مضت 20 عام منذ صدور لعبة ريزدنت ايفل2، الجزء الثاني لسلسلة العاب رعب البقاء الشهيرة من شركة كابكوم لجهاز سوني المنزلي البلايستيشن الأول ومنذ ذلك الوقت والجماهير تُطالب بحصولنا على ريميك لتلك اللعبة الكلاسيكية والتي تُصنّف كواحده من أفضل الألعاب ليس فقط بتصنيفها ولكن على مستوى كافة التصنيفات ولاشك أن التخوف كان موجودا لمرور كل ذلك الوقت منذ صدور النسخة الأصلية وخروج العديد من الأسماء التي قدمتها لنا من كابكوم والأن حان وقت مراجعة ريميك لعبة ريزدنت ايفل2، هل إستطاعت كابكوم حقا ان تقدم لنا الريميك كما يجب؟ هل قدمت اللعبة نفسها مع كافة الإختلافات فيها بشكل جيد؟ هل خرجت لنا اللعبة “وفيه” لمحبي اللعبة الكلاسيكية و مناسبة للجيل الحالي؟ اليوم نتعرف على إجابة كافة هذه الأسئلة عبر مراجعتنا للعبة.
سأتحدث أولا عني شخصيا وعلاقتي مع سلسلة العاب ريزدنت ايفل التي أحبتتها منذ لعبتها الأولى ولكن الجزء الثاني منها يعد واحده من أفضل التجارب التي خضتها بصناعة العاب الفيديو ولذلك كنت متخوفا جدا فيما ستقدمه لي كابكوم بهذه اللعبة، تغيير نظام اللعب بالكامل لكاميرا ماخلف الكتف بدلا من الكاميرا الثابته وتغييرات القصة ونظام اللعب عموما كلها أشياء تجعلني أشك بما ستقدمه كابكوم ولكن يمكنني القول وبعد إنهاء اللعبة بالقصتين التي تقدمها بأنني عشت مع هذه اللعبة تجربة رائعة جدا، بإمكاني إختصار المراجعه منذ هذه الفقرة لأقول بأن كابكوم تفوقت على نفسها بهذا الريميك وقدمت لنا لعبة ممتازة بالكثير من عناصرها ستجعل المحبين السابقين و الجديدين على السلسلة سعداء بهذه التجربة.
إذا لنبدأ الحديث بإسهاب حول اللعبة نفسها بعيدا عن تاريخي مع السلسلة، سابقا عندما قدمت لنا كابكوم ريميك الجزء الأول من السلسلة حاولت كثيرا أن لاتغير بالأساسيات بتقديم لعبة بالكاميرا الثابته وبالخلفيات المصوره ولكن تم تقديمها بأفضل شكل ممكن مع إضافات بسيطه جعلت من ريميك الجزء الأول تجربة ممتازه، الأن كانت الشركة أكثر جراءة، تم تغيير نظام اللعب بالكامل ليحاكي الجزء الرابع أو العاب ريفليشنز من السلسلة بشكل أكبر بمنظور التصوير من خلف الكتف وبكافة المزايا التي يحملها، منذ تشغيلك للعبة ستبدأ بمشاهدة عرض سينمائي كما كان بالنسخة القديمة من حيث الأحداث وبالتأكيد ستختلف الأحداث قليلا بحسب إختيارك للعب بشخصية ليون او كلير حيث لكل منهما قصة منفصله بالأحداث رغم أنها تدور بنفس المكان وستلتقي الشخصيتين بعدد من المرات أثناء المغامرة ولكن تتغير الأحداث والشخصيات المسانده بحسب السيناريو الذي تلعب به.
