Yooka-Laylee هي لعبة يتم تذكرها كمثال على قصص الـ Kickstarter السيئة، ولماذا يجب علينا أن نخفض حماسنا وتوقعاتنا من الألعاب التي تبدأ بتمويل الجمهور. اللعبة التي تم تسويقها، تمويلها، وبيعها، كوريث روحي لألعاب المنصات ثلاثية الأبعاد التي تركز على التجميع على شاكلة Banjo-Kazooie، صدرت مقابلة أداء نقدي سيء واحباط من غالب اللاعبين. مشاكل تقنية، تحكم غير دقيق، ومشاكل لعب تذكرك لماذا اندثر هذا النوع من الألعاب بالأساس، بدلاً من محاولة تطويره وإعادة تقديمه للجيل الحالي. بالمحاولة الثانية، ينقل المطور Playtonic Games السلسلة لبعد جديد والهام جديد. هذه المرة، Yooka-Laylee هي لعبة منصات ثنائية الأبعاد مستلهمة بشكل رئيسي من سلسلة Donkey Kong Country، فكيف صدرت اللعبة هذه المرة؟
بشكل رائع، في الحقيقة. The Impossible Lair هي بلا شك واحدة من أكبر مفاجآت السنة، وهذا يظهر من اللحظة الأولى. على عكس الجزء الأول، التحكم بـ Yooka و Laylee في هذه اللعبة دقيق للغاية ويمكن الاعتماد عليه في وجه اعتى القفزات وتحديات المنصات. بشكل مشابه لـ Donkey Kong Country بشكلها الحديث، حركاتك الرئيسية هي القفز، الدحرجة، واستعمال شريكك – Laylee بهذه الحالة – للحصول على وقت أطول في الهواء، وجميع هذه الحركات تعمل بشكل دقيق وتعطي شعور جيد باستعمالها. الاختلاف هنا هو ان بعد تعرضك للضربة الأولى وخسارتك لـ Laylee، سيطير بالشاشة بشكل عشوائي لفترة قصيرة يمكنك فيها امساكه قبل ان يختفي. هذه واحدة من طرق “التسهيل” التي تستعملها The Impossible Lair، بالإضافة الى تخلصها من نظام الحيوات وإعطاء اللاعب المقدرة على الموت قدر ما يشاء بدون اعادته الى بداية المرحلة، بالإضافة الى نظام يسمح للاعب بتخطي جزئية من المرحلة ان مات فيها اكثر من عدد معين من المرات.
كل هذه القرارات قد توحي بكون The Impossible Lair لعبة سهلة، لكنها أبعد ما يكون عن ذلك، وهذا بفضل تصميم المراحل. تصميم المراحل يستغل دقة تحكم The Impossible Lair بالكامل في تصميم سلسلة من تحديات المنصات التي ستدفعك الى حدودك مهما كانت خبرتك مع التصنيف. مراحل The Impossible Lair مصممة بعناية فائقة، ومليئة بالأسرار المخبأة بأماكن بغاية الخبث وتشجعك على استكشاف كل أركان المرحلة. لعل المشكلة الوحيدة بمراحل اللعبة هو أن مع تشابه اللعبة الشديد واستلهامها من Donkey Kong Country، نلاحظ غياب واحدة من أكثر ما يميز مراحل تلك السلسلة، الا وهو تنوع بيئات المراحل والتتابع القصصي لرحلة الشخصيات فيها. بيئات The Impossible Lair أكثر تكراراً وأقل تميزاً، ولا تلتصق بذاكرتك كثيراً. رغم ذلك، هناك عدة عناصر جوهرية تميز هذه اللعبة عن Donkey Kong Country وتعطيها رونقها الخاص، ولعل أول هذه العناصر هو ما سميت اللعبة على اسمه، العرين المستحيل نفسه.
