بالطبع و كما جرت العادة في ألعاب الاربيجي الغربية ، فإن سكايرم تقدم أيضا إمكانية صنع أسلحتك الخاصة ، او الأدوات العلاجية عن طريق تجميع المحتويات المناسبة التي تعثر عليها متناثرة في عالم اللعبة أو في الكهوف و بعض الاماكن الأخرى ، هناك أيضا خاصية شحن الأسلحة و الإكسسوارات بالقدرات السحرية ( Enchanting ) و التي تحتاج منك إلى استعمال جواهر معينة و عند نفاذ الطاقة من هذه الجواهر عليك استبدالها ، إلا أن هناك خاصية محددة تغيب من أوبليفيون و بشكل مستغرب و هي خاصية صنع الأسحار الخاصة بك ! هذه الخاصية كانت ذكية و عميقة للغاية في أوبليفيون و ربما تم التخلي عنها لتكون سكايرم لعبة أكثر بساطة و أقل عمقا من أوبليفيون مما يجعلها مناسبة لجمهور أكبر من اللاعبين ، إلا أن بعض المحترفين في أنظمة لعب الاربيجي الغربي قد لا تعجبهم هذه التسهيلات ، و بما أننا نتحدث عن الأسحار فعلينا أن نذكر بأن بيثسدا عرفت الكثير من القدرات السحرية الرائعة في اللعبة ، أحد القدرات السحرية سيظهر لك الطريق الخاص بإنهاء مهماتك ، هناك قدرة أخرى تظهر لك ضوء معين يلاحقك لينير لك الطريق في الأماكن المظلمة و هناك أيضا إمكانيات الاستدعاء لتجعل الموتى و المخلوقات الغريبة يقاتلون في صفك ! القدرات السحرية نالت الكثير من العناية في سكايرم و هي حتما أحد أبرز عوامل التألق لهذه اللعبة الرائعة .

لنتحدث الان عن واحدة من أهم خواص اللعبة و التي منحت الكثير من الأضواء و هي معارك التنانين ! هذه المعارك تمتلك أجواء رائعة للغاية و مصحوبة بموسيقة تصويرية مذهلة ستفجر الأدرينالين في عروقك و خصوصا المواجهة الأولى ، إلا أن هذه المواجهات تصبح مكررة مع الوقت للأسف الشديد و ستمل منها لاحقا ، خاصة و أن استراتيجية قتال التنانين واحدة تقريبا ، كما أن القتال يصبح سهلا للغاية مع الوقت بشكل مستغرب ! لدرجة أن معاركي في الكهوف مع بعض الأعداء أصعب بكثير من معارك التنانين ، إلا أن بعض هذه المعاركة كانت صعبة و إحقاقا للحق ، هذه المخلوقات الطائرة لديها هجمة خطرة للغاية تستطيع أن تقتلك بضربة واحدة لذلك عليك الحذر و حفظ اللعبة فور رؤيتك لأحد هذه المخلوقات ، و الجميل بالأمر أن هذه المعارك غالبا عشوائية و ليست مبرمجة مسبقا مما يعني بأن عليك التجهز دائما للقتال فلا تعرف اللحظة التي ستتم مهاجمتك بها ! أحد المعارك التي أتذكرها جيدا قام فيها تنين بالهجوم على أحد القرى التي كنت متواجدا بها ، و لا أعلم ان كانت هذه المعركة معدة مسبقا أم لا لكنها كانت رائعة للغاية حيث بدأ التنين بالوقوف فوق البيوت والانتقال بينها مع نفث اللهب الحارق هنا و هناك ! إلى أن نجحت بإسقاطه أخيرا و قمت بتكسير عظامه تماما .

