هنالك العديد من التجارب المختلفة التي تقدمها ألعاب الفيديو من ألعاب الرعب والعالم المفتوح وصولا إلى ألعاب الألغاز وإستكشاف الزنازن وبينما تركز الألعاب ذات الميزانية الضخمة في العادة على التجارب الأكثر شعبية في الوقت الحالي تحاول المشاريع الأقل تكلفة تقديم التجارب الأخرى الأقل حظا من الإهتمام، اليوم نتعرف على واحدة من تلك الألعاب الأقل تكلفة وهي Fade of Silence التي يقدّمها لنا فريق التطوير Black Forest Games محاولا جذب إنتباه محبي ألعاب البقاء فهل ينجح في ذلك؟
القصة تتحدث عن Ash الرجل الذي يستيقظ في عالم ما بعد الكارثة الذي يعاني سكانه من الأجواء الباردة والقاسية وفي حال لم تكن الثلوج كافية فالعالم مليء بالوحوش البشعة والشرسة التي تنقضّ على الأحياء فور رؤيتهم، Ash يملك مستوطنة وسط هذا العالم المدمّر ويحاول تذكر ماضيه وكيف تدهور العالم ليصل إلى هذه الحال ولمعرفة الأجوبة عليه أن يجوب العالم بحثا عن الأدلة، ألعاب النوع لا تركّز في العادة على القصة وبالرغم من أن Fade to Silence تحاول التركيز على القصة وإحاطتها بالغموض لتقديم شيء مثير إلا أنها تنتهي بتقديم قصة سطحية وغير مهمة.
على المستوى التقني فاللعبة تقدم رسومات متوسطة بعالم يمكن وصف تصميمه بالبسيط جدا والمفتقر إلى الإبتكار، اللعبة تعاني من العديد من المشاكل التقنية من إنخفاض متكرر جدا في معدل الإطارات حيث تفشل في الحفاظ على معدّل 30 إطارا بالرغم من المستوى التقني المتواضع، ظهور المجسمات وإختفاؤها وحتى إنتقالها بشكل غريب ومفاجئ أمر وارد جدا وفي حال لم يكن هذا كافيا فاللعبة تتوقف عن العمل بشكل متكرر ومزعج ومع تجربتنا للعبة على البلايستيشن 4 واجهنا هذا الأمر عدة مرات حتى أننا في إحدى المرّات عانينا من فقدان عدد كبير من الأدوات والميزات المهمة التي قمنا بجمعها خلال ساعات طويلة من اللعب.
عالم اللعبة يقدم عدة مناطق تسيطر عليها الوحوش المعروفة باسم الـEldritch ولتخليص العالم من هذه الوحوش ستقومون بالتطهير أو الـCleansing للأعشاش والمقرات التي تسيطر عليها تلك الوحوش ولإنهاء التجربة سيتوجب عليكم تطهير جميع المقرّات، عند الحديث عن نظام اللعب فهو بسيط جدا، زر للهجمات السريعة وزر أخر للهجمات القوية الأقل سرعة إضافة إلى زر للتفادي وأخر للصدّ، نظام القتال لا يستجيب بالشكل المطلوب في بعض الأحيان إضافة إلى كونه بسيطا بشكل يصل إلى درجة إفتقار القتال إلى أي إثارة تذكر حيث أنكم عند مقابلة الوحوش ستلجؤون في الغالب إلى الصّد في الوقت المناسب للقيام بهجوم معاكس وتكرار هذه الإستراتيجية مرارا وتكرار وبالرغم من أنها ليست مناسبة لجميع الأعداء إلا أنها مفيدة ضد أغلبية الوحوش عدا عن كونها الإستراتيجية الوحيدة تقريبا التي يقدمها هذا النظام.
Ash عليه أن يخرج إلى العالم لجمع الحطب وصيد الغزلان لتوفير الموارد اللازمة للبقاء ولكنكم لن تتمكنوا من التجول في العالم كما يحلو لكم فصحة الشخصية تتمثل في عدّاد للدفئ والذي سيبدأ بالإمتلاء عند تعرضكم للأجواء الباردة ولديكم أيضا عدّاد الجوع الذي سيمتلئ في حال لم تقوموا بتوفير الطعام بشكل منتظم، أثناء تنقلكم قد تواجهون العواصف الثلجية التي تظهر دون سابق إنذار وفي حال علقتم في إحدى هذه العواصف فعدّاد الدفئ سيمتلئ بسرعة مما يجعلكم تبدؤون بالتجمد وهذا الأمر يظهر على عدّاد الحياة الذي يعني تجمده بالكامل موتكم وإمتلائ عدّاد الجوع يزيد من سرعة التجمد أيضا، الحدوث الغير متوقع للعواصف الثلجية يدفعكم إلى الإستعداد وتجهيز الإحتياطات المناسبة لمثل هذه المفاجئات قبل مغادرة مستوطنتكم في كل مرة ويضيف بعضا من التوتر والقلق عند حدوثها وانتم غير مستعدين.
