Blacksad هي مجموعة من القصص المصوّرة التي تطرقت للعديد من المواضيع المهمّة من العنصريّة والجماعات العرقيّة المتطرّفة وصولاً إلى الفساد والايديولوجيا الإشتراكيّة وغيرها من القضايا وقد كان الإعلان عن إقتباساها في لعبة فيديو بعنوان Blacksad: Under the Skin مثيراً للإهتمام، هل قدّمت هذه اللعبة الإقتباس المناسب لعالم Blacksad والمشاكل التي يطرحها؟ هذا ما سنتعرّف عليه خلال هذه المراجعة.
القصّة تبدأ مع إكتشاف جثّة Joe Dunn صاحب أحد النوادي الرياضيّة المخصّصة للملاكمين في مدينة نيويورك والذي يبدو أنّه قد شنق نفسه، بعد إنتحار Joe Dunn يختفي تلميذه الشاب Bobby Yale قبل 15 يومًا من أهم نزال في مسيرته كملاكم والذي سينافس فيه البطل حالي Al Stone على حزام البطولة، هنا يأتي دور المحقّق John Blacksad الذي يتولّى مهمّة البحث عن Bobby Yale لمساعدة Sonia Dunn في إنقاذ النادي الخاص بوالدها.
القضايا التي طرحتها القصص المصوّرة مثل العنصريّة متواجدة هنا ولكنّ دورها ثانوي فقط فهي جزء من الخلفيّة لا أكثر ومن المؤسف أنّنا لم نحصل على إقتباس أكثر دقّة لما طرحته القصص المصوّرة من قضايا، القصّة مع ذلك تبقى مثيرة للإهتمام وصعبة التوقّع فالأحداث تبدأ بشكل بطيء مع العديد من الأسئلة وعندما تبدؤون بأخذ فكرة عمّا يحدث يتم مفاجأتكم بتغيّر مفاجئ أو تشعّب القضيّة في عدة إتجاهات لتجعل من حلّ اللغز مهمّة صعبة لأفضل المحققّين وهذا التشعّب والتسلسل في الأحداث يبقي الأمور مثيرة وغير متوقّعة.
عند الحديث عن المستوى التقني فاللعبة تعاني من الكثير من المشاكل ويمكن القول بأن أغلب عيوبها هي تقنيّة بحتة! هبوط الإطارات أمر متكرّر جدًا، عناصر البيئة تختفي وتعود للظهور مجدّدًا في بعض الأحيان، النصوص تختفي من الحوارات كما أن المؤثّرات الصوتيّة وبعض الحوارات بين الشخصيّات مفقودة في العديد من الجزئيّات، الموسيقى في الخلفيّة هي الأخرى ستختفي أحيانًا كما واجهنا مشكلة توقّف اللعبة عن اللعبة أو تحوّل الشاشة للون الأسود عدّة مرّات مما تطلّب إعادة تشغيل اللعبة أو العودة إلى القائمة الرئيسيّة.
عالم Blacksad يقدّم شخصيّاته على هيئة حيوانات أنثروبومورفيّة أي ذات هيئة جسديّة مشابهة للبشر وتصوير مختلف المخلوقات بهذا الشكل يتطلّب الإتقان في التصميم وهذا ما تفتقر إليه التجربة للأسف فعدى القط John Blacksad نشاهد تصاميم متفاوتة للشخصيّات الأخرى التي يبدو العديد منها بلاستيكيًا، حركة الشفاه والملامح التي ترسم على وجوه الشخصيّات تبدو غريبة في بعض الأحيان ومضحكة جدًا في أحيان أخرى، حتى حركة Blacksad أثناء المشي ليست سلسة والتجربة كانت تحتاج إلى المزيد من الصقل من ناحية الرسومات والتصاميم بشكل عام.
تجربة اللعب تعتمد على التجوّل في البيئة المحيطة ومعاينة ما فيها من أدلّة، هنالك العديد من الحقائق التي ستكتشفونها والنظريّات التي سيبدأ Blacksad في تكوينها وعندما تملكون التفاصيل المطلوبة سيتم إشعاركم بتوفّر القدرة على الوصول إلى إستنتاج جديد حيث تقومون بربط التفاصيل مع بعضها البعض والوصول إلى إستنتاج يساعد على التقدّم في التحقيق، ستقومون بالإستفادة من حواس القط Blacksad في معاينة ملامح الشخصيّات أثناء إستجوابها أو الإستماع لنبضات القلب وسرعتها وغيرها من التفاصيل للوصول إلى الإستنتاجات السريعة أثناء الإستجواب.
العديد من الأحداث الرئيسيّة في التجربة لن تتغيّر ولكن خيارات اللاعب أثناء الحوارات لها دور في التأثير على العديد من الأحداث الأخرى التي قد تكون مسألة حياة أو موت للشخصيّات المحيطة بكم كما أنّ خياراتكم ستؤثّر على نهاية القصّة أيضًا، هنالك العديد من المناسبات التي ستقومون فيها بضغط الزر المناسب قبل نفاذ الوقت QTE للتفاعل مع شخصيّة أخرى أو خوض عراك وهذا كل ما تقدّمه التجربة فعليًا بجانب مجموعة من الصور القابلة للتجميع والتي تمثّل أشهر الرياضيين (في عالم اللعبة) من لاعبي كرة القاعدة أو الملاكمين ويمكن إيجاد هذه الصور في العالم من حولكم وبعضها قد يبدو واضحًا بينما البعض الاخر مخبّأ بشكل جيّد.
Blacksad: Under the Skin هي لعبة مناسبة لمحبّي الألعاب القصصّية المشابهة لألعاب Telltale خاصّة مع قصّتها المثيرة، التجربة تقدّم 9 ساعات من اللعب وتقدّم قيمة لإعادة التجربة ومعرفة كيفية سير الأحداث في حال إتخذتم قرارات مختلفة ولكنّ كل ذلك يعتمد على مدى تقبّلكم لنظام اللعب المحدود وقدرتكم على التغاضي عن المشاكل التقنيّة الجمّة التي تعاني منها التجربة، نود الإشارة في النهاية إلى أنّنا قمنا بإكمال المراجعة بعد صدور التحديث الذي صدر لمعالجة المشاكل التقنيّة وبالرغم من تحسينه للتجربة العامّة إلّا أن التحديث لم يعالج الكثير من المشاكل الأخرى.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة حاسب شخصي تم توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.