و هذه المعارك ليست بلا فائدة ففي كل معركة ستقوم بامتصاص روح التنين مما يمكنك من تعلم “الصرخات” ، الصرخات هي كلمات خاصة بلغة التنانين ( لغة خاصة تم إعدادها و تأليفها خصيصا من أجل هذه اللعبة ) و هي نوع من القدرات السحرية الخاصة بشخصيتك في اللعبة ، بعضها سيمكنك من نفث النار ، و البعض الآخر سيمكنك من دفع كل ما يقف في طريقك و هناك الكثير من القدرات الأخرى الرائعة التي تعزز من شخصية اللعبة و تميزها عن الألعاب الأخرى المشابهة لها ، و كل هذا رائع و جميل لكنه لا يخفي من شعوري بالضيق لأن اللعبة مع الوقت تصبح أسهل و تزداد سهولة ، حيث ستجمع مبالغ كبيرة من النقود مع الوقت و ستتعلم الكثير من القدرات و الصرخات المدمرة التي تسهل معارك اللعبة بشكل كبير ، و نحن نطالب دائما بمستويات تحدي أعلى و أكثر احترافية بشكل يختبر مهارة اللاعبين و ما تعلموه في اللعبة و هذا الأمر تم تقديمه بشكل مميز في لعبة Fallout3 حيث أن بعض الأنواع المتوحشة من الأعدء لن تظهر إلا في اوقات متأخرة من اللعب و تحافظ اللعبة هناك دائما على مستوى الصعوبة و التحدي المرتفع و الاحترافي فيما لا تقدم سكايرم نفس الإثارة و التحدي التي تأملتها تماما ، لكن هذا لا يعني أن سكايرم لعبة سهلة للغاية أو مكسورة إطلاقا ، فهي لعبة موزونة بشكل جيد و ستبقى تقدم تحديات متنوعة طوال مشوارك في اللعب ، لاحظنا أيضا اختفاء نظام إصلاح الأسلحة أو الأدوات و هي خطوة أخرى من خطوات بيثسدا لتبسيط اللعبة حيث أن السلاح الذي تحصل عليه يمكنك أن تحتفظ به للأبد ، بغض النظر عن ذلك لديك تشكيلة أسلحة رائعة في اللعبة و سلاحنا المفضل هو القوس الذي حصل على طريقة تحريك مذهلة و غاية في الواقعية !

يمكنك أيضا في سكايرم أن تقوم بالزواج ! نعم عزيزي اذا كنت تعاني من مشاكل تمنعك من الزواج فسكايرم ستمنحك القدرة على ذلك على الأقل بشكل تخيلي ، و يمكن لزوجك/زوجتك الانتقال و العيش معك في بيتك الخاص ( اذا كنت تملك واحدا ) كما سيقوم زوجك بمنحك النقود من وقت لآخر مما يجعله مصدر دخل جيد و هذا أمر لا بأس به في عالم تصعب المعيشة فيه كسكايرم ! فكرة الزواج جيدة و هي ليست المرة الأولى التي تقدم في ألعاب الاربيجي سواء الغربية أو حتى اليابانية ( تحية إلى دراجون كويست 5 الرائعة ) و حتى نكن صريحين تقديم هذه الخاصية في سكايرم و ان كان جيدا لكنه لا يضيف الكثير ، ليس هناك أي علاقات رومنسية على غرار ألعاب بيووير و ليس هناك أي محادثات مميزة بينك و بين شريك العمر و هذا أمر سلبي في الواقع و مستمر في ألعاب بيثسدا منذ زمن طويل و كنت أتمنى إصلاحه في سكايرم إلا أن الأمور لم تتحسن كثيرا ، فأغلب شخصيات اللعبة إجمالا غير متفاعلة بشكل كبير و أحيانا تكرر بعض الجمل الغبية بشكل غير منطقي “لقد كنت رحالة مثلك، إلى أن تلقيت سهما في الركبة” ! نحن نفهم خيار بيثسدا بالابتعاد عن الدراما بشكل عام و كونها غير مناسبة كثيرا لألعاب الفريق لكننا أيضا نطالب بالمزيد من التفاعل في الحوارات مع شخصيات اللعبة الباردة للغاية لأن هذه النقطة تقلل قليلا من الانغماس الشديد بعالم اللعبة الساحر .

و هذا يقودنا إلى نقطة أخرى تم تقديمها بشكل جيد و ذكي من الفريق للتغلب على مشاكل التفاعل هذه ، و هي خاصية تدعى Radiant Stories ، هذه الخاصية تقوم بدراسة سلوكك خلال اللعبة لتغيير أشياء معينة ، على سبيل المثال .. هذه الخاصية تسمح لشخصيات محددة بمنحك مهمات متجددة على الدوام و إرسالك إلى أماكن لم تقم باستكشافها من قبل ، و اذا كنت استكشفت زنزانة ما قبل أوانها و من ثم شاهدت رجلا يطلب منك الذهاب إليها لاستعادة أداة ما ، ببساطة سيتم إضافة خيار بالمحادثة بأنك تمتلك هذه الأداة على أية حال ، حسنا ليست أفضل خاصية يمكن الحصول عليها لكنها جيدة جدا و نحن نتمنى تطويرها كثيرا في المستقبل لتشمل المحادثات التفاعلية مع مواطني سكايرم بشكل أكبر ، هذه هي النقطة الأساسية التي نشعر بأن بيثسدا تحتاج لتركز عليها كثيرا في المستقبل ، خاصة مع العوالم الجميلة للغاية التي تقدمها بيثسدا .

