مع غياب السلاسل ذات الحضور الكبير لرياضة كرة المضرب (أو التنس الأرضي) مثل Virtua Fighter و Top Spin عانى محبو هذه الرياضة من عدم وجود لعبة تُمثلها بذاك المستوى الرفيع، تأتينا لعبة بطولة أستراليا المفتوحة AO Tennis 2 من شركة Bigben Interactive و فريق التطوير الأسترالي Big Ant Studios، فهل تنجح هذه اللعبة في تغطية هذا الفراغ؟ تابعوا القراءة معنا لتعرفوا الإجابة.
هذه اللعبة تُقدم ترخيصًا رسميًا لبطولة واحدة من بطولات Grand Slam الأربع الكبرى و هي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس و من الواضح أن موعد اللعبة مدروس ليتزامن مع انطلاقة البطولة التي تبدأ في شهر يناير سنويًا و هي أولى البطولات الأربع زمنيًا، إذ تتبعها لاحقًا بطولة رولان غاروس في فرنسا و بطولة ويمبلدون في بريطانيا و أخيرًا بطولة أمريكا المفتوحة، و تدور منافسات بطولة أسترالية المفتوحة على أرضٍ صلبة.
لنتحدث في بداية الأمر عن الرياضيين الموجودين في اللعبة، في الحقيقة خلقت قائمة اللاعبين إحباطًا لنا بعض الشيء و لا شكّ أنها كانت مُقيّدة بالميزانية المُخصصة للمشروع، إلا أننا و مع ذلك أردنا وجود المايسترو السويسري روجيه فيدرير، و أبطالًا آخرين مثل أندي موراي و نوفاك دجوكوفيتش، إلا انّ اللعبة تضمّ على الأقل البطل الإسباني الشهير رافاييل نادال كوجه أساسي للعبة. تُقدم اللعبة خيارات عميقة لصنع الرياضيين أيضًا.
طريقة اللعب جيدة جدًا إلا أنها ليست مثالية، اللعبة ممتعة و هي الخيار الأفضل لمحبي ألعاب كرة المضرب الواقعية في الجيل الحالي أما بخلاف ذلك فعليكم التوجه إلى لعبة ماريو تنس الأخيرة و التي كانت في غاية المتعة لعشاق اللعب الآركيدي، الاعتياد على طريقة اللعب و التوقيت الصحيح لضرب الكرة ليس سهلًا و بحق جعلنا نشعر ببعض الانزعاج مقارنة مع مستوى التحكم الذي كنا نحصل عليه في رائعة سيغا الإدمانية فيرتشوا تنس، إلا أن منظومة اللعب عميقة و استراتيجية مع أنواع عديدة من الضربات و فيزيائية جيدة للكرة و التحكم و هي تنجح أحيانًا في مضاهاة إثارة و تشويق هذه الرياضة، الذكاء الاصطناعي رخيص و يكاد لا يرتكب الأخطاء حتى على أسهل المستويات، إلا أن التلاعب به عن طريق إرسال الكرة يمينًا و يسارًا ليس صعبًا تمامًا، أما عند رفع مستوى الصعوبة فسيكون اللاعب بحاجة إلى استراتيجية حقيقية و سيكون هناك الكثير من الإثارة.
نعم طريقة اللعب جيدة و لا بأس بها على الإطلاق لكنها ليست بروعة و جاذبية فيرتشوا فايتر و لا بإتقان Top Spin و ما زال المجال موجودًا للتحسن، إلا أن اللعبة غنيّة في أطوار اللعب فهناك المنافسات الفردية و المزدوجة للذكور و الإناث و هناك طور لبطولة أستراليا المفتوحة على انفراد، كما هناك أيضًا طور المهنة و هو الطور الأساسي الذي سيقضي فيه اللاعب أغلب وقته على الأرجح، في هذا الطور سيكون بإمكان اللاعب تنسيق الوقت أسبوعيًا ما بين التدريب و الراحة و خوض المنافسات، و سيجمع المال و نقاط الخبرة ليقوم بتطوير شخصيته الخاصة.
طور المهنة جيد و مليء بالخيارات و هناك لمسات جميلة تُقدمها اللعبة لخلق الشعور بالواقعية مثل المؤتمرات الصحفية أو توقيع صفقات الرعاة و سيكون على اللاعب التعامل مع كل المواقف الممكنة مثل التعرض لإصابات و غيره، و مع ذلك شعرنا أن اللعبة ككل تميل إلى الصعوبة غير العادلة في بعض الأحيان أو أن التحكم كان بحاجة للمزيد من الضبط، عُشاق رياضة التنس الأوفياء سيكونون سعداء بالمستوى التقني للتجربة على الأرجح و لكن من يبحث عن مباريات سريعة و ممتعة قد يخيب أمله على الأرجح. اللعبة تملك أفكارًا مُثيرة للاهتمام مثل إمكانية الاعتراض على كل لعبة مما سيؤثر على نقاط الشهرة و نظرة الإعلام و الجمهور للشخصية الخاصة بك إلا أن اللعبة لا تتعمق كثيرًا في هذه الأفكار.
المستوى الرسومي جيد، نماذج الشخصيات جيدة و عصرية و الملاعب جيدة و لكن الجمهور يبدو و كأنه قادم من ألعاب الجيل الماضي و بشكلٍ عام لا تتوقع من هذه اللعبة المستوى الهائل من التفاصيل من ألعاب NBA2K أو التحريك الفتّاك في ألعاب Fifa فهي لعبة محدودة على صعيد الميزانية في النهاية. اللعبة تُقدم قيمة عمرية كبيرة و خيارات لعب كثيرة جدًا كما أن التخصيص و المُشاركة مع المجتمع هي أمور من شأنها أن تعوض التراخيص المفقودة بعض الشيء، إلا أن طريقة اللعب تحتاج إلى الممارسة للاعتياد عليها و لا تقدم الكثير من المتعة دائمًا فهي بحاجة إلى المزيد من الضبط و التحسين فيما يتعلق بضرب الكرة و توجيهها بشكلٍ دقيق، هذه اللعبة هي أفضل خيار لمحاكاة رياضة التنس حاليًا إلا أنه لا يصل إلى مستوً مثالي مع ذلك.
قام الناشر بتزويدنا بنسخة المراجعة على الحاسب الشخصي.