اللعبة تبدأ في مرحلة مستحيلة باسم The Impossible Lair. هذه المرحلة تتميز بدرجة غير طبيعية من الصعوبة، وهي طويلة للغاية وبدون أي نقاط تخزين. انهاء هذه المرحلة ممكن إن كنت مخضرماً بغاية الاحتراف بألعاب المنصات، وبعد عشرات المحاولات التي تحفظ فيها تصميم المرحلة، لكن إن كنت بشرياً عادياً كغالبنا، هنا يأتي دور باقي اللعبة. كل مرحلة تنهيها في اللعبة تعطيك نحلة، وكل نحلة تعطيك المقدرة على تحمل ضربة إضافية في العرين المستحيل. هناك 48 نحلة في اللعبة، وكلما جمعت نحلات أكثر منهم كلما أصبح العرين أقل استحالة. وجدت هذا النظام رائعاً للغاية، حيث يعطي كل لاعب الخيار بتحديد مستوى صعوبة التحدي الأخير باللعبة بناء على تقديره الشخصي لمهارته، وكنت اعود بعد تجميعي لعدد جديد من النحل كل مرة لتجربة المرحلة مجدداً، وكل مرة أتقدم قليلاً واللعبة تخبرني أين وصلت فيه، 20%، 45%، 66%، حتى تمكنت أخيراً من انهاءها، ليس فقط لأني جمعت نحل أكثر، بل لأن مستواي تحسن مع لعب مراحل جديد ومع إعادة العرين حتى قهرته.
الفكرة الثانية التي تميز اللعبة هي خريطة عالمها. بالوهلة الأولى تبدو كخريطة مراحل Super Mario 3D World حيث فقط تمشي وتختار المرحلة التي تريدها، لكن خريطة عالم The Impossible Lair أعمق من هذا بكثير، وأقرب الى ألعاب Zelda من Mario! هي خريطة مليئة بالأسرار، والألغاز، والمفاتيح والأقفال، والتحديات التي لا تقل متعة عن المراحل نفسها، ومكافآتك على استكشافها وحل أسرارها هي أفضل مراحل اللعبة. هذا لأن لكل مرحلة في The Impossible Lair نسخة ثانية تفتحها عن طريق عبثك بعالم اللعبة. يمكنك أن تغرق الكتاب الذي تدخل منه المرحلة في الماء وستغرق المرحلة في الماء، ويمكنك أن تقلبه رأساً على عقب و ستنقلب المرحلة! هذه النسخ الإضافية من المراحل تمتلك البيئات والموسيقى وتحديات المنصات الأكثر متعة وتميزاً باللعبة كلها، بشكل يضع النسخ الأولى في مقارنة محرجة، حتى.
شيء آخر تفوز به عن طريق استكشافك لخريطة العالم هو الـ Play-Tonics، وهي أدوات يمكنك تركيبها وستغير أشياء باللعبة بطريقة قد تصعبها، تسهلها، او تغير مظهرها. بعضها سيجعل شخصيتك أسرع، بعضها سيجعل المراحل مقلوبة رأساً على عقب، بعضها سيجعل اللعبة باللونين الأبيض والأسود كفيلم كلاسيكي. هناك عشرات الـ Tonics التي تغير تجربة اللعب وتشجع على إعادة المراحل مجدداً ومجدداً مستعملاً Tonics جديدة. بالإضافة على هذا، الـ Tonics التي تسهل اللعبة تقلل الأموال التي يمكنك الحصول عليها في المراحل، و التي تصعب اللعبة تزيدها، مما يعطي دافعاً إضافية للاعب أن يتحدى نفسه بـ Tonics صعبة.
مظهرياً، اللعبة جميلة بشكل غريب للعبة مصممة بالـ Unity، و مثال على الدرجة التي تطور بها المحرك بالسنوات الأخيرة، لكن أغلب روعة التقديم باللعبة تأتي على شكل ألبومها الموسيقي الممتاز الذي عمل عليه طاقم التلحين المميز من اللعبة الأصلية بالإضافة إلى ظهور بارز من الرائع David Wise، الذي قدم للألبوم 13 لحناً غاية في الروعة يشملون ألحان العرين المستحيل الخمسة. اللعبة كذلك دسمة بمحتواها حيث احتاجت مني 12 ساعة لإنهاء مراحلها الرئيسية، ومازال لدي الكثير من الـ Coins والـ Tonics لأجمعهم، مما يعطيها قيمة مميزة خصوصاً كونها تباع بسعر اقتصادي هو 30 دولاراً أمريكياً.
في Yooka-Laylee And The Impossible Lair، كفّر Playtonic Games عن أي ذنوب قد يكونوا ارتكبوها بالجزء الأول، وقدموا لعبة بمستوى قلّ أن تجد مثله خارج ألعاب المنصات من ننتندو. The Impossible Lair تمكنت من الموازنة بين الاستلهام من الأفضل، وتقديم أفكارها الجديدة للتصنيف والمحافظة هويتها الخاصة، بشكل يجعلها واحدة من أكثر العاب المنصات تميزاً هذا الجيل.
تمت مراجعة هذه اللعبة بنسخة Playstation 4 حصلنا عليها من الناشر.