3- الخسارة حتى في التطبيقات
ليس فقط الألعاب، حتى التطبيقات كانت موجودة على الوي يو، و نحن لا نتصور أن تكون هذه التطبيقات قد حققت أية نجاح أو جلبت عائدات تُذكر، و للأسف فإن هذه التطبيقات هي الأخرى بالتأكيد تم تطويرها للجهاز من الصفر و لا شك أنها خسرت المال بل و الكثير منه أيضاً.
هذه التطبيقات تشمل تطبيق Crunchy Roll و تطبيق Netflix و لك أن تتصور عزيزي القارىء أن هذه التطبيقات لم تتواجد على جهاز Switch حتى لحظة كتابة هذه السطور. ربما كانت تُفكر ننتندو آنذاك بأن تجعل من جهازها محطة منزلية متكاملة لكن الفشل الذريع جعلها تُغير خططها و تعود إلى تركيزها القديم و الأساسي: ألعاب الفيديو فقط أولاً و أخيراً.
الوي يو كان ضربة مؤلمة للغاية لشركة ننتندو، هذا الفشل المُدوي جعل شركات الطرف الثالث تفقد ثقتها تماماً في شركة ننتندو كشريك قوي في السوق و ذلك رغم وجود جهاز 3DS الناجح و الذي تمكن من بيع 75 مليون وحدة في الأسواق، الفشل تسبب في هز الثقة الموجودة في الشركة حتى من الزبائن الأوفياء لها، هذا بخلاف الخسائر المالية الفادحة التي تكبدتها ننتندو في استثماراتها للمنصة أو حتى شركات الطرف الثالث التي استثمرت المال في مشاريع عديدة للجهاز لم يُكتب لها أي نجاح يُذكر.
الوي يو كان درساً قاسياً لشركة ننتندو إلا أنه لم يكن أبداً مُنتجاً تم طرحه بلا جهد أو بلا استثمار، الكثير و الكثير من الوقت، الجهد و المال كان قد تم تحضيره لهذا الجهاز و ألعابه وسط ثقة من الشركات في النجاح و قوة العلامة التجارية للوي، و ما زالت شركة ننتندو تعيش بعض تداعيات هذا الفشل حتى يومنا هذا.
رغم كل شيء، هذا لم يكن بلا طائلٍ، لأنه أدّى إلى ولادة الجهاز المُمتع Nintendo Switch الذي أعاد لهذه الشركة بريقها الحقيقي و مجدها المفقود، و لتتمكن هذه الشركة المُقاتلة و الصبورة من مقاومة كل السلبية التي قوبلت بها و كل التشكيك من الشركات و المطورين و اللاعبين و حتى المحللين لتنهض من الرماد مثل طائر العنقاء و لترسم واحدة من أروع لوحات النجاح.