سنوات عديدة قد انقضت على إصدار لعبة Devil May Cry 3 على البلايستيشن2 للمرّة الأولى، هذه اللعبة التي سعت كابكوم من خلالها إلى إنقاذ سمعة هذا العنوان لتبدأ عهدًا جديدًا و لتُمسي بمثابة المرجع و العلامة لهذا النوع من الألعاب، اللعبة أُعيد إصدارها لمراتٍ عديدة و ها هي تصل إلى جهاز من ننتندو و جهاز بخاصية محمول للمرّة الأولى فكيف كانت النتيجة؟ واصلوا قراءة المراجعة لمعرفة الجواب.
إصدار هذه اللعبة له قصّة و حكاية على جهاز سوني المنزلي Playstation 2، عندما بدأت السلسلة مع الجزء الأول الذي أخرجه هيداكي كاميا و أشرف عليه شينجي ميكامي كان النتيجة في قمّة الروعة، دانتي البطل الأنيق صاحب المعطف الأحمر و القدرات غير البشرية كان أحد أكثر الأبطال جاذبيةً في عالم الألعاب، كما كانت أجواء اللعبة رائعة للغاية و تبدو أشبه بنسخة ثلاثية الأبعاد من سلسلة ألعاب كاسلفينيا، إلا أنّ الجزء الثاني دمّر كل هذا مع تصميم سيء للمراحل و تقديم سيء للشخصيات و طريقة قتال غير جذابة. نعم سلسلة ديفل ماي كراي كانت على وشك الانهيار و فقد الجمهور ثقته بالاسم كثيرًا.
المُصمم المخضرم و الخبير في القتال لدى شركة كابكوم “هيداكي إيتسونو” تولّى دفة الإخراج مع الجزء الثالث بوظيفة أساسية هي إعادة هذه السلسلة إلى بريقها، أنا كنتُ من المُشككين في قدرة هذا الجزء على العودة إلا أن النتيجة النهائية كانت مُبهرة و فاقت توقعاتي و توقعات غيري من اللاعبين، كابكوم نقلت الأكشن إلى مستويات غير مسبوقة في هذه اللعبة التي أصبحت أشبه بلعبة قتال ثلاثية الأبعاد بتعقيد و عمق الهجمات المتسلسلة التي يُمكن تنفيذها مع نظام خاص لرصد مستوى اللاعبين، و قدمت عدة أساليب متنوعة لشخصية دانتي و هي Trickster و Swordmaster و Gunslinger و Royalguard بالإضافة إلى Quicksilver و Doppelgänger.
حتى على صعيد سرد القصّة نجحت اللعبة في العودة إلى الماضي و بناء شخصية دانتي الذي لا يُبالي بشيء كما ظهرت شخصية شقيقه فيرجل الذي حظي بشعبية ضخمة للغاية بين الجمهور، و قدّمت اللعبة مقاطع قصصية و إخراجية فاخرة و في الحقيقة لطالما كنتُ معجبًا بالإخراج السينمائي للقتال بالأسلحة البيضاء أو الأكشن بصورة عامة في الأعمال الآسيوية و أرى أنها نُقطة قوّة تتفوق فيها قارة آسيا العجوز على غيرها و هذا يظهر جليًا في ديفل ماي كراي3.
اللعبة الأصلية معروفة للاعبين، هذه النسخة من اللعبة مبنية على النسخة الخاصة أو المعدلة التي حصلت عليها اللعبة الأصلية لتحسين بعض الجوانب مثل إضافة خيار Gold و نقاط حفظ في وسط المراحل و تعديل مستوى الصعوبة بصورة عامة، و كذلك جعل شخصية فيرجل قابلة للعب. نُسخة الننتندو سويتش من اللعبة تُضيف مزايا أخرى حلم بها محبو هذا الإصدار طويلًا منها إمكانية التغيير بين أساليب دانتي القتالية بضغطة زر و بلمح البصر دون اللجوء إلى التماثيل، مما يفتح الباب أمام اللاعبين لتنفيذ مهارات و هجمات متسلسلة لم تكن ممكنة في السابق إطلاقًا و ذلك عن طريق اختيار طور Freestyle، كما لا زال بالإمكان اللعب بنفس الطريقة القديمة لمن يُريد أن يتمرّس على اللعبة أولًا. اللعبة تُضيف ميزة أخرى جديدة و هي إمكانية اللعب التعاوني في تحديات القصر الدموي بشخصيتي دانتي و فيرجل أيضًا.
الإضافات التي طرأت على اللعب ربما تكون بسيطة من جانب المطورين إلا أنها جوهرية للغاية في اللعب و تفتح آفاقًا جديدة أمام هذا الإصدار، أداء النُسخة ثابت و صلب تمامًا و لا يحيد عن 60 إطارًا و دقة العرض الكاملة في وضعيتي المنزلي و المحمول برسوم جميلة فنيًا و تتفوق في المظهر بوضوح على اللعبة الأصلية، و في الحقيقة فإن شعور اللعب بديفل ماي كراي 3 في وضعية المحمول بالذات كان رائعًا للغاية بالنسبة لنا.
باستثناء بعض المشاكل البسيطة من اللعبة الأصلية مثل الكاميرا في بعض المناطق أو العروض السينمائية ذات الرسوم القديمة فإن ديفل ماي كراي 3 لعبة صمدت جيدًا في اختبار الزمن و ما زالت حتى الآن إحدى روائع ألعاب الأكشن و الجزء المفضل في هذه السلسلة للكثيرين، و هذه النسخة هي أفضل ديفل ماي كراي 3 إلى الآن.
حصلنا على نسخة الننتندو سويتش من الناشر.