من كان ليتخيل أن تعود لعبة السباقات الجنونية Crash Team Racing بعد كل هذه السنوات، اللعبة التي كانت أحد أقوى العناوين التنافسية على جهاز سوني المنزلي Playstation الأول تعود من جديد بحلة جديدة و إضافات عديدة على الأجهزة الحالية، إلا أن السؤال الجوهري: هل تنجح هذه اللعبة في إعادة السحر القديم الذي جعل من هذه اللعبة تجربة إدمانية في المقام الأول؟ الإجابة من خلال هذه المراجعة.
صدرت اللعبة الأصلية من فريق التطوير Naughty Dog على جهاز سوني الرمادي Playstation، و قد بدأ العمل على اللعبة مباشرة بعد إنهاء تطوير كراش بانديكووت الثانية و بالتوازي مع عملية تطوير الجزء الثالث. حققت اللعبة نجاحاً كبيراً عندما صدرت في الأسواق و أشعلت صراعاً حامياً للغاية بين عشاق Mario Kart 64 و بين مُحبيها.
بكوننا من الأشخاص الذين أدمنوا كلا اللعبتين في ذلك الوقت فإننا في حقيقة الأمر كنا نفضل Crash Team Racing في ذلك الوقت، اللعبة كانت أكثر استراتيجية في اللعب و أكثر ذكاء و متعة في منظورنا، مع أن اللعبة في واقع الأمر قامت باقتباس كافة أفكار الأسلحة الأساسية من ماريو كارت و أضافت على ذلك طوراً للمغامرة تم استلهامه من لعبة Diddy Kong Racing، و بحق فقد احترفتُ Crash Team Racing كثيراً و كُنتُ لاعباً تصعب هزيمته فيها إلا أن تجربتي مع هذه اللعبة أكدت لي أن مهاراتي القديمة هذه قد ذهبت أدراج الرياح. حسناً هذا كان منذ زمنٍ بعيد.
في بداية اللعب واجهتُ بعض الصعوبة في التأقلم على تحكم هذه اللعبة و خاصة بعد الاعتياد الطويل على تحكم Mario Kart 8 Deluxe، طريقة الانعطاف في هذه اللعبة مختلفة تماماً، إن كُنتَ من لاعبي ماريو كارت 8 و أردتَ أن تقوم بلعب هذه اللعبة فعليك أن تنسى كيفية التحكم في تلك اللعبة حتى تتمكن من الاعتياد على ما تقدمه CTR. اللعبة أكثر ثقلاً و هي ليست بنفس السلاسة، الانعطاف مع ضغط أحد الزرين R1 أو L1 يؤدي إلى ما يُسمى (Power Slide)، و الضغط على زر R1 أو L1 المُعاكس يمنح اللاعب دفعة بسيطة من السرعة الإضافية.
هذه الميكانيكية جوهرية و هامة للغاية و لن تتمكن من كسب السباقات الصعبة في CTR بدونها، و هي مختلفة كثيراً عن طريقة الانعطاف في ماريو كارت، و على أية حال فإننا نرغب في أن نشتكي من البداية من قرار المطورين بجعل اللعبة تعمل بسرعة 30 إطار، هذا القرار كان مؤثراً بحق على متعة القيادة في اللعبة و على سلاسة التحكم فقد شعرنا أن اللعبة ثقيلة أكثر من اللازم و أن المركبة لا تستجيب تماماً لمن نُريده منها بصورة مثالية. بقولنا هذا فإن اللعبة تنجح رغم ذلك في تجسيد شعور السلسلة الأصلي و تُعيد سحر تلك الحُقبة الزمنية بأروع صورة مُمكنة و إن كنت من قدامى لاعبي CTR فستجد نفسك في المنزل مباشرة مع هذه النسخة المطوّرة.
لمن لم يلعب CTR أو ماريو كارت من قبل فإن هذه الألعاب هي ألعاب سباق تسمح للاعبين باستعمال الأسلحة بصورة دفاعية أو هجومية من أجل التفوق على المنافسين. الأسلحة تتضمن الصواريخ التي يُمكن إطلاقها على المُنافسين، القنابل، صناديق TNT التي يُمكن التخلص منها قبل أن تنفجر عن طريق هزها بالضغط على زر القفز. بإمكان المُتسابق جمع الفاكهة و عند جمع 10 منها تزداد سرعة الشخصية كما تحصل جميع الأسلحة على تحسينات و على سبيل المثال فإن الصندوق يُصبح قابلاً للانفجار مباشرة كما تتسبب قنينة الحمض الحمراء بأضرار أكبر من الخضراء، و حتى قناع الحماية يستمر لفترة أطول و لذلك فإن جمع الفاكهة هو هدف أساسي أثناء التسابق.
