كم أحب الصيف! ما أروع تناول المثلجات والتمتع بالإجازة بعيدا عن ضغوطات الحياة! كم هو مشرق ودافئ ويشع بالحياة، ألا تحبون الصيف؟ يا لها من مصادفة، ولا أنا كذلك! لطالما كرهت هذا الفصل الملتهب الملي بالحشرات والعرق والإجهاد! ألا تشعرون بالأمر ذاته؟ حسنا، فلنهدأ قليلاً ونرتب أفكارنا بهدوء؛ دعوني أعرفكم على Summer Catchers إنها وبكل بساطة مغامرة نخوضها عبر فصول السنة المختلفة كي نصل إلى الصيف! يا لها من لعبة مناسبة تصل في الوقت المناسب! قد تكون وسيلة مثالية لتحديد موقفنا من هذا الفصل، هل نحبه أم نكرهه؟ هل أنتم على استعداد للمعاناة في سبيل الحصول على مشروب بارد منعش وضربة شمس ستودي بكم إلى المشفى في الوقت ذاته؟ أظنني أفزعت عددا لا بأس به منكم بهذه المقدمة الغريبة ولكن إلى الأشخاص الذين لا يزالون في أماكنهم، تفضلوا بالدخول رجاءً.
قاصدين الرمال الذهبية والشمس الساطعة تنطلق رحلتنا من غابة مظلمة تكسوها الثلوج حيث تستيقظ بطلة قصتنا الصغيرة فيها لتدرك أنها لم ترى الصيف مسبقا وأنها ترغب بذلك بشدة موجهة كلامها إلى ذئبٍ لطيف المعشر تتوسل إليه طلبا للمساعدة في تحقيق حلمها وعلى الرغم من تردّده بادئ الأمر إلاّ أنه يقرر مساعدتها فيقوم بصنع سيارة صغيرة كي تصل إلى وجهتها إلى الفصل الأشد حرا وإشراقا، القصة كما خمّنتم أعزائي القراء ليست المكون الأساسي فهي غاية في البساطة تماما كمقدمتها في الأعلى ولكنها أيضا جزء كبير من السحر الذي تتمتّع به اللّعبة، إن ما تقدمه Summer Catchers في عالمها لهو أشبه بكتاب مخصص لصغار السن، مليء بالجمال، غاية في اللطف، شديد البراءة! ستشاهد العديد من المناظر الخلابة في خضم رحلتك بتوجه فني ساحر وستلتقي بعدة شخصيات رائعة فعلى الرغم من بساطتهم الشديدة إلاّ أنهم كانوا ينجحون في رسم البسمة على شفتي بمنتهى السهولة بخيّرهم وشرّيرهم، التقائك بهم سيكون عن طريق توقفك داخل المحطات التي ستمر بها أثناء رحلتك حيث سيقومون بمنحك بعض المهام التي عليك إنجازها كي تتمكن من التقدم في القصة.
حتى بعد المضي قدما لن تنقطع رابطتك بهم، حيث بإمكانك إرسال الرسائل إلى من كل من التقيته في خضم رحلتك واخباره عن آخر مستجداتك داخلها وما مررت به فيها وهم بدورهم سيقومون بالمثل لك وهو ما يمنحك شعورا جميلا حقا لا تقتصر حدوده هنا حيث إن اللعبة تقدم في كل منطقة حدثا قد يحتوي لعبة مصغرة أو لغزا أو لقاء بينك وبين أحد شخصيات عالمها وإن قمت بإتمام الحدث بنجاح فستحصل على هدية قد تجد لها استعمالا لاحقا في وقت ما وبشكل مجمل المحتوى الجانبي الذي تقدمه اللعبة لا يقل سحرا وجمالا عن عالمها ومعالمها! أوه، وهل ذكرت من قبل أن الألحان هنا آسرةٌ بروعتها كذلك؟ حسناً، ها أنا ذا أفعل!