لديكم عدد معين فقط من المحاولات وفي حال خسرتموها جميعا فهذا يعني إعادة كل شيء من الصفر ولكن عند تطهيركم للمقرات ستتمكنون من الحصول على محاولة إضافية لكل مقر كما تتوفر طرق أخرى للحصول على المزيد من المحاولات، أثناء المغامرة ستقابلون مجموعة من الشخصيات التي ستتمكنون من ضمّهم إلى مستوطنتكم كأتباع تستفيدون منهم في جمع الحطب والصيد ولكن الفائدة الأكبر لهؤلاء الأتباع تكمن في مهاراتهم المختلفة فالبعض قادر على صنع الأسلحة وبناء الأكواخ والأخر قادر على صنع الأسلحة والدواء، بإمكانكم أيضا إنشاء “حملة” حيث يرافقكم الأتباع أثناء تجولكم في العالم لمساعدتكم في مواجهة الوحوش مع إمكانية إنضمام لاعب أخر عبر الشبكة إليكم للمساعدة ولكن بحكم كون تجربة القتال ليست صعبة فلن تحتاجوا غالبا إلى القيام بمثل هذه الحملات.
الأتباع يقومون بإستهلاك الحطب والطعام بقدر معين يمكنكم معرفته من قائمة الأتباع وفي حال قمتم بالتفكير مليا في عدد الأتباع الذين ترغبون بضمهم وبناء الأكواخ المناسبة مع تجهيزها بشكل يساعد على توفير الإستهلاك فستتمكنون من بناء منظومة إقتصادية عملية تسمح لكم بتحقيق الإكتفاء الذاتي لمستوطنتكم مما سيزيد من سعادة الأتباع وهذا الأمر يقود في النهاية إلى كفاءة أكبر في إنجاز المهمّات ويمكن القول بأن الوصول إلى تلك المنظومة الإقتصادية مهم جدا حيث أن الموارد في العالم ليست شحيحة جدا بحيث تصبح التجربة مستحيلة وليست وفيرة بحيث لا تكترثون بها وفي حال لم تتمكنوا من الإستفادة من مهارات أتباعكم بالشكل المناسب لتوفير الموارد فقد تعانون من مشكلة إستهلاككم للموارد التي يقدمها عالم اللعبة دون الإكتفاء!
عناصر البقاء وجمع الموارد إضافة إلى إدارة مستوطنتكم هي الجزئيات التي ستجدونها الأكثر إمتاعا في التجربة حيث تتطلب هذه الأمور إهتمامكم المستمر كما أنها ستعود عليكم بالفوائد في حال أحسنتم في إدارة المستوطنة وقمتم بالموازنة ما بين جمع الأتباع للموارد وبين تصنيعهم للأسلحة والأدوات الجديدة الضرورية للتقدم حيث أن محاولة البقاء تصبح أكثر صعوبة مع مضيكم قدما لتطهير المزيد من المقرّات والقضاء على مخلوقات الـEldritch.
Fade to Silence ستختبر صبركم في البداية حيث أن اللعبة تصبح ممتعة فعليا في النصف الأخير من التجربة أمّا النصف الأول سيضيع في محاولتكم لمعرفة ماهو هدفكم حيث أن اللعبة لا تطلعكم أبدا على ما يجب القيام به أو كيف تقومون بجمع الموارد حيث يتم إخباركم بذلك أثناء الإستكشاف والمرور بمنطقة يتم فيها جمع الموارد لإخباركم بأنكم ستقومون بجمعها بهذا الشكل ويجب ان تجدوا أحد المقرات أو الأعشاش ليتم إخباركم بأن هنالك مقرّات يجب تطهيرها كما أن التنقل مشيا بطيء نسبيا ويجعل من الإستكشاف أمرا مضجرا قبل الحصول على الزلاجة التي تجرّها الذئاب وغيرها من الميزات التي قد تشعرون بأنها أساسية لكنها لا تتوفر حتى وقت لاحق.
لإنهاء التجربة ستحتاجون ما بين 15 إلى 20 ساعة بالصعوبة المعتادة بالإعتماد على مدى رغبتكم بالإستكشاف ويتوفر خيار صعوبة أسهل يقوم بتقليل الصعوبة وتوفير قدر أكبر من الموارد ولا شك بأن إنهاء اللعبة في هذا الخيار سيتطلب وقتا أقل، Fade to Silence ممتعة عندما نتحدث عن تجربة البقاء وجمع الموارد إضافة إلى إدارة المستوطنة الخاصة بكم ولكن المشاكل التقنية العديدة ونظام القتال السطحي يغطيان على تلك المتعة في أكثر الأحيان وفي حال لم تكونوا قادرين على التغاضي عن هذه المشاكل فاللعبة لن تقدم لكم أي متعة تذكر.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة PS4 تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.