و للمتعمقين في سلسلة إلدر سكرولز إجمالا ، يمكنكم ملاحظة الكثير من التلميحات في اللعبة لجميع الإصدارات السابقة فيما يشكل هدايا رائعة من بيثسدا إلى الجماهير الغفيرة ، أوبليفيون تلقت الكثير من الشكاوي بأن عالمها فقير تاريخيا و ليس غني بالتاريخ و السياسة و الخلفية الثقافية كما كانت لعبة مورويند الرائعة ، لذلك تم التركيز على هذا الأمر كثيرا في سكايرم حيث حصلت اللعبة على كتب أكثر تتحدث عن تاريخ و جغرافية سكايرم كما حصلت على الكثير من الاهتمام بالتفاصيل السياسية و التاريخية و دور الأعراق المتعددة في عالم اللعبة و تاريخه ، و بالرغم من ذلك تبقى مورويند أغنى بهذه التفاصيل من سكايرم وتمتلك خلفية أكبر لعالم اللعبة بشكل عام .

حسنا سكايرم ليست فقط لعبة عظيمة و سهلة التقبل من الجميع ، سكايرم أيضا لعبة تم تقديمها بإنتاج عالي و فخم للغاية تصعب مضاهاته كثيرا ، عالم اللعبة مفتوح و مترامي على مد البصر مع محرك معدل كليا من اجل اللعبة الجديد ، الفرق الرسومي كبير للغاية بين سكايرم و أوبليفيون و يمكن لتود هوارد و فريقه أن يكونوا فخورين بهذه اللعبة فهي أفضل ما قدموه تقنيا و ربما أفضل لعبة في هذا المجال على صعيد الألعاب التي تقدم عوالم مفتوحة ، يمكنك أن تلاحظ أثر الرياح حيث تتمايل الأعشاب و أوراق الشجر بشكل تفاعلي و حتى أن هطول الثلج ديناميكي للغاية و يتغير اتجاهه مع اتجاه هبوب الريح ، يمكنك أن تلاحظ الأيل و الغزلان و هي تعدو في السهول و بين الاشجار الطويلة الكثير من مشاهد اللعبة ستجعلك تقف و تتأمل و تعترف لنفسك بمدى روعة المصممين في تشكيل هذا العالم البديع ، المشاهد الليلية تبدو أكثر جملا مع ضوء القمر و الألوان البراقة و المتعددة في السماء على غرار منتجات الخيال العلمي مما يجعلك مسحورا تماما بقدرات هذا الاستوديو التي لا تضاهى في خلق و تشكيل الأماكن الواقعية و تجسيدها بأفضل ما يكون .

نماذج الشخصيات أيضا حصلت على الكثير من التعديلات يمكنك أن تلاحظ حتى بروز العروق و تفصيلات العضلات لكن بعض النماذج كالعادة تتكرر كثيرا بشكل مزعج ، و حتى الكهوف الخاصة باللعبة فهي رائعة للغاية و أفضل بمراحل من تلك المملة في أوبليفيون ، حيث لدينا هنا أكثر من 150 كهف تم نحته بشكل يدوي من قبل مبرمجي بيثسدا البارعين ، حيث ان كلا منهم يمتلك مميزاته الشكلية و التصميمية الخاصة ، و كذلك يتم تقديم مدن اللعبة التسعة بأسلوب ساحر و طراز معماري مختلف لكل مدينة ، مدينة Riften مليئة بالجسور الخشبية أما مدينة Markarth المذهلة فهي تبدو كمدينة منحوتة في الصخور على غرار البتراء ، إلا أن “الحلو لا يكمل” كما يقال في الأمثال لأن اللعبة تعاني من أخطاء برمجية كثيرة جدا و حتى أن بعضها متواجد في مهمات اللعبة الرئيسية مع كل أسف ، و جميع نسخ اللعبة تمتلك مشاكلها الخاصة ! هذه المشاكل لا تفسد اللعبة لكنها ملحوظة تماما و سيختبرها كل من يلعب سكايرم لفترة طويلة و تحدثنا عنها مسبقا في انطباعاتنا السابقة للعبة ، كما أن نظام التحريك في اللعبة و ان كانت يبدو جيدا للغاية في المجمل إلا أنه يعاني أحيانا من بعض المشاكل ، كما أن بعض آثار الضربات لا تبدو واقعية دائما و هذه النقاط البسيطة لا زالت بحاجة للمزيد من التحسين .

