نعود إليكم بفقرة نقاشية جديدة هذا الأسبوع بعد غياب و ذلك لنضع شركة Level-5 اليابانية تحت المجهر. هذه الشركة يعرفوها لاعبو البلايستيشن جيداً من خلال سلسلة ألعاب Dark Cloud الرائعة على جهاز سوني المنزلي Playstation 2 تحت قيادة المصمم الداهية “أكيرو هينو”، المستوى الذي قدمته تلك السلسلة كان مُبهراً و حتى أنه نال إعجاب “يوجي هوري” الأب الروحي لسلسلة دراغون كويست و الذي قام بتكليف هينو بمهمة إخراج الجزء الثامن من السلسلة أيضاً على جهاز سوني المنزلي آنذاك.
حسناً، على الرغم من ذلك فإن أكبر نجاحات حققتها هذه الشركة في اليابان و حول العالم كان عن طريق منصات شركة Nintendo، اللعبة الأولى التي حققت نجاحاً طاغياً من الشركة حول العالم كانت لعبة Professor Layton and the Curious Village على منصة DS، هذه اللعبة تمكنت من بيع أكثر من 5 مليون نسخة حول العالم، و حتى العام الماضي وصلت مبيعات السلسلة إلى أكثر من 17 مليون لعبة.
Level-5 حققت نجاحاً كبيراً كذلك مع سلسلة ألعاب Inazuma Eleven و التي بدأت بدورها على جهاز ننتندو المحمول DS أيضاً لتتحول إلى سلسلة مليونية أخرى للشركة و لتُصبح Level-5 ناشراً مميزاً في اليابان، و توالت النجاحات بعد ذلك مع لعبة Ni no Kuni التي صدرت في اليابان لكل من محمول ننتندو DS و جهاز سوني المنزلي Playstation 3 و لتحقق النجاح على كلا المنصتين، إلا أن النجاح الأكبر في تاريخ الشركة كان عن طريق منصة 3DS.
نعم منصة 3DS حظيت بدعم قوي جداً و غير مسبوق من Level-5 مع الإعلان عن مشاريع عديدة للمنصة حتى قبل صدورها في الأسواق، لعبة تقمص الأدوار Fantasy Life نجحت في بيع أكثر من مليون نسخة على هذا الجهاز إلا أن الأداء الاستثنائي كان من طرف Yokai Watch و بالتحديد جزئها الثاني، الجزء الثاني تمكن من بيع أكثر من 5 مليون نسخة في الأسواق اليابانية بمفردها في أداء استثنائي كاسح و حتى أن البعض بدأ يتساءل إن كان السوق الياباني قد وجد أخيراً اللعبة التي ستقف في وجه بوكيمون، و لكن من هنا بدأ التراجع…
الحقيقة أن Level-5 على ما يبدو قد اختارت قبل سنوات قليلة أن تنقل تركيزها إلى الأجهزة الذكية و جهاز سوني المنزلي البلايستيشن الرابع، الشركة مثل غيرها من الشركات اليابانية ظنّت أن سوق المحمول في طريقه للزوال و يبدو أنها لم تؤمن بحظوظ جهاز ننتندو الهجين Switch على الإطلاق. رغم أن الجزء الأول من Fantasy Life حقق أداءً كبيراً على محمول ننتندو إلا أن الشركة نقلت الجزء الثاني للأجهزة الذكية في خطوة غريبة للغاية اعتدناها من الشركات اليابانية المتخبطة في ذلك الوقت.
