لسلسلة Dragon Ball تاريخ طويل في العاب الفيديو. ما بين العاب قتال ثلاثية الأبعاد مثل سلسلة Budokai Tenkaichi، لألعاب تعاقب أدوار مثل Attack of The Saiyans، لألعاب قتال تقليدية مثل الرائعة FighterZ، هناك دائماً وفرة من العاب Dragon Ball في السوق. لكن هناك نوع معين لطالما أراده محبو السلسلة ولم يحصلوا عليه، الا و هو العالم المفتوح. لعبة عالم مفتوح تطير فيها في عوالم Dragon Ball لطالما كانت حلماً للكثير من اللاعبين خصيصاً الأصغر سناً. في Dragon Ball Z: Kakarot، تتعاون Namco Bandai مع Cyberconnect2، المطور خلف ألعاب Hack وNaruto: Ultimate Ninja Storm، لجعل هذا الحلم حقيقة.
تغطي اللعبة أحداث النصف الثاني من المانجا والتي تم اقتباسها بمسلسل Dragon Ball Z، بدءاً من وصول Raditz إلى الأرض وحتى هزيمة Majin Buu. هذه الحقبة من تاريخ Dragon Ball تمت تغطيتها من قبل العاب الفيديو أكثر من أي حقبة أخرى، لكن Kakarot قد تكون أفضل من غطتها. كونها لعبة RPG عالم مفتوح يتخطى طولها الأربعين ساعة، تحكي Kakarot أحداث Z بتفصيل لم تقم به أي لعبة من قبلها، بل وتضيف عليها أحياناً. فتجد، عن طريق المهام الجانبية واحياناً القصة الرئيسية، ظهوراً لشخصيات من النصف الأول بالمانجا لم تظهر بـ Z مثل Launch، وتفصيلاً لأشياء لم يتم شرحها مثل سبب عدم نمو ذيول جوهان وفيجيتا بعد قطعهم، وقصص جانبية تركز على حياة الشخصيات اليومية، تجد أغلبها بفترات الراحة بين فصول المانجا الرئيسية، حيث تقدم اللعبة أغلب محتواها الأصلي.
تلعب في Kakarot بشخصيات السايانز، جوكو وجوهان وفيجيتا وترنكس وجوتنكس، بالإضافة إلى بيكولو، وتبدل اللعبة بينهم خلال جزئيات القصة، بينما يمكنك الاختيار بمن تلعب بالجزئيات الحرة. لكل من الشخصيات أسلوبه القتالي الخاص وحركاته وشجرة تطويره المنفصلة، حيث يمكنك التركيز على تطوير شخصيتك المفضلة بشكل أسرع من غيرها، وننصح بالتركيز على جوهان كونه، بشكل مفاجئ نظراً لاسم اللعبة، هو الشخصية التي ستلعب بها اغلب الوقت. باقي الشخصيات مثل كريلين وتينشينهان وياماتشا، يقتصر دورهم كشخصيات مساعدة خلال القتال، لكن غير قابلة للعب.
ينقسم أسلوب اللعب في Kakarot الى قسمين. القسم الأول هو الاستكشاف والعالم المفتوح. عالم Kakarot ليس Seamless بل مقسم لعدة مناطق تختار بينها من خريطة، ويغطي كافة المناطق التي تتذكرها من المانجا والمسلسل الأصلي. من الجبال الذي قاتل فيها جوكو السايانز، الى كوكب ناميك، الى المدينة الغربية والمنطقة الثلجية حيث كان مختبر دكتور جيرو وجيش العصبة الحمراء. النشاطات بالعالم المفتوح تتضمن مهام جانبية بسيطة لكن مسلية ومليئة بالتفاصيل الطريفة لمحبي السلسلة، صيد السمك، الطبخ، لعب كرة القاعدة، تعلم الحركات الجديدة، والأهم، تجميع الـ Z Orbs.
الـ Z Orbs هي كرات يسبح فيها عالم Kakarot، تجدها في كل مكان، وتستعملها كعملة لتطوير شخصيتك وفتح الحركات الجديدة في شجرة التطوير. وجدت الـ Z Orbs كنظام لطيف يعطيك شيئاً لتفعله بينما تطير في مناطق Dragon Ball الأيقونية، وحديثاً عن هذا، ما أروع ذلك الشعور. الطيران الحر واستكشاف المناطق الكلاسيكية هي بضع من أفضل اللحظات في Kakarot، وتداعب أحلام الطفل في داخل كل محب لسلسلة Dragon Ball وتحققها. للأسف، عندما يذهب سحر الشعور وجدته، ستجد عالم Kakarot فارغ قليلاً يعاني من التكرار، الا أنه لا يزال يحقق أهم أهدافه، وهي ترجمة عالم Dragon Ball الأيقوني للعبة فيديو.
