تاريخ معرض طوكيو للألعاب
على عكس معرض E3 الذي يسهل جدا سرد تاريخه، معرض طوكيو كان يعاني كثيرا من الناحية الإعلامية لعدة أسباب، منها التنظيم حيث لاتقام مؤتمرات صحفية تسبق المعرض من الشركات كما هو الحال بأغلب المعارض العالمية بل تكتفي الشركة المنظمة بتقديم دعوات لشخص واحد أو أثنين يمثلان إحدى الشركات الكبرى بمجال الصناعة باليابان لتقديم الجديد بأول أيام المعرض كمتحدثان له.
باقي الشركات تقوم بعرض منتجاتها عبر منصتها داخل المعرض وهذا الشئ يجعل الأمر صعب جدا للإعلام بسبب الإزدحام وخصوصا في ظل كون المعرض مفتوح للجماهير عامة ولتضارب المواعيد بين الشركات، أيضا اللغة اليابانية المستخدمة بشكل كامل بالمعرض مع غياب أي مساعدات كانت حاجز وضع الإعلام العالمي في حيرة من أمره على مدى السنوات عند تغطية المعرض.
عبر تاريخ معرض طوكيو لم يكن المعرض هو الحدث الرئيسي للكشف عن الأجهزة الجديدة حيث تفضل الشركات إستعراض أجهزتها بمعرض E3 الذي يقام ببداية العام على عكس معرض طوكيو الذي يقام قبل موسم الأعياد وتفضل الشركات عرض ألعابها فيه بدلا عن الكشف عن أجهزتها الجديدة.
– السنوات الثمانية الأولى من عمر المعرض (من العام 1996 حتى العام 2004):
كان النظام المتبع للمعرض هو إقامته مرتين بالعام وهذا النظام كان يضعف بشكل كبير الإهتمام الإعلامي للمعرض، لم يساعد أيضا الإنغلاق الياباني الكبير عن العالم في نشر أخبار المعرض خلال فترة ماقبل الألفية الثانية رغم الأسماء الكبيرة التي كانت تتواجد بالمعرض مثل سلاسل فاينل فانتسي وغيرها ولكن الحصول على المعلومات كان ضعيفا جدا من الحدث.
هلال هذه الفترة شهد المعرض عن الكثير و الكثير من الألعاب ولكن الكشف عن الأجهزة الجديدة لطالما كان معرض E3 الامريكي مسرحا له لسطوته الإعلامية مقارنة بمعرض طوكيو المحدود داخل اليابان، حتى العام 2002 كان المعرض يقام مرتان بالعام وتغير النظام بعد ذلك ليصبح معرضا واحدا فقط بالعام ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا الحاضر وهذا هو النظام المتبع للمعرض.
– معرض العام 2005 يشهد ثورة جديدة وروتين مابعد ذلك (2006-2007)!
لماذا كان ذلك؟ معرض طوكيو للعام 2005 كان محور الحديث الذي قلب الكثير من الموازيين بعالم الألعاب حينما حضرت ننتندو معرض طوكيو للمرة الأولى عبر رئيس الشركة ساتورو ايواتا وكشف للجميع جهاز التحكم الخاص بالننتندو وي (الريموت) وكانت هذه اللحظة بارزة جدا بتاريخ معرض طوكيو لمدى الضجيج الإعلامي الذي واكب الكشف عن هذا النظام الجديد للتحكم والنجاحات الكبيرة التي تلت ذلك.
بعد المعرض 2005 لم يتغير شئ بمعارض العام 2006-2007 حيث تحول التوجه بشكل كبير لأجهزة المحمول التي سيطرت على السوق كثيرا في ظل التراجع الكبير الذي أصاب سوق الأجهزة المنزلية و معها دعم الشركات لهذا السوق.
– تغيير جديد بالعام 2008 وهبوط المستوى مابعد ذلك (2009،2010،2011):
شهد تغييرا جذريا بالمعرض حيث أصبح يقام على مدى أربعة أيام أول يومين منها للإعلام فقط واليومين الأخرين للجميع وهذا النظام هو المتبع حتى يومنا الحاضر، واحدة من أهم الأشياء التي تميز معرض طوكيو عن غيره من المعارض العالمية هو الـCosplay حيث نرى محبي الألعاب والانيمي والمانقا يحضرون الحفل بملابس شخصياتهم المفضلة ويتسابق الحضور لتقديم أفضل صورة وزي وتنكر بعادة إرتبطت كثيرا بمعرض طوكيو ونشاهدها بمعظم معارض الألعاب العالمية بعد ذلك.
للأسف الشديد لم يكن جيل أجهزة الـHD كريما مع الشركات اليابانية التي تاهت كثيرا بهذا الجيل وانعكس ذلك سليا على معرض طوكيو الذي فقد الكثير من هيبته ولم تعد الشركات تعلن عن الكثير من العناويين من خلال المعرض واتجهت بشكل أكبر للمعارض الغربية الكبرى لإستعراض العابها، بالتأكيد لايعني ذلك أننا لم نرى العابا جديدة من خلال المعرض ولكن التوجه أصبح أكبر للألعاب الخاصة باليابان فقط ومع دخول شركات جديدة بالسوق مثل Gree وغيرها من مشغلي خدمة العاب الجوالات تغير معرض طوكيو ومازالت الجماهير تحلم بأن نشهد معرض طوكيو حقيقي يقدم المطور الياباني بشكل أفضل.
الحضور الجماهيري شهد إرتفاعا كبيرا خلال السنوات حتى وصل لحاجز الـ200 ألف زائر خلال الأيام الأربعة التي تقام فيها أحداث المعرض منذ العام 2008، معرض العام 2012 تبدأ أحداثه بتاريخ 20 سبتمبر الحالي ولنتعرف عليه بشكل أكبر.