هناك خطب ما وأعتقد أنكم قد لاحظتموه، لقد أسهبت نوعا ما في الحديث عن جمال وسحر اللعبة فلم يبدو الرقم الذي حصدته متواضعا بعض الشيء؟ حسنا عليّ البدء في الحديث عن الأنباء السّيئة فعلى الرغم من كل تقدمه summer catchers من العناصر الرائعة إلا أنها ولسبب أجهله تماما قررت بكل غرابة أن تفسد أحد أهم العناصر داخلها وهو نظام اللعب! كيف حصل ذلك؟ الأمر بسيط جدا اللعبة تعتمد أسلوب endless runner بالتصوير ثنائي الأبعاد على غرار ألعاب مثل Super Mario run و Jetpack Joyride ودعوني أكن واضحا بهذا الشأن فأنا لا أمتلك شيئا ضد هذا النوع، الواقع أنني استمتعت بتلك الأخيرة بشكل كبير في وقت سابق! على كل وكما هو الحال مع هذا النوع فأنت لن تتحكم بعربتك فهي ستتحرك تلقائيا وكل ما عليك القيام به هو ضغط زر القدرة المناسبة حين تصادفك عقبة معينة المشكلة هنا أن العقبات التي ستصادفها هنا قليلة ولا تحوي أيّ تنوعٍ يذكر، بالطبع هنالك اختلاف بين أشكالها حسب المنطقة التي تتواجد بها إلا أنها تحمل نفس الآلية تماما، قد لا تبدو الأمور بهذا السوء حقا لكننا لم نصل إلى هذا الجزء بعد الجزء بعد! فالقدرات التي ستستعملها ستقوم بشرائها من الورشة عن طريق قطع الفطر التي يسهل جمعها بالمناسبة وحين شرائك لها فإن اللعبة لن تسمح لك بالاختيار فيما بين هذه القدرات أو حتى ترتيبها قبل بدأ المرحلة فهي ستظهر لك على الشاشة بشكل عشوائي تماما ولن تتمكن من التبديل حتى فيما بينها! دعوني أصف الأمر بكل اختصار: العامل الأكبر الذي سيساعدك على تجاوز العقبات بشكل عام لن يكون المهارة أو سرعة البديهة بل الحظ! تخيلوا هذا؟!
بالرغم من أن اللعبة تقدم مجموعة من المساعدين الظرفاء الذين يمتلكون قدرات ستسهل عليك عدم الخسارة بسرعة و يمكنك الحصول عليهم بطرق مختلفة إلا أن التقاءك بهم داخل المراحل نفسها لن يكون مضمونا وقد ينتهي الأمر بسقوطك قبل تمكنك من الحصول على واحد! و بالعودة إلى الحديث عن المهمات التي تمنحك عادة بعض الأدوات المختلفة لإنجازها إلا أنّ هذا الأمر لا يفشل في إضفاء التنوع فحسب بل إنه يزيد مرارة التجربة أكثر فأكثر حيث أن الأداة الممنوحة لك ستأخذ حيّزاً إضافيا من الأدوات وهو ما أثار غيظي كثيرا! بعد إنهائك للمهام الموكلة إليك سوف يكون عليك مواجهة زعيم المنطقة والواقع أن قتال الزعماء لا يقدم سوى عقبة أو اثنتين بإمكانك تجاوزهما بإحدى الأدوات التقليدية ولن يكون ذا نكهة مختلفة كثيرا عن المراحل الطبيعية ويجدر بي الذكر أنني خسرت عند الزعيم الأول مرات عديدة في حين أن أحد الزعماء في المراحل المتقدمة لم يأخذ مني سوى محاولة واحدة دون أي خسارة ولسبب بسيط جدا وهي أنني كنت محظوظا بالأدوات التي خرجت لي في بالترتيب المناسب! الأمر الأخير الجدير بالذكر أن اللعبة تمنحك طور co-op بشخصية أخرى من الممتع قراءة حواراتها مع الشخصية الرئيسية كإضافة للمرح، ولكن من ناحية نظام اللعب فهي فكرة ذات تطبيق سيء جدا وتزيد من المعاناة التي ستقاسيها داخله وقد تنتهي بك بالشجار مع الشخص الذي تشاركه اللعب.
سأوجه لنفسي سؤالا صغيرا: هل أحببت summer catchers ؟ إختصارا… نعم لقد أحببتها كثيرا! وأيضا، لا لقد كرهتها جداًّ! من الصعب أن أحدد موقفي بشكل واضح فعندما أتذكر اللحظات الجميلة التي مررت بها في خضمها فلا يسعني القول بأنني لم أحبها، ولكن حين أتذكر المرات الكثيرة التي خسرت فيها فقط لأن عامل الحظ لم يكن بصفي فإن الغضب يعتريني بشدة ولا أستطيع منع نفسي من القول أني كرهتها! إن Summer Catchers مثال حي على منتج يمتلك كافة المقومات ليكون تحفة منقطعة النظير إلا أنه يفسد كل هذا بخيار قاتل وهو أسلوب اللعب العقيم الذي إن لم يكن قادرا على أن يكون مبهرا فإن بوسعه على الأقل ألا يكون بهذا السوء، مما لا شك فيه أنه قد كان بالإمكان أفضل مما كان ولكن الأسف على ما فات لن ينفع أيضا، إن سنحت لفريق التطوير فرصة العمل على جزء ثانٍ للعبة أو مشروع جديد بالكامل فسأكون سعيدا إن تداركوا الخطأ الذي وقعوا فيه هنا وعملوا على إصلاحه، عدا عن هذا؛ Summer Catchers لن تخرج بك سوى بتجربة متفاوتة لن تروق للكثيرين حتما، تماما كالصيف! يمكنك أن تكرهه وتحبه بذات الشدة في الوقت ذاته، ويا لها من مفارقة ساخرة.
حصلنا على اللعبة من الناشر.