بعد النجاح الكبير للجزء الأول من لعبة الاكشن الجماعية على الشبكة Tom Clancy’s The Division نحصل الأن على الجزء الثاني الذي يقدم معه العديد من التحسينات والتعديلات على اللعبة الأولى بخواص جديدة وتركيز كبير على المحتوى مابعد إنهاء طور القصة أو الـEndgame، هل كانت قدمت اللعبة معها مايكفي لتكون جزء ثاني بالفعل؟ أم هي مجرد تطوير للجزء الأول؟ اليوم نقدم لكم المراجعة الكاملة للعبة بعد ساعات طويلة من اللعب وإستكشاف كل شيئ فيها.
لنبدأ حديثنا عن الرسوم والتقنيات البصرية التي قدمتها اللعبة، منذ الوهلة الأولى تبدو الأمور رائعة جدا هنا مع الكثير من الإبهار والبيئات الجميلة ولكون اللعبة تستخدم نفس محرك التطوير للجزء الأول “Snowdrop” فنشاهد الكثير من التأثيرات المتشابهه ولكن بدقة أكبر فأقل التفاصيل تبدو اجمل هنا مثل قطرات الماء وبركات الوحل وتلك التفاصيل المميزة التي نراها بملابس الشخصيات و الأسلحة وتأثيراتها المتنوعه، قد يكون العيب الوحيد على صعيد الرسوم هو بالإضاءه وتحديدا بتأثيرات الـBloom ويبدو ذلك جليا عند الخروج من منطقة ما مظلمة إلى منطقة تشع بالنور ونلاحظ ظهور أشبه مايكون بشعاع ضوء يختفي بشكل تدريجي حتى تتضح الصورة الكاملة ويتكرر نفس الأمر أن دخلنا إلى منطقة مظلمة من منطقة فيها ضوء ونلاحظ سواد كامل بالشاشة يبدأ بالإختفاء بشكل تدريجي، هذه المره قد نرى حلا لها بالتحديثات القادمه بلاشك.
تقدم اللعبة معها موسيقى متنوعه جدا تحاول إرضاء كافة الأذواق، تارة نسمع موسيقى الروك الصاخبة وتارة أخرى نسمع موسيقى هادئه تتغير حسب المواقف التي نراها بالشاشة مابين الأكشن والإستكشاف و رواية القصة والأحداث، إن كان المشهد حماسيا و تدور فيه المعارك فإستعد لموسيقى صاخبة ومثيرة جدا للإعجاب، على الصعيد التقني مابين جودة الرسوم والصوتيات فلعبة The Division 2 تقدم نفسها بشكل مميز جدا وتستمر شركة يوبي سوفت بالتقدم بهذا المجال وخصوصا مع سلاسة عمل كل شيئ باللعبة رغم ضخامة العالم و كثرة الأكشن فيه.
لننتقل بالحديث عن أسلوب اللعب، عند بداية تشغيل هذه اللعبة سيأتيكم الشعور بأنها نسخة محسنه من الجزء الأول أو بمعنى آخر يمكنني القول بأنها ماكان من المفترض أن يكون الجزء الأول عليه، ستبدأ بمحاولة إنهاء المهمات مابين الرئيسية منها والفرعية وهنا تبدأ بكسب نقاط الخبرة التي تساعدك بتطوير شخصيتك وشراء الخصائص والادوات الجانبية التي تفيدك بالمعارك وهذه الادوات متنوعة جدا مابين روبوت صغير يهجم على الأعداء إلى مسدس يقوم بإطلاق الرغوه التي تشل حركة الأعداء ومع التنوع الكبير بهذه الأدوات يصبح بإمكان كل لاعب أن يختار منها مايناسب أسلوب لعبه وطريقته الخاصة بخوض المغامرة، هنالك 3 أنواع من الأعداء باللعبة أو يمكننا القول 3 انواع من الفرق المختلفة التي تنقسم بأماكن السيطره لها على خريطة العالم ولكل منهم أساليبه القتاليه المختلفة ونلاحظ أيضا أن فرق الأعداء تتعاون سويا للقضاء عليك بشكل سلس جدا ورائع لدرجة أنني شعرت بأنني اواجه أشخاص حقيقين وليس مجرد ذكاء إصطناعي وهذا الامر يجعل كل مواجهة مع فرق الأعداء تحدي مميز عليك بإستغلال كل شيئ فيه لتحقيق الإنتصار.