أول ما سنلاحظه بالتأكيد هو رسوم اللعبة، كابكوم إختارت إنتاج هذا الريميك بمحرك RE Engine وهو نفس المحرك الذي قدمته لنا سابقا بلعبة ريزدنت ايفل7، سنلاحظ سريعا التفاصيل الرائعة للشخصيات وبيئة اللعبة ومنظر مبنى شرطة مدينة الراكون المهيب وسندرك أننا امام تجربة قوية على الصعيد البصري وخصوصا عند مواجهة أول زومبي وملاحظة التفاصيل الدموية الرائعة و أيضا أشيد كثيرا حتى بأبسط الأمور مثل حركة الشفاه للشخصيات الواقعية جدا، قد يكون هنالك شيئ بسيط مزعج وهو الظلام الحالك باللعبة الذي لايساعد بعض الأحيان للإستكشاف وجدت نفسي مضظرا لرفع مستوى الإضائه بشاشة التلفزيون لأقصى حد حتى أتمكن من رؤية كل شيئ، تتميز اللعبة بتنوع كبير بالبيئات فرغم أننا نبدأ الأحداث بمقر الشرطة ولكن سنكتشف مناطق أخرى متنوعة مع تقدم الأحداث.
على صعيد الصوتيات، حسنا لن نضحك كثيرا على تلك الحوارات المبتذله والمعتاده من السلسلة أو بالتمثيل الصوتي السيئ، كابكوم قدمت لنا مستوى صوتي مميز جدا بهذا الجانب وبحق لم أجد مشكلة أبدا مع التمثيل الصوتي أو بمستوى الحوارات باللعبة وكانت موسيقى اللعبة مميزة عموما ولكن المرعب هنا هي أصوات الزومبيز وأصوات خطوات ذلك “الوحش” الذي يلاحقك وحقيقة الأمر جعلني أشعر بالذعر كثيرا وتمكنت الشركة من تقديم صوتيات مناسبة جدا لأحداث اللعبة وجعلها فعلا مرعبة ولكن إن كانت هنالك ملاحظة عند المقارنة بالنسخة القديمة فأعتقد أن الموسيقى بالنسخة القديمة كانت أفضل من هذا الريميك.
اللعبة الأصلية كانت لعبة رعب بقاء مع الكثير من عناصر الاكشن و حل الألغاز، حسنا الجميل بل و الرائع جدا هنا أن كابكوم تمكنت من تقديم ذلك بشكل ممتاز جدا هنا، رغم تغيير نظام الكاميرا وأسلوب اللعب ولكن اللعبة بحق ستجعلك تخاف بالكثير من المرات، سواء أكان ذلك برعب الموقف الواحد أو بالشعور بالقلق لفترة طويلة وهنا أشيد كثيرا بفريق العمل لتقديمه لعبة رعب بقاء حقيقية كما كان بالنسخة الأصلية حيث مضى زمن منذ ان شعرت بالخوف وانا اخوض لعبة، أيضا نظام الأكشن باللعبة مميز جدا وعصري بشكل كبير بطريقة التصويب ومواجهة الأعداء وإستخدام الأسلحة الجانبية للحماية بالكثير من الاوقات، لا أنسى أن أشير بكون اللعبة تقدم أكثر من مستوى صعوبة السهل منها سيجعل نظام التصويب شبه اوتوماتيكي حيث يحاول دائما التوجه نحو نقاط ضعف العدو ليسهل القضاء عليه وهذه الميزة غير موجودة بباقي مستويات الصعوبة.
بالحديث أكثر عن نظام اللعب، حسنا لعبة ريزدنت افيل2 هي لعبة اكشن تستخدم فيها التصويب للقضاء على الأعداء، ولكن هذه اللعبة تقدم معها خليطا مميزا مابين الاكشن وأيضا حل الألغاز والإستكشاف، ستقضي وقتا طويلا بحل بعض الألغاز التي تستوجب منك التفكير أو العودة لأماكن قديمة وهذا الامر قد يزعج البعض ولكن فريق التطوير إستطاع تقديمه بشكل رائع ولم أشعر حقيقة بالضجر من التنقل مابين الغرف والاماكن والعودة لها لاحقا وخصوصا عندما أعود وانا اكثر قوة وافجر رأس الزومبي وباقي الأعداء، هنالك عدد من الأسلحة الرئيسية كما هو معتاد من مسدس وبندقية و ماجنوم وغيرها وهنالك أسلحة ثانوية مثل السكين والقنابل اليدوية التي تعطيك الخيار بإستخدامها بأي وقت أو عندما يمسك بك الزومبي ستجدها تظهر للمساعدة.