هذه اللعبة تُقدم أطوار لعب عديدة و تقدم معها كافة حلبات التسابق التي تواجدت في اللعبة الأصلية بالإضافة إلى حلبات تسابق إضافية من Crash Nitro Kart. المحتوى الذي تقدمه اللعبة جيد للغاية و أكبر من اللعبة الأصلية، كما أن إتقان كل حلبة سباق و حفظها عن ظهر قلب هو ليس بالأمر السهل و سيتطلب الكثير من التدريب. في طور المُغامرة يتوجب إنهاء عدة سباقات و من ثم مواجهة زعيم في سباق مستقل، الزعيم أسرع من الشخصيات الأساسية و الطريقة الأمثل للتغلب عليه هو تجاوزه قرب خط النهاية إن أمكن في الجولة الأخيرة. على أية حال، طور المغامرة ليس سهلاً على الإطلاق و الفوز بكل سباق يتطلب حصد المركز الأول فقط.
نعم هذه اللعبة بصورة عامة ليست سهلة و هي من أكثر ألعاب العربات إثارة للتحدي، لم يرق لنا كثيراً الكيفية التي تتشقلب بها العربة عدة مرات عندما يتم ضربها عن طريق صاروخ على سبيل المثال و كنا نتمنى أن تكون فترة الضرر أقل من ذلك. الخطأ الواحد في CTR قد يكون جسيماً، الفوز يتطلب قيادة مثالية و استعمال مثالي للأدوات على مدار الجولات الثلاث و بالطبع و كما هو الحال مع أي لعبة كارت أخرى: بعض الحظ أيضاً، أو الكثير منه أحياناً.
اللعبة تتضمن أطواراً أخرى من بينها السباقات الفردية أو سباقات الكؤوس، و كما هو الحال مع بقية ألعاب العربات فإن سباقات الكؤوس تتكون من 4 سباقات متتالية و يتم حساب الفائز بمجموع هذه السباقات. هناك أيضاً طور التنافس Battle المحبوب من اللعبة الأصلية و الذي يعود من جديد في هذا الإصدار، هذا الطور يحتوي على أنواع متعددة من المنافسات، من بينها Limit Battle الذي يتطلب ضرب الأعداء لجمع النقاط، و طور إمساك العلم، و هناك طور آخر يفوز فيه اللاعب الذي يجمع أكبر قدر من الكريستالات، هناك أيضاً طور Last Kart Driving و Steal the Bacon. في الحقيقة و مع أنني كُنت من مدمني طور Battle في اللعبة الأصلية إلا أنني لم أنجذب له كثيراً مع هذا الإصدار فالمتعة الأكبر في اللعبة تبقى من خلال السباقات الكلاسيكية.
تضم اللعبة أيضاً طور سباقات الوقت Time Trial و الطور الآخر Relic Race، الأخير هو طور يتوجب فيه على اللاعب جمع صناديق عبر حلبات التسابق، كل صندوق مرقم 1 أو 2 أو 3، هذه الصناديق توقف الوقت و الأرقام تُشير إلى عدد الثواني. حسناً، بجانب الأطوار تقدم اللعبة خيارات تخصيص كثيرة لم تكن موجودة بهذه الصورة في اللعبة الأصلية، بإمكان اللاعب تغيير المركبة و الإطارات و الحصول على المزيد من الأشياء التجميلية مقابل عملات نقدية يتم جمعها عند إنهاء السباقات. اللعبة ليست كريمة حقاً مع العملات النقدية و هذا أمر متوقع على أية حال.
اللعبة تجربة ممتعة و وفية للعبة الأصلية إلا أنها أيضاً تقدمُ رسوماتٍ رائعة ستنال إعجابكم حتماً، دعوني أكن صريحاً لأقل بأنني لستُ معجباً تماماً بالتوجه الفني “المزدحم” في الخلفيات و الذي تم استخدامه هنا فنحن من محبي البساطة في الرسوم مما يُسهل التركيز على تجربة اللعب، إلا أننا لا نستطيع أن نُنكر جودة المستوى البصري فالإضاءة و الألوان رائعة و زاهية و اللعبة برّاقة و تنبض بالحياة.
لسنوات طويلة جداً لم يكن هناك إلا لعبة عربات واحدة استثنائية على الساحة و هي سلسلة ألعاب Mario Kart، هذه اللعبة المطورة ربما لا تقدم سلاسة التحكم و كثرة الخيارات و الأسلحة المتنوعة الموجودة في تلك السلسلة إلا أنها تقدم خياراً مثالياً لمن يرغب في لعبة أخرى ممتعة من هذا النوع، المستجدون على اللعبة قد يواجهون بعض الصعوبة مع تحديات اللعبة و سيكون عليهم التدرب مراراً و تكراراً لإجادة اللعب و عدم رمي أداة التحكم من الغضب. لنأمل فقط أن تستهدف السلسلة في المستقبل سرعة لعب بستين إطاراً عوضاً عن ثلاثين فتجربة اللعب الأكثر سلاسة أثبتت أنها الخيار الأفضل.