في عالم الخيال فقط يبقى السيف هو السلاح الأروع، سيف الكاتانا الياباني الذي يستخدمه مقاتل الساموراي في هذه اللعبة للإجهاز على الخصوم المُسلحين بالأسلحة النارية. أعزائي القرّاء: رحبوا معنا بواحدة من أفضل الألعاب التي صدرت في 2019 حتى الآن.
شدّت هذه اللعبة انتباهي منذ أول مرة وقعت فيها أنظاري عليها من خلال حلقة Nintendo Direct، فهي تحمل أسلوباً حركياً محموماً و مفجراً لهرمون الأدرينالين. اللعبة بدت رائعة للغاية في العروض، و لحسن الحظ فإن التجربة النهائية لا تُخيّب الآمال، و هي المشروع الكبير الأول لفريق التطوير الصغير Akiisoft و المصمم Justin Stander الذي عمل على اللعبة لمدة 6 سنوات كاملة.
المفاجأة الكبيرة في هذه اللعبة هي القصة الرائعة و المشوّقة، و التي نجحت العروض تماماً في إخفائها. في بادىء الأمر يبدو أن بطل اللعبة هو قاتلٌ مأجور و مُدمن على المخدرات، يقوم بالقضاء على الأهداف التي تُطلب منه لصالح جهةٍ ما. شيئاً فشيئاً تبدأ الحقائق بالتكشف، اللعبة تُقدم قصة شديدة التعقيد و التشابك و شخصيات عديدة، بين كل مرحلة و أخرى هناك مقطع قصصي يبني شيئاً في عالم اللعبة أو شخصياتها. نعم درجة الغموض كبيرة في اللعبة و الترابط القصصي مُحكم و حتى أن السرد القصصي ذكرنا كثيراً بلعبة Bioshock Infinite من المصمم الرائع “كين ليفين”.
و على سبيل المثال، فإن اللعبة تقدّم معها نظاماً خاصاً بالمحادثات يشابه تلك في ألعاب تقمّص الأدوار الغربية، هناك عداد وقت لاختيار أحد الخيارات في أي محادثة، و هناك عواقب قصصية غير متوقعة، و حتى أن النهاية قد تختلف أيضاً بناءً على اختيارات اللاعب. نرى أن هذا جريء حقاً بالنسبة للعبة حركية ثنائية الأبعاد كهذه.
القصة كانت حبة الكرز التي تُزين الكعكة، و الكعكة هي طريقة اللعب التي لم تُخيب آمالنا. الفكرة الأساسية للعبة تتلخص في القضاء على الأعداء بضربة واحدة من سيف الكاتانا الفتّاك، الأمر ذاته ينطبق على الشخصية التي يتحكم بها اللاعب حيث تكفي ضربة واحدة للقضاء عليه.
اللعبة تعتمد على مهارات أساسية لا تتغير طوال اللعبة: الحركة السريعة (dash)، خاصية تبطيء الوقت، الضرب بالسيف في اتجاهات مختلفة، بالإضافة إلى التقاط الأدوات عن الأرض و رميها على الأعداء. هذه المهارات تُستعمل بطرق منوعة، و على سبيل المثال في حال مواجهة عدو يملك سلاحاً نارياً سيكون بمقدور اللاعب تبطيء الوقت و عكس الرصاصة بضربة سيف سريعة لتقتل صاحبها!
و بالرغم من ذلك فإن Katana Zero لعبة لا تُعاني من أي تكرار و ذلك بفضل التصميم الذكي للمراحل، كلّ مرحلة في اللعبة بلا استثناء تُقدم معها أفكاراً جديدة و مختلفة عن بقية المراحل و على سبيل المثال فإن أحد المراحل تعتمد على التخفي بالكامل، كما تُتيح بعض المراحل إمكانية اللعب بشخصيات أخرى، أحدهم سريعٌ للغاية و يستطيع القضاء على مجموعة من الأعداء بلمح البصر إلا أنه يستغرق وقتاً لاستعادة قدرته على توجيه الضربات مرة أخرى بعد ذلك.
مستوى الصعوبة موزون، و ربما يجد البعض أن اللعبة تميل إلى السهولة بعض الشيء، الخسارة لا تُكلف الكثير فكل مرحلة مُقسمة إلى مجموعة من الجُزئيات، و عند الخسارة فإن اللعبة تُعيد اللاعب إلى بداية الجزئية التي خسر فيها مباشرة و بالإمكان تكرار المحاولة لعدد لا نهائي من المرات.
هنا تأتي المشكلة الأساسية التي تُعاني منها هذه اللعبة، و لولا هذه المشكلة لحصلت اللعبة على تقييم أعلى من هذا، و هي العمر القصير للتجربة الكلية، و التي يُمكن إنهاؤها في أقلّ من 5 ساعات. يُمكن إنهاء اللعبة في يومٍ واحد، و حتى أن القصة تبدو و كأنها غير مكتملة تماماً، أو أنها تترك باباً لإضافات/أجزاء أخرى مستقبلية. هناك ألعاب قصيرة إلا أنها تمنح اللاعب شعوراً بالإشباع، لكن Katana Zero تُعطيك الإحساس أنها لم تصل إلى أقصى ما كان يُمكن لها الوصول إليه.
على صعيدٍ رسوميّ لا شك أن Katana Zero لُعبة جميلة، و خاصة لعشّاق أسلوب الرسوم بالبيكسلات، و الذي يُعيد إحياء التسعينات الجميلة. حركة الشخصيات رائعة، الخلفيات مليئة بالتفاصيل و الدماء تتطاير على الجدران بفعل ضربات السيف، أما الموسيقى فهي تستخدم مقاطع بيانو هادئة بين المراحل، و ألحاناً إلكترونية و سريعة الإيقاع على الأغلب خلال اللعب، و هي ناجحة تماماً في خلق التجربة التي أرادت اللعبة تقديمها.
نعم Katana Zero لعبة قصيرة لم تصل إلى أقصى ما كان يُمكن لها الوصول إليه، لكن المزيج بين السرد القصصي الجريء الذي سيُثير النقاش بين اللاعبين طويلاً، مع طريقة اللعب السريعة و خواص إعادة المحاولة، يجعلُ من هذه اللعبة واحدة من العناوين واجبة التجربة لعُشاق المطور المستقل و الألعاب التجديدية. الننتندو سويتش يحصل على جوهرة جديدة تُضاف لمكتبة ألعابه الرقمية و Steam يحصل على نجمة أخرى تتلألأ وسط فضاءٍ لا نهائي من الألعاب.
تمت مُراجعة هذه اللعبة على جهاز Switch بعد أن قُمنا بشرائها بأنفسنا.