التراجع بدأ يُلاحق جميع ألعاب الشركة، ألعاب Layton انخفضت شعبيتها كثيراً، Level-5 حاولت أن تجعل السلسلة أكثر تجديداً عندما قامت بإصدار Layton’s Mystery Journey ببطولة الآنسة لايتون إلا أن اللعبة التي استهدفت الأجهزة الذكية و 3DS لم تحقق النجاح الكافي، حتى شعبية سلسلة Inazuma Eleven أخذت بالتراجع أيضاً، Level-5 كان لديها مشروع أرادت من خلاله أن تُعيد هذه النجاحات الكبيرة و الحديث هنا عن لعبة Snack World، و رغم أن اللعبة حققت مبيعات جيدة في اليابان إلا أنها لم تنجح في أن تُصبح الضربة التجارية الكبيرة التي أرادتها Level-5.
نحن كنا في انتظار مبيعات Yokai Watch 4 في اليابان قبل أن نطرح هذا النقاش، افتتاحية اللعبة أتت حتى أقل من مستوى التوقعات المنخفضة و لتبيع اللعبة 150 ألف نسخة فقط في أسبوعها الأول، اللعبة حظيت بانطباعات جيدة من اللاعبين و لكن لا يبدو أنها حتى ستقترب مُجرد اقتراب من النجاحات التاريخية الكاسحة للجزء الثاني، و حتى مبيعات الجزء الثالث الكلية و التي تجاوزت المليون تبدو صعبة المنال، هذا السقوط الكبير هو ضربة مؤلمة لهذه الشركة لأنه يعني أن Level-5 لم تعد تمتلك أي عنوان من العيار الثقيل في السوق.
المشكلة الأخرى هي من خلال التأجيلات المتكررة لألعاب الشركة و لا شك أن العمل على ألعاب منزلية لأجهزة مثل البلايستيشن4 و الننتندو سويتش و الذي عدلت الشركة عن موقفها تجاهه، ليس مثل العمل على ألعاب محمولة لمنصة 3DS. لعبة Inazuma Eleven Ares تأجلت كثيراً و حتى الآن لم ترى النور رغم الإعلان عنها منذ فترة طويلة جداً، لعبة Megaton Musashi و التي تم الإعلان عنها قبل بضعة سنوات ما زالت حبيسة في مكان ما من سراديب Level-5 دون أن ترى النور. لعبة أخرى أعلنت عنها الشركة للسويتش و لم نشاهدها حتى الآن هي Ushiro و حتى مشاريع الشركة على الأجهزة الذكة تعاني من التأجيل و التأخير.
Level-5 إلى أين؟ مع السقوط المُدوي لسلسلة Yokai Watch في اليابان فالشركة لم يعد لها ظهر لتستند عليه على العكس من شركات مثل كابكوم و سكوير إينكس و التي لجأت إلى الاعتماد على سلاسل مثل Resident Evil و Monster Hunter و Final Fantasy و Dragon Quest عندما كانت تواجه أياماً صعبة في السوق.
Level-5 قالت بأنها تُريد التركيز على سلسلة Ni no Kuni و يبدو أن الشركة ستحاول الاعتماد على هذه السلسلة و تحويلها إلى اسم من العيار الثقيل في سوق الألعاب إن أمكنها ذلك، و قد تم التأكيد خلال الساعات الفائتة أن الجزء الثالث من السلسلة قيد التطوير بالفعل، هل تنجح هذه السلسلة في انتشال Level-5 من مأزق التراجع المستمر أم أن Level-5 ستواصل فقدان الأهمية؟
قرارات عديدة متخبطة قامت بها الشركة في الآونة الأخيرة جعلتها تتراجع بهذه الصورة، التحول إلى الأجهزة الذكية لم يكن صائباً على الإطلاق لنوعية الألعاب التي تُنتجها الشركة، استمرارية إطلاق المزيد من العناوين المكررة في نفس السلاسل أدى إلى تراجع هذه السلاسل، و الضربة القاضية كانت القراءة الخاطئة كلياً لمنصة الننتندو سويتش و التي كان يُمكن أن تحتضن ألعاب هذه الشركة باكراً.
هل ستعود Level-5 إلى سابق عهدها ؟ شاركونا توقعاتكم و تحليلاتكم من خلال التعليقات.