أيضا تقدم اللعبة معها تنوعا كبير بالأسلحة التي تلعب دورا مهم باللعبة بكل تأكيد، لكل سلاح فئات مختلفة منها العادي باللون الرمادي إلى الأسطوري باللون الذهبي ولكل سلاح خصائص تميزه عن غيره ولاننسى إمكانية تطوير هذه الأسلحة وأيضا تطوير شخصيتك بالتعامل مع هذه الأسلحة فعلى سبيل المثال جعل شخصيتك تتصدى لنوع معين من الرصاص او تجعله أقوى تحملا ويملك عدّاد صحة أكبر وبإمكانك تغير تعديلات الشخصية والأسلحة بحسب الحاجة وبحسب تقدمك باللعبة، هنالك العديد من المهام الجانية التي تقدمها اللعبة منها “السيطره” وهي عبارة عن مناطق بخريطة اللعبة يكون مُسيطر عليها من قبل الأعداء وعند إنهائك لها ستحصل على ادوات متنوعه تساعدك كثيرا بإعادة بناء وتقوية المعسكرات التي تخصك ولاننسى وجود معسكر رئيسي وهو البيت الأبيض ومن خلاله تستطيع شراء الأسلحة وصناعتها ومع تقدمك باللعبة ستقوم بإضافة شخصيات جديدة بالمعسكر الرئيسي لكل منها مهامه الخاصة.
تعود لنا الـDark Zones مجددا بهذه اللعبة ولكن هذه المره بثلاثة منها بالخريطة، أثنتان منها تقدم معها سياسة “اللعب العادل” حيث تتساوى معدلات القوة و الأسلحة بين اللاعبين وهذا الأمر يعطي تكافئ كبير بالفرص للمستجدين والمحترفين والمنطقة الأخيرة تأتينا بقوانين مفتوحه كما كان الحال بالجزء الأول والجميل بهذا الجزء هو دمج الـDark Zones بالقصة فيجب عليك الذهاب لإستكشاف هذه المناطق بكل أريحية والتعرف على بيئاتها ومن ثم العوده لها بأي وقت آخر.
لنتحدث الأان عن أهم جزئية بهذه اللعبة وهي الـEnd Game أو خيارات مابعد إنهاء القصة، هنا تبدأ البداية الحقيقية للعبة والمتعه الاكبر فيها، عندما تصل للمستوى 30 ستتمكن من تخصيص شخصيتك مابين واحده من التخصصيات الرئيسية وهي قناص أو مستخدم أسلحة ثقيلة أو صياد سهام يستخدم الادوات وكل تخصص يملك سلاح يميزه مع شجرة تطوير تستطيع من خلالها تبديل التخصص بأي وقت تشاء بالقاعده الرئيسية، ومن اهم عوام الـEnd Game هي التغييرات الكبيرة التي ستشاهدها بعالم اللعبة من احداث حيث نرى أعداء مختلفين ومهمات أصعب وتحديات كبيرة وحتى المهمات التي انجزتها تعوج بصعوبة أعلى وحتى مناطق الدارك زون يستم الإستيلاء عليها من الأعداء مما يجعلها بلا قوانين و البقاء فيها للأقوى فقط.
قبل أن أنهي حديثي عن اللعبة بهذه المراجعة هنالك نقطه يجب أن أتحدث عنها و أن أشيد بها كثيرا، وهي رفع معايير التعريب بهذه اللعبة لمستويات متقدمة جدا، فهي المره الاولى التي أشاهد فيها التعريب ضمن محرك اللعبة نفسه، حتى ساعة اليد للشخصية ستجد الكتابة فيها بالعربية للجهات الأربع وهذا الأمر يقدم لنا إحترافية كبيرة بالعمل من شركة يوبي سوفت بهذا المجال و مجهود رائع من فرق التعريب و بخطوه مميزة إضافة لتعريب الحوارات والدبلجة وكافة القوائم.
تم مراجعة هذه اللعبة على جهاز البلايستيشن4 بنسخة مراجعه حصلنا عليها من الشركة الناشرة.