و ليس الجانب الرسومي أو التقني فقط هو الممتاز ، الجانب الصوتي في اللعبة هو أفضل حتى ، بل نستطيع القول و بكل ثقة بأن سكايرم تمتلك مستوى صوتي من أفضل ما تم صنعه في تاريخ ألعاب الفيديو ، لنبدأ مع الموسيقى ، الملحن الرائع جيريمي سول للمرة الثالثة يقدم عمل موسيقي مذهل بالسلسلة ، هنالك بعض الألحان المعادة من مورويند بشكل رائع و إجمالا الموسيقى في اللعبة تبدو قادمة مباشرة من عالم أفلام سيد الخواتم ، نعم عليك التصديق إنها بهذه الروعة و بالطبع جميعها الحان أوركسترالية بالكامل و تحتوي آلات موسيقية متعددة كالقيثارة و البيانو و بعض الآلات النفخية، التمثيل الصوتي جيد جدا و ممتاز للكثير من الشخصيات خاصة الرئيسية منها ، كما أن الأصوات لن تتكرر كثيرا كما كان يحصل في أوبليفيون ، هناك بعض التكرار لكنه محدود و لن يضايقك أبدا بالنظر إلى العدد الكبير من الناس في عالم اللعبة ، الأصوات أيضا متقنة بشكل إبداعي ستسمع زقزقة العصافير في السهول ستسمع هدير المياه في الشلالات و البحار و ستسمع أيضا صرير الرياح العاتية و حتى آثار خطواتك تبدو مسموعة بشكل واقعي للغاية خاصة عند استخدام خاصية الركض ، كما أن أصوات الأسلحة في غاية الروعة ، نعم سكايرم تقدم عملا من مستوى القمة بالحديث عن الأصوات .

الحديث عن لعبة بحجم و ضخامة سكايرم لا يمكن له أن ينتهي ، الزمن وحده سيحكم كيف ستكون مكانة هذه اللعبة إجمالا في المستقبل و ما هو الدور الذي ستلعبه لتحديد مسار و طريق ألعاب الاربيجي المستقبلية ، لكننا نشعر في الواقع بأن سكايرم ستقدم خدمة كبيرة لهذا النوع من الألعاب ، اللعبة تمتلك جاذبية عالية للغاية و ستسحر اللاعب بخياراتها اللانهائية و عالمها الساحر و بذلك أرى فيها منتجا يستطيع أن يحمل المشعل و الراية و يستمر بجذب المزيد من اللاعبين للآربيجي ، مشكلة سكايرم أنها تبدو مألوفة أكثر من اللازم أحيانا و حتما سيشعر بعض اللاعبين بأنها تحتوي على الكثير من التكرار لألعاب بيثسدا السابقة و حتى أنها تشاركهم في العديد من المزايا و العيوب ، و بكل صراحة شعرنا بأن بيثسدا كان لديها القدرة على تحسين بعض جوانب اللعبة بشكل أكبر، إلا أن الاكتفاء بهذا القدر من الوصف للعبة غير عادل فعلينا ألا ننسى أيضا بان طموحات فريق العمل و ما يقدمه المنتج النهائي لا تقدمه أي لعبة أخرى في الأسواق ، هذه اللعبة ضخمة للغاية و مليئة بالمهمات و الاستكشاف بشكل سيشغلك بها لمدة أشهر متلاحقة .. هذه اللعبة تدفع بعجلة تطوير ألعاب الفيديو إلى الأمام و تقدم الكثير من العبر و الدروس إلى المطورين الآخرين ، حيث أن التركيز ينصب دائما و أبدا على اللعبة نفسها و على توسيع مزاياها و جعلها تجربة أكثر إثارة لجمهور اللاعبين ، لذلك لا نستطيع أن نتردد حين نقول بأن سكايرم تستحق نقودك بل هي لعبة واجبة الشراء و ستمنحك تجربة و مغامرة مليئة بالقصص الجانبية والمعارك الطاحنة ، نعم عليك أن تلعب سكايرم فهذه اللعبة هي حالة خاصة و منتج مميز للغاية و لن تعثر على شبيه لها في أي مكان ، و هي حتما تنافس على لقب أفضل لعبة اربيجي لهذا الجيل .

شارك هذا المقال
The Elder Scrolls V: Skyrim
عالم ساحر و خلاب من أفضل ما تم تصميمه بلعبة فيديو ، طريقة لعب ممتعة و مهمات تسبب الإدمان، حرية كبيرة في اللعب ، محتوى هائل سيجعلك مشغولا باللعب لأشهر عديدة .
أخطاء برمجية كثيرة ، التفاعل مع الشخصيات الثانوية باللعبة ضعيف، مهمات النقابات أقصر و أقل جودة من السابق .
ربما غير متكاملة تماما ، لكن سكايرم لعبة تضيء الطريق لمطوري الاربيجي الآخرين و تستمر في تطوير ألعاب الاربيجي و دفع عجلتها إلى الأمام كما لا تفعل سلسلة آربيجي أخرى ، سكايرم ليست فقط لعبة عظيمة .. بل هي لعبة تشكل العودة إلى العصر الذهبي للآربيجي من جديد .
تاريخ النشر: 2011-11-11
طورت بواسطة: Bethesda Game Studios
الناشر: Bethesda Softworks