في عالمٍ تحكمه قوىً غامضة، تظهر تلك الثورة التي تقرر بذل الغالي و النفيس من أجل تحريرِ عالم Alestia من هذه القوى، لتجعله حُرّا، حرّا كما ينبغي أن يكون. و حتى يحصل ذلك، لا بد من الاستعانة بجهودنا، و نحنُ، كعرّاف Valinorth؛ مزودون بسيف Exodus، سنلعب دوراً جوهرياً في الحرب القادمة!
من الطريف أن تكون مراجعتنا الأولى لرواية مرئية على الموقع مُختصةً برواية صُنعت في العالم الغربي و ليس من اليابان التي بدأت هذا الصنف من الأعمال. في الحقيقة، إن Winds of Change هي أول رواية مرئية أقرؤها من كتابة غربية بالكامل، حيث عمل عليها الكاتب “كايل لامبرت” الذي قام بتمويلها جماعياً عن طريق اللاعبين، و يذكر كايل أن ألعاب Bioware مثل Mass Effect و Dragon Age هي مصادرٌ أساسية لإلهام لعبتنا هذه، و بعد التجربة نُقرّ أنه مُحقٌ في ذلك، فالبنية القصصية تتشابه مع ألعاب Bioware إلى حدّ بعيد.
حسناً، هذه اللعبة هي خليط بين ألعاب الروايات المرئية بأسلوبها الياباني مثل G-Senjou no Maou، و ألعاب “أشّر و اضغط” في العالم الغربي مثل Broken Sword. في ألعاب الروايات المرئية يتم سردُ القصة على هيئة نصوص تُعرض أمام اللاعب، بالإضافة إلى عرض نماذج للشخصيات فوق الخلفيات، كما تتضمن الروايات المرئية موسيقى و ألحان بالإضافة إلى تمثيل صوتي، مما يجعلها مزيجاً بين الكتب و طريقة سردها الروائية، و بين الأعمال المرئية على الشاشة مثل المسلسلات. أما ألعاب أشّر و اضغط، فهي تعتمد على النقر بالفأرة من أجل قراءة تفاصيل حول القصة أو اختيار المكان الذي يرغب اللاعب في الذهاب إليه.
حكمت مجموعة The Triumvirate الغامضة عالم Alesita لمُدّة قرون، القلّة التي شاهدتهم قالت إنّهم يرتدون تلك الأثواب البيضاء ذات الخيوط الذهبية إلا أن هيئتهم مختلفة عن باقي المخلوقات. يرى قاطنو Alestia أنهم أشبه بالآلهة، إنّ تاريخهم ممتد منذ الأزل، و ربما منذ أن وجد عالم Alestia نفسه. حسناً، بعد أن عاشت شخصيات اللعبة الشبيهة بالحيوانات في سلامٍ و وئام، تغيّر كل شيء و وقعت الفاجعة عندما قامت مجموعة الـTriumvirate بغزو مدينة Mazeo البحرية لأسبابٍ مجهولة.
هذا الغزو، و على أنه لم يهدف إلى إراقة الدماء، و على الرغم من أنه جعل Mazeo أكثر سلاماً، فقد أشعل نيران الثورة و كسر الصورة المقدسة للـTriumvirate، الثورة، التي انطلقت شرارتها من ضحايا تلك الحادثة. نجحت الثورة في القيام بأعظم ضربةٍ لها عندما قامت بسرقة السيف الذي يُطلق عليه Blade of Exodus. حكايتنا تبدأ مع رؤية تتحقق لعرّاف Valinorth، في هذه الرؤية يُشاهد العرّاف غزواً جديداً يقع على Valinorth هذه المرة، و تبدأ الرحلة.
يُمكننا أن نقول بأن الحكاية التي ترويها هذه اللعبة تُشابه إلى حدٍ بعيدٍ بالفعل حكايات Bioware، فالشخصية الأساسية على سبيل المثال هي شخصية العرّاف و هو الشخص “المختار” الذي يحمل قوىً خاصة في عالم القصة تماماً مثل أبطال حكايا Bioware. هناك مجموعة من الأتباع و الرفاق في القصة مثل Valessa مُساعدة العرّاف و المسؤولة عن استنباط الرؤى التي تتحقق له و تلميذها Fortaime، و هناك Damek قائد الثورة الحالي و عدد آخر من أعضاء الثورة البارزين. كما هو الحال في ألعاب Bioware فبالإمكان إقامة علاقة عاطفية مع هذه الشخصيات و يجب عليك كسب ولائها قبل المعركة الأخيرة.
