mario Odyssey أو Mario + Rabbids على صعيد الرسوم و الإكساء إلا انها تفي بالغرض مع الكثير من الألوان الزاهية، و لا يوجد الكثير لنتحدث عنه فيما يتعلق بالموسيقى، اللحن الأساسي جذاب و هناك الكثير من الألحان المرحة كما هو متوقع من لعبة تحمل اسم سوبر ماريو، إلا أنك ستنساها سريعاً بعد انتهاء اللعب.

نُنهي هذه المراجعة و نحنُ نشعرُ بمشاعر متضاربة تجاه Super Mario Party، هذه اللعبة كان يُمكن لها أن تكون الأفضل و الأكثر تنوعاً في السلسلة، إلا أن التبسيط الزائد لرقع اللعب خفف من حدة المنافسة التي نُحبها في ألعاب ماريو بارتي. رقع اللعب مخيبة للآمال إن كان على صعيد العدد أو التصميم، و لا تبدو حافلة بالمفاجآت و الأفكار المثيرة مثل الأجزاء القديمة، و على الرغم من ذلك فإن ماريو بارتي لا زالت مبتكرة و لا زالت قادرة على تقديم كوكبة من الألعاب المصغرة الرائعة. Super Mario Party هي لعبة فريدة من نوعها و ليس لها بديل على جهاز Nintendo Switch، و هي واجبة الشراء لكل من يُحب اللعب الجماعي مع العائلة أو الأصدقاء.

تمت مراجعة هذه اللعبة على جهاز Nintendo Switch بعد أن قُمنا بشرائها بأنفُسنا.

شارك هذا المقال
Super Mario Party
تشكيلة رائعة من الألعاب المصغرة الممتعة، العديد من أطوار اللعب المنوّعة، استغلال كافة مزايا أداة التحكم جوي-كون من تحكمٍ حركي و اهتزاز، تمييز الشخصيات عن بعضها البعض عن طريق منح حجر نردٍ خاصٍ لكل منها.
رقع اللعب أقل من الأجزاء السابقة عدداً و أضعف تصميماً، اللعبة متسامحة للغاية و تقلل من حدة التنافس و التوتر بين اللاعبين و من الصعب أن تنقلب النتائج فيها بصورة دراماتيكية مثل الأجزاء السابقة.
كان يُمكن أن تكون سوبر ماريو بارتي أفضل أجزاء السلسلة لو أنها نجحت في تقديم التجربة الدرامية في الحفلات مثل الأجزاء السابقة، لكن التبسيط الزائد لرقع اللعب و التساهل مع اللاعبين هي أمور كان من شأنها أن تحطّ من قدر التجربة النهائية.
تاريخ النشر: 5-10-2018
طورت بواسطة: Nintendo
الناشر: Nintendo