الشطر الثاني من اللعب في Kakarot هو القتال، وهنا تجد أسلوب شبيهاً بذلك الموجود فيBudokai Tenkaichi وXenoverse، وتصبح اللعبة أشبه بـ Arena Fighting منها RPG، لكني وجدت نسخة Kakarot من هذا النظام القتالي الأفضل من بين شبيهاتها، ولهذا عدة أسباب.
الأولى هو كون Kakarot ليست لعبة قتال، ولا تحتوي طوراً تنافسياً بين اللاعبين، مما سمح لها بتجاهل الوزن وتقديم معارك زعماء على مستوى معقول من الصعوبة، تتطلب منك فهم أسلوب الزعيم القتالي وتحركاته ومعرفة متى تتفادى وتصد وتهاجم، بشكل فيه شبه مما قد تجده في زعماء ألعاب مثل Ys وKingdom Hearts، وبهذا أظن أن Kakarot هي أفضل من ترجم قتالات المسلسل وشعور جوكو ضد أعداء يفوقونه قوة عشرات المرات من بين شبيهاتها.
نقطة أخرى تتفوق فيها Kakarot هي شعور التطور. التدريب والتطور ركن من أركان Dragon Ball وربما أشهر عناصره، وبكون Kakarot لعبة RPG، تمكنت من اقتباس هذا الشعور بشكل جيد، حيث ترى الـ Kamehameha الخاصة بجوكو تكبر أكثر وأكثر حتى تجدها في نهاية اللعبة أضعاف حجم تلك التي بدأت بها اللعبة. تعامل اللعبة مع التحولات جيد أيضاً، فبينما يستهلك الـ Kaioken نقاط الحياة، يستهلك الـ Super Saiyan الـ Ki، وكلمات زادت درجة الـ Super Saiyan كلما استهلك Ki أكثر، مما يجعل لكل تحول نقاط قوته وضعفه، كما هو الحال بالمانجا الأصلية، والتبديل بينهم خلال القتال سلس ومسلي وجميل مظهرياً.
للأسف، للقتال مشاكله الجوهرية أيضاً. فالشخصيات القابلة للعب تتشابه في ادواتها بشكل غير مقبول حقاً مع قلتهم الشديدة مقارنة بألعاب Dragon Ball الأخرى، فإن كنت تطورهم جميعاً بشكل متوازي، لن تشعر بفرق كبير عند الانتقال من جوهان لفيجيتا، واستراتيجيتك باللعب لن تتغير. هذا الكلام ينطبق على الزعماء أيضا، حيث، باستثناء ندرة من الحركات، تجدهم يتشابهون لحد كبير، وستجد استراتيجيات تعمل ضد غالبهم مجرد أن تتمكن كفاية من اللعبة، مضيفاً لشعور التكرار باللعبة.
تقنياً، اللعبة جميلة وتترجم مظهر Dragon Ball الأيقوني للعبة ثلاثية الأبعاد بشكل يتراوح بين الجيد والمبهر، وبعض المشاهد السينمائية فعلاً استثنائية في مظهرها. أوقات التحميل الطويلة مشكلة للأسف، وبعض المهمات الجانبية تحتوي ما قد يصل لسبع شاشات تحميل تصل كل منها لـ 40 ثانية، مما جعل بعض لحظات اللعبة لا تطاق. سمعياً، قد تكون هذه لعبة Dragon Ball الأولى التي تستعمل الموسيقى الأصلية من تلحين Shunsuke Kikuchi، مضيفة حس من الأصالة لإقتباس اللعبة، لم يوجد بأغلب من سبقوها.
إن استثنينا FighterZ، لا شك لدي بكون Kakarot هي لعبة Dragon Ball الأفضل على الإطلاق. هناك الكثير من الحب للسلسلة في هذه اللعبة، والكثير من المتعة والتسلية لأي محب لها. كلعبة فيديو، Kakarot أقرب لأساس جيد بحاجة لمحاولة ثانية تصقله ليصل إلى الامتياز، لكن كمنتج Dragon Ball، أنصح به بشدة لكل عاشق للسلسلة يرغب بأن يعيش أحداث Z مجدداً بطريقة جديدة.
حصلنا على نسخة بلايستيشن4 من الناشر.