القرارات التي تتخذها في اللعبة، و على غرار ألعاب Bioware ستزيد عداد Pure أو Corruption، مما سيؤثر على سير القصة و النهاية التي ستحصل عليها. و كما هو الحال مع ألعاب الفريق الكندي الشهير، فإنك أيضاً ستتخذ قرارات حاسمة و ستعقد تحالفات، و ستكتشف العديد من الأسرار و الخبايا عن عالم اللعبة و تاريخه و عن حقائق بعض الشخصيات، و بالتأكيد فلا يخلو الأمر من المفاجآت.
حسناً، بقولنا هذا نحن نرى أن قصة اللعبة لا تستطيع أن تنافس حكايا Bioware عندما تكون في أفضل حالاتها. الرتم القصصي بطيء بعض الشيء مع الكثير من الشرح و التفاصيل و القليل من الأحداث الفعلية، و الشخصيات ليست جذابة بنفس القدر الذي كانت عليه شخصيات مثل “موريغان” و “ليليانا” و “أليستار” من الرائعة Dragon Age Origins و التي كانت تتحلى بالكاريزما و الحوارات المتميزة و وجهات النظر المتفردة، و لو أن هذه المقارنة قد لا تكون عادلة بالنظر إلى الفرق في الخبرات و حجم الإنتاج بين هذه الأعمال. المستوى الكتابي في اللعبة جيد حقاً و ربما أفضل مما تتوقعنا، لكنه لا يصل إلى العبقرية في التلاعب بتوقعات القارىء كما تفعل أفضل الأعمال و لا يستعمل لغة أدبية رفيعة المستوى. على أية حال، السرد متماسك و جيد و يبدو جلياً أن كاتب القصة كان يعرف جيداً ماذا يفعل حيث أعدّ القصة باحتراف و إتقان.
ذكرنا أن الرواية تعتمد على أسلوب “أشر و اضغط” الكلاسيكي، سيكون بمقدور اللاعب أن يختار أن يرغب في الانتقال إلى المكان الذي يذهب إليه، هناك مشاهد إضافية يمكن للاعب استعراضها و هي مشاهد تعرض أحداثاً موازية تجري في أماكن أخرى و تُعزز فهم اللاعب للقصة و لما يدور من أحداث، و هناك حوارات بين الشخصيات الموجودة يُمكن الاطلاع عليها بالنقر فوق الأيقونة المخصصة لذلك، كما أن هناك كُتباً يمكن العثور عليها عند الاستكشاف بالنقر فوق الأشياء في الخلفية، هذه الكتب تتناول بناء عالم اللعبة (Lore) و تتناول خفاياه و أسراره.
تُقدم هذه اللعبة تمثيلاً صوتياً جيداً من أسماء عملت على ألعاب مثل Zelda Breath of the Wild و Persona 5، و هذا كان مُفاجِئاً لنا بالنظر إلى القدرات المالية المتواضعة التي صُنعت بها هذه الرواية، و من الجدير بالذكر أن بعض الشخصيات مثل Sovy و عُمدة Mazeo حصلت على تمثيلٍ صوتي قد يكون أفضل من الآخرين. كما حصلت اللعبة على مقطوعات موسيقية جيدة و إن كانت لا تعلق بالذاكرة، بعض الألحان اكتست بطابع حربي لتعزيز الشعور بالمواجهة بين الثورة و الـTriumvirate و البعض الآخر كان هادئاً و جميلاً مع استعمال للآلات الوترية.
رغم أنها لا ترتقي لمصاف الروائع الخالدة، و تفتقر بعض الشيء إلى القدرة الخارقة على التأثير، إلا أن هذه الرواية كانت بمثابة المفاجأة الجميلة بالنسبة إلينا. توقعاتنا في بادىء الأمر كانت منخفضة للغاية، إلا أن التجربة هي دائماً خيرُ برهان، و هذه القصة هي بالتأكيد لا تفتقر إلى التماسك و الترابط. كما هو الحال مع عنوان اللعبة، هل حان الوقت لرياح التغيير؟ التغيير الذي قد يُشير إلى أن الروايات المرئية لم تعد حكراً على رواة القصص من بلاد الشمس المشرقة، اليابان.
حصلنا على نسخة المراجعة من الناشر.