ها نحن في فصل الخريف، تختبئ الشمس خلف الغيوم لتعلن بداية موسم الضباب والأمطار، الرياح العاصفة تحمل معها البرد القارس الذي يلفح الوجوه وترتجف له الأبدان، وسط هذه الأجواء الكئيبة نحلم بالسفر إلى تلك المناطق الإستوائية الدافئة على مدار العام لنحظى بإجازة تبعث على الإسترخاء تحت أشعّة الشمس المشرقة قبالة الشواطئ الرمليّة الدافئة، حسنًا، لا داعي لحزم الحقائب وحجز تذاكر السفر ففريق التطوير الألماني Shin’en سيأخذنا في رحلة سياحيّة مميّزة مع لعبته الجديدة The Touryst!
قد لا يعرفه العديدون ولكنّ Shin’en Multimedia المتمركز في ميونخ متواجد في الصناعة منذ العام 1999 ومنذ بداية مسيرته وحتّى يومنا هذا يلتزم الفريق بعمله على أجهزة ننتندو بشكل أساسي وقد قام بإصدار عدّة ألعاب مميّزة منها لعبة السباقات المستقبليّة السريعة Fast RMX على جهاز الشركة الهجين السويتش التي قدّمت مستوى تقني مميّز يدل على عناية الفريق بالتفاصيل.
لن نتحدّث طويلاً عن القصّة فهي ليست جزءً فعليًّا من The Touryst، ستلعبون دور السائح الذي يصل إلى جزيرة Touryst Island لتبدأ رحلتكم بإكتشاف الجزيرة وأسرارها مع التعرّف على سكّانها، على المستوى التقني فاللعبة تعمل بمعدّل إطارات ثابت على 60 إطارًا في الثانية وتقدّم رسومات جميلة جدًا بفضل توجّهها الفنّي بتصميم مكعّب وبسيط للشخصيّات والبيئة المحيطة، الفريق إهتم بالعديد من المؤثّرات كتلك الخاصّة بالأمطار، حركة الأعشاب، وأشعة الشمس التي تشعركم بالدفء وغيرها من المؤثّرات التي تبعث الحياة في البيئة المحيطة، على المستوى السمعي نلاحظ نفس القدر من العناية بالتفاصيل فعند التجول في الجزر ستسمعون إلى صوت الأمواج عند المشي على الشاطئ وصوت المشي على العشب كما يتم تقديم مجموعة من الألحان الجميلة والمرحة عند القيام ببعض النشاطات والتحديّات.
التحكّم بسيط جدًا ويقتصر على الأنالوج للتحريك مع زر للقفز وأخر للتفاعل مع البيئة إضافة إلى زر للتفاعل مع الشخصيّات وأخر للركض، The Touryst تقدّم مغامرات مليئة بأفكار بسيطة ولكن مطبقّة بشكل متقن وممتع، المهمّات الرئيسيّة تتطلّب إكتشاف نصب تذكاري للحصول على غرض معيّن وهو الأمر الذي يتطلّب حل لغز أو هزيمة حارس ذلك النصب، الألغاز تتطلّب منكم إمعان النظر في البيئة المحيطة لمعرفة الحل فأنتم لا تحصلون على أي نوع من التعليمات بشكل عام.
ما يميّز هذه الرحلة السياحيّة هو كميّة النشاطات والتحديّات المختلفة التي يمكن القيام بها فبالرغم من صغر حجم الجزر التي ستزورونها إلّا أنكم قادرون على ممارسة نشاطات مثل ركوب الأمواج، إستكشاف الكهوف، ربما ترغبون أيضًا في زيارات المعرض الفنّي أو إثبات مهاراتكم في كرة القدم، هنالك العديد والعديد من النشاطات المتنوّعة الأخرى و بعض الأسرار المخبّأة هنا وهناك إضافة إلى المهمّات التي تقومون بها بمساعدة الشخصيّات الأخرى كإلتقاط الصور أو تجميع الفاكهة وكل هذا التنوّع يمنع الإحساس بالملل ويبقي التجربة ممتعة ومثيرة طوال الوقت وسنترك لكم مهمّة إكتشاف جميع تلك النشاطات بأنفسكم.
التجربة بشكل عام لا تعاني من أي مشاكل قد تفسدها وسلبياتها قليلة وتقتصر على التجاوب الغير عملي لميكانيكية التصويب عند محاولة رمي غرضٍ ما كما أنّ إستخدام كاميرا ثابتة تتحرّك بشكل معيّن في بعض الغرف قد يمنعكم من تقدير المسافات بشكل دقيق في جزئيّات القفز من على المنصّات مما سيتسبب بسقوطكم بشكل مزعج في بعض الأحيان.
بعد قضاء 8 ساعات تمكنّا من إنهاء المهمّات الرئيسيّة وإكمال اللعبة بنسبة 93% وربّما نستطيع إضافة ساعة إلى هذا الرقم للقيام بكل شيء، إكتفاؤنا ببضعة سطور للحديث عن التجربة قد لا يشعركم بأنّنا نتحدث عن لعبة مميّزة ولكن صدقوني عندما أقول لكم بأن خلف هذه السطور القليلة تقبع تجربة مميّزة وممتعة بكافة جوانبها، The Touryst هي واحدة من مفاجآت هذا العام بلا شك وأحد التجارب المفضّلة لدينا فقد أخذتنا في رحلة سياحيّة مليئة بالمناظر الجميلة والنشاطات المتنوّعة والتحديّات المثيرة وهي تجربة تستحق إهتمام محبّي ألعاب المغامرات والمنصّات.
تم مراجعة هذه اللعبة بنسخة Nintendo Switch تم توفيرها من قبل الناشر.