واحده من العناصر الجديدة باللعبة هي طريقتك لحفظ الأشياء لديك، ستبدأ مع مساحات حفظ قليلة للأشياء مما سيجعلك تفكر دائما ماهي الأشياء الضرورية التي تحتاجها معك أو باقي الأشياء عليك حفظها بصندوق الحفظ ولكن مع تقدمك باللعبة ستجد بعض الحقائب الصغيرة التي كلما وجدت واحده إضافية منها تتسع مساحة حفظك للأشياء، أيضا بإمكانك صنع الرصاص هنا على غرار الجزء الثالث من السلسلة وتطوير سلاح المسدس العادي ببعض القطع التي تجدها باللعبة ولكن لايوجد أي نظام فعلي لتطوير القدرات و الأسلحة وغير ذلك كما هو الحال بالنسخه الأصلية، يمكنني الإشاده هنا بتأثير الطلقات على الأعداء فبإمكانك قطع أطرافهم أو التوجه مباشرة لمحاولة تفجير الرأس وهنالك بعض الأعداء الذين يستوجبون منك ضربهم بأماكن معينة للقضاء عليهم وتقدم اللعبة تحدي مميز جدا مع الأعداء حتى الزومبي العادي الذي أعتقد بأنه حصل على جزء من هيبته المفقوده بهذه اللعبة وخصوصا مع تصاميمهم المرعبة.
حسنا لن أخوض كثيرا بالحديث عن قصة اللعبة لعدم رغبتي بحرق الأحداث، تختلف القصة مابين إختيارك للشخصية التي ستبدأ بها اللعبة وكذلك الشخصيات الجانبية التي ستتعرف عليها وتكون محورا للأحداث بشكل كبير بعد ذلك ويمكننا هنا الإشاده كثيرا بإخراج هذه اللعبة الذي يبدو كفيلم سينمائي من هوليود بربط الأحداث والتقدم فيها وفعلا ستشعر أن شخصيتك باتت أقوى مع وصولك النهاية، هنالك إختلاف جوهري هنا عن النسخة الأصلية من اللعبة بكون اللعبة قامت بدمج كل القصص بقصتين بدلا من وجود خيار الجانب الآخر من القصة كما كان الحال بالنسخة الأصلية وستفهمون ذلك عند خوضكم للعبة خصوصا من يتذكر النسخه القديمه منها.
ستحتاجون مابين الـ 8-10 ساعات على الأقل لإنهاء القصة بالشخصية الواحده وهنالك الكثير من الأشياء لجمعها و الأماكن لإستكشافها فلاتستغربوا إن قمتم بإنهاء اللعبة مع وجود غرف مازالت مغلقه، جانبين من القصة تجعل العودة لخوضها مجددا امر رائع جدا وحقيقة كأنك تحصل على لعبتين بسعر واحده نظرا للإختلافات بالأحداث بين الشخصيتين الرئيسية وطريقة السرد والشخصيات الجانبية، ستواجه زعماء عمالقة بأفكار مختلفة وقد يُعاب بعض الشيئ على اللعبة غياب تنوع الأعداء كما كان بالنسخة الأصلية منها ولكن مايميزها أيضا ان بعض الأعداء بالنسخة القديمة قد تم تطويرهم ليكونوا أكثر ملائمة للعبة الجديدة سواء بالتصميم او طريقة المواجهة معهم وبشكل رائع جدا.
رغم المخاوف التي راودتني منذ الإعلان عن اللعبة ولكن النتيجة النهائية كانت رائعة، هذه اللعبة ليست فقط مناسبة لجماهير سلسلة ريزدنت ايفل ولكن لأي شخص يحب العاب الاكشن والرعب فهي تقدم نفسها بشكل ممتاز جدا بكافة عناصرها، كابكوم إستطاعت بجدارة إعادة إنتاج اللعبة القديمة ولكن بروح جديدة وبأفضل شكل ممكن، لعبة ممتعة جدا وبالتاكيد انصح كافة اللاعبين بخوضها